افادت مصادر طبية بالمستشفى الميداني في مدينة تعز اليمنية لبي بي سي بمقتل متظاهر واصابة 15 آخرين نتيجة اطلاق النار عليهم، وان اثنين منهم في حالة موت سريري.

وتزامن ذلك مع وصول أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الى صنعاء لاستكمال جهود المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمينة والتوصل الى اتفاق لنقل السلطة سلميا في اليمن.

وأفاد شهود عيان لبي بي سي أن القوات الحكومية أطلقت النار على تظاهرة سلمية بعد وصول تعزيزات أمنية غير مسبوقة الى مدينة تعز جنوبي صنعاء.

وكانت وكالة فرانس برس قد قالت ان مدنيين مسلحين ايضا اطلقوا في وقت سابق النار على تظاهرة في المدينة نفسها واصابوا 15 من المشاركين فيها وفق شهود ومصادر طبية.

كما قُتل ستة جنود من قوات الأمن المركزي في رداع جنوبي اليمن في هجوم على دورية أمنية شنه مسلحون مجهولون، حسب مراسل بي بي سي في اليمن نقلا عن مصادر أمنية.

المبادرة الخليجية
وتأتي زيارة امين عام مجلس التعاون الخليجي الى اليمن وسط تلك الاجواء المشحونة التي تعيشها اليمن ورفض شديد للمبادرة الخليجية من قبل شباب الثورة والمعارضة اليمنية.

وعلى الرغم من زيارة الزياني الى صنعاء بدت المبادرة الخليجية تواجه صعوبات كبيرة وسط تعنت اطراف الصراع وانسحاب بعض اطراف المبادرة كما هي الحال مع دولة قطر وارتفاع بعض الاصوات المطالبة في مجلس الأمة الكويتي للحكومة الكويتية بالانسحاب منها.

وشددت المعارضة الليبية على رفضها للمبادرة وقال القيادي في المعارضة اليمنية محمد المتوكل في تصريح لبي بي سي:"ان المبادرة الخليجية لم تعد تعنينا بعدما شوهها النظام"

بيد انه استدرك قائلا: "نأمل أن تنجح دول الخليج في اقناع الرئيس بتطبيق المبادرة وتشكيل الحكومة من الحزب الحاكم وتعيين نائب له حتى يقدم استقالته فنحن سنتعامل حينها مع نائب الرئيس".

وكان الرئيس اليمني صالح قال في تصريحات لصحيفة عكاظ السعودية "إن المبادرة الخليجية بحاجة الى آلية تنفيذية زمنية ومتسلسلة تكون ملحقة بها حتى يضمن لها النجاح".

وطالب المئات من أهالي القتلى الذين سقطوا برصاص القوات الحكومية في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بتخصيص لقاء خاص معهم ليطلعوه على ما اعتبروها جرائم النظام في حق المتظاهرين السلميين وما قالوا انه تداعيات المبادرة الخليجية التي قدمت غطاء للنظام لقمع المتظاهرين بحسب تعبيرهم.

تعز
وكانت مصادر طبية في المستشفى الميداني بتعز اكدت لبي بي سي سقوط عشرات الجرحى برصاص القوات الحكومية عند تصديها لتظاهرة حاشدة كانت تجوب شوارع المدينة في حين اتهمت الأجهزة الأمنية المتظاهرين بمحاولة الاعتداء على المؤسسات الحكومية.

وتمكن المعارضون من إغلاق بوابات ثلاثة مكاتب حكومية بالسلاسل الحديدية بعد أن كتبوا عليها عبارة "مغلق من قبل الشعب" في إطار الخطة التصعيدية للاحتجاجات التي أعلنوا عنها مؤخرا والتي طالبوا فيها بطمس كل رموز النظام وإزالة صور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وإغلاق المؤسسات الحكومية دون تدميرها أو اقتحامها.

وتشهد مدينة تعز انتشارا أمنيا غير مسبوق بعد الاضطرابات التي شهدتها خلال الأيام الأربعة الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين واصابة العشرات على أيدي القوات الحكومية.

يأتي ذلك فيما يشهد عدد من المدن اليمنية منها عدن وتعز وإب والحديدة عصيانا مدنيا شل الحركة فيها بشكل كبير فيما كان العصيان في بقية المدن بنسب متفاوتة وضعيفا جدا في العاصمة صنعاء وسط اتهامات السلطة للمعارضين بمحاولة فرض العصيان المدني بالقوة من خلال اجبار مالكي المحلات التجارية على اغلاقها.

وحددت اللجنة التنظيمية لما يسمى بثورة التغيير السلمي في اليمن يومي السبت والأربعاء من كل اسبوع للعصيان المدني كما تم تحديد الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء القادم يوما للزحف على أهم مؤسسات الدولة لكنه قرار لا يحظى بإجماع شباب الثورة حتى الآن.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها