الأقباط متحدون - شاهد.. «باب زويلة» بين التاريخ والأساطير
  • ٠٧:٠١
  • الاثنين , ١٩ فبراير ٢٠١٨
English version

شاهد.. «باب زويلة» بين التاريخ والأساطير

منوعات | صدي البلد

٢١: ٠٦ م +02:00 EET

الاثنين ١٩ فبراير ٢٠١٨

باب زويلة
باب زويلة

حكايات وأساطير اشتهرت بها آثار مصر الإسلامية، منها ما كان مشوقا والآخر مرعبا، يجهل الكثيرون تاريخ تلك الآثار، تم بناء كل منها لهدف معين.

مر على مصر حكام عديدون، أضاف كل منهم بصمته في التاريخ، وحفر ذاكرة في الآثار، لتروي تلك الصخور حكايته عبر الزمان.

وفي نهاية شارع "الغورية" تستقبلك بوابة ضخمة، فتحت أبوابها على مصراعيها، وفي كلا جانبي الأبواب، كتلة من الصخور، تحمل في طياتها حكايات وتاريخ لقرون مضت.

بوابة تعود لعصر جوهر الصقلى، الذي خشي على مدينته من الهجوم، فهي قاهرة كانت مطمعا للكثيرين، وبعد تفكير قرر تحصينها بسور ضخم وبوابات ثلاث، أكبرها، باب زويلة.

باب زويلة أو "بوابة المتولي" هو أحد أبواب القاهرة القديمة في العاصمة المصرية القاهرة، يشتهر هذا الباب، أو البوابة، كونه تم تعليق رؤوس رسل "هولاكو" قائد التتار عليه، حينما أتوا مهددين للمصريين، وأعدم عليه أيضًا السلطان "طومان باي" عندما فتح "سليم الأول" مصر وضمها للدولة العثمانية.

يقع الباب فى بين شارع الغورية، وشارع الحرفيين "الخيامية"، الذى يحوى بين جنبيه العديد من الورش المتخصصة فى عدة حرف يدوية.

تم إنشاء الباب عام 485‏ هجرية "‏1092‏ للميلاد"، ويتكون من كتلة بنائية ضخمة عمقها‏ 25‏ مترا وعرضها‏ 25.72‏ متر وارتفاعها ‏24‏ مترا عن مستوى الشارع.

يتكون الباب من برجين مستديرين يبرز ثلث الكتلة النباتية خارج السور ويتوسط البرجين ممر مكشوف يؤدي إلي باب المدخل ويرتفع البرجان إلي ثلثي الارتفاع في بناء مصمت، ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها "قبو" طولي يتقاطع مع "قبو" عرضي.

باب زويله معروف محليا باسم "بوابه المتولى" نسبة إلى الجنود من قبيلة زويلة البربرية، الذين كانوا جزءا من الجيش الفاطمى وكان معسكرهم قريبا من أبواب القاهرة الأولى، التى بناها المعز لدين الله الفاطمى، وقائده جوهر الصقلى عام 969م بالإضافة إلى البربر كان فى العاصمة الفاطمية الجديدة مجموعات من جنسيات مختلفة مثل الأوروبيين واليونانيين وأرمنيين وسودانيين وأتراك تألف منهم الجيوش.

أما بالنسبة للاسم "بوابة المتولى" فإنه يرجع إلى القرن التاسع عشر، عندما اقترن بصاحب الكرامات المحلى "متولى قطب" الذى عاش بجوار البوابة وكانت له كرامات، وأصبح الباب ملجأ لمن يريد شفاعته بينما أرخ المقريزى فى القرن الخامس عشر، بأن هذا الباب يجلب النحس.

يرجع هذا الوصف لاستخدامه كمكان عام لتعليق رؤوس المجرمين، الذين تم إعدامهم فوق الندوات الموجودة على الباب، ومن أشهر حالات الإعدام هى للمملوك المستقل السلطان طومان باى الذى أعدم بأمر السلطان سليم ذو الوجه المخيف فى القرن السادس عشر.

تتكون البوابة من أبراج نصف دائرية والتى أدخل عليها السلطان المؤيد تعديلات عند بناته جامعة بجوارها فى القرن الخامس عشر، وشيد المآذن فوق الأبراج مما يعطى لهذه البوابة طابعا مختلفا، وبالرغم من هذا قد تكون أقل البوابات الثلاث المتبقية إثارة للانتباه، وكانت أرضية البوابة في الأصل مغطاة بطبقة ملساء لامعة من الجرانيت تعيق الخيول عند هجومها عليها.

وهدمت هذه الطبقة على يد السلطان الكامل محمد الأيوبي عندما انزلق حصانه بسببها وأطاح به.

وفوق المدخل توجد شرفة كان يستخدمها الموسيقيون للإعلان عن المواكب الفاطمية فى العهد المملوكى استخدم هذا لقارعى الطبول إشارة لدخول الأمراء للمدينة، كما استخدمه سلاطين المماليك لمشاهدة زفة المحمل الذى صنعه المصريون والتى تحمل غطاء الكعبة المشرفة إلى مكة المكرمة.

الكلمات المتعلقة