حرب سينــاء 2018 ... والقوة الغاشمة

  نبيل المقدس
        لا أستطيع أن أنتقي كلمات الفخر والحب من قاموس اللغة أو من لغة الحياة لكي أطلقها علي سيناء غير كلمة " أنكِ هبة مصر بعد نيلها " .. كما تسمحي لي يا أرض الفيروز  أن أطلق عليكِ" مقبرة للغزاة  ". لذلك فإسمك مقرون بجيش مصر العظيم منذ زمن بعيد .. أنت في طول الزمان وعرضه يالنسبة  لمصر الظهيرالشرقي لها .. أنتي الأرض التي إحتضنت الأنبياء والقديسين , ومع ذلك  لم تعتني الحكومات السابقة بكِ , ولم تحتضن الاماكن التي لها أحداث تاريخية , ولم تلتفت بالأثار التي تبقت من أهلنا القدماء لكي تحكي تاريخك والذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ  مصرالأم .. فقد وصل بنا الإهمال لكي أن يأتي الأوغاد و يلعبون في تراثك العفيف  لطمث هويتك الحقيقية المصرية  .. تركنا الأشرار يقلعون أرضك لزراعة كل ما هو ضأر علي أبناءك  , فبدلا من أن يزرعونها خيرات زرعوها سيئات . انت تعيشين في سلام بجيشك العظيم .. انت يا سيناء ملهمة الجيش المصري .. أحبك الجيش والمصريون كثيرا ولا يقبلون أن يروا غيرأينائك يخطون فيها مسافة حتي ولوكان شبرا احدا .

 

واضح أنك مطمع الكثير من الدول  , فأنت تضمين بين طياتك الكثير من المعالم المتميزة , حيث العديد من المنتجعات السياحية والمحميات الطبيعية .  أبرزها شرم الشيخ، دهب، رأس سدر، طابا، نويبع . محمية رأس محمد، محمية نبق، محمية طابا، دير سانت كاترين، حمام موسى، حمام فرعون، وجبل موسى وهو الجبل الذي كلم عليه النبي موسى ربه وتلقي الوصايا العشر .

 

 في وقت حكم الإخوان الإرهابية الذي وصل إلي سدة الحكم في غفلة من الزمن , فوجئنا بأنهم يبيعون جزءً من جسدك إلي الشعب الفلسطيني  مقابل مبلغا من المال ,. معتقدين أن الشعب المصري سوف يقبلون الواقع علي أساس انهم تبرعوا بهذا الجزء كحل لنهاية  مشكلة فلسطين الشقيقة و التي دامت اكثر من 80 سنه .. لكن شعبك الأصيل  ثار علي هؤلاء الفاسدين في الأرض , وأوقفوا هذه المهزلة .. فأرضك يا سيناء إتروتِ بدم أبناءك .. فكل حبة رمل من إرضك كانت الفرشة التي وطأ ابناؤك عليها لكي يحفظك من الإغتصاب من هؤلاء الذين يكرهون أنفسهم .. فعندما جاءت ثورة الشعب 3 – 7 لإزاحة هذا الكابوس الذي جثم علي صدورنا , تم تحريرك من البيع .. فأنتِ جوهرة مصر. لكن قدرك السيء أن الجماعة الإرهابية إتخذك مكانا لكي تعبث بك وتستخدمك وكرا للقيام بالأعمال الإرهابية ضد مصر .. لكي تسقط مؤسساتها وتتفتت إلي أجزاء وتتحول إلي دويلات تتبع الخليفة التي يديرها من الأستانة بتركيا. 

 

 عانت سيناء الكثير من هؤلاء الذين إغتصبوها في لحظة من الزمن , وبدأ هؤلاء ينفذون أعمالهم القذرة ضد شعب مصر متخذينها نقطة إنطلاق  في القتل وإرهاب شعب مصر .. كما إتخذوا ملاذا في قتل اقباط مصر كوسيلة  لتفتيت شعب مصر .. لم يقبل الجيش المصري أن يتحمل أن يراها تنداس بهؤلاء الأغراب .. حتي وصل إجرامهم إلي امر لا يطاق ولا يحتمل ..  ففي يوم الجمعة الموافق لـ 24 نوفمبر 2017 قامت مجموعة من الإرهابين  بالهجوم على مسجد الروضة في العريش بمركز بئر العبد نتج عنه  مقتل 305 شخصاً كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في المسجد. كنتيجة لهذا الحادث وما حدث من قبل في قتل الأقباط وهم يصلون في كنائسهم طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي في 29 نوفمبر 2017 من رئيس أركان حرب القوات المسلحة ،  استخدام كل القوة الغاشمة من قبل القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره في مده لا تتجاوز 3 أشهر .وأن نعطي درسا لكل مَنْ تسول له نفسه أن يضع قدمه علي أرضك المقدسة  .. حيث يرتفع عليكِ جبل حوريب الذي صعده النبي موسي ليتلقي وصايا الله العشرة,

 

. وفي 9 فبراير 2018 إنطلقت القوات المسلحة بجميع أسلحتها , وبدأت تضرب الضربات الغاشمة , لكي يطهر ارض سيناء من هؤلاء الأوغاد التكفريين .   لا شك أن البدء في إستعمال القوة الغاشمة هو ما إلا إنذار علني علي دول بعينها أنها تترك مصر بحالها وخصوصا أرض سيناء .. فسيناء من عمق التاريخ هي مصرية , ولا يقبل أي مصري من أرضها أن يتركها للغير . سيناء تطوي أكثر من 100 الف شهيد منذ سنة 148 حتي الآن سيناء من أجلها ضحت عائلات كثيرة بأبنائها ورجالها , فهناكالقصص والحكايات عن بطولات لا نقبل أن يتم محوها من تاريخ مصر العميق . 

  علينا جميعا ان نلتف حول جيشنا الباسل ورجال أمن مصر بكل قوة و نمد ايدينا لهم , وان ننشد أنشودة السلام إلى كل العالم