الأقباط متحدون - شبابنا بين العنوسة.. والتحرش
  • ١١:٥٠
  • الأحد , ١٨ فبراير ٢٠١٨
English version

شبابنا بين العنوسة.. والتحرش

مقالات مختارة | عباس الطرابيلي

٢٠: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨

عباس الطرابيلي
عباس الطرابيلي

يتساءل البعض: لماذا ارتفعت معدلات العنوسة بين الفتيات.. وأيضاً لماذا ارتفع سن الزواج عندنا؟.. وحتى نصف قرن مضى كانت الفتاة التى لم تتزوج إذا وصل عمرها إلى 16 سنة يصفونها بأن القطار فاتها وتركها، وكان متوسط سن زواج الشباب عندنا حول العشرين عاماً.. فما الذى جرى حتى نجد فتيات تجاوزن الثلاثين ولم يحالفهن الحظ بالعريس.. ونجد من الشباب من وصل عمره إلى 35 عاماً ولم يستطع أن يكمل نصف دينه بعد.. أقول- ببساطة- الأسباب مالية بالدرجة الأولى.. وتعالوا نحسب كم يتكلف الزواج.. ولا علاقة هنا بحكايات المؤهل وسنوات الدراسة.

القضية الأولى هى شقة الزوجية.. إذا أصبحت أى شقة من غرفتين وصالة لا يقل سعرها عن 100 ألف جنيه.. وإذا حصل عليها بالتقسيط فإن القسط يحسب الآن بآلاف الجنيهات، وإذا وجد شقة «إيجار جديد» فإن إيجارها الشهرى أيضاً يحسب بالآلاف.. فضلاً عن عدم الاستقرار لأن إيجار هذه الشقة محدد المدة.

إذا دخلنا فى معمعة التكاليف نجد ثمن غرفة النوم بالآلاف أيضاً، وكذلك غرفة المعيشة.. أما عن أعباء الأدوات الكهربائية فهذه أيضاً كارثة.. إذ كم ثمن الثلاجة والغسالة والبوتاجاز والسخان، نقول ذلك لأنه حتى لو وافقت العروس على الحد الأدنى من «الشبكة» ولو مجرد دبلتين ومحبس فقط وقبلت الفتاة مهراً رمزياً.. فمن أين يأتى الشاب بكل ذلك.. وما هو عدد السنين المطلوب الادخار فيها لكى يدبر كل ذلك.. حتى ولو حصل على فرصة عمل بعد حصوله على المؤهل الجامعى والمتوسط، ويكون عمره يوم الحصول حوالى 25 عاماً.. وحتى لو قبلت الفتاة شاباً لم يحصل على «وظيفة ميرى» فكم يحتاج ليدبر كل هذه الأساسيات؟.. أعتقد أن عليه الانتظار 10 سنوات على الأقل ليدبر هذا الحد الأدنى من الدخل الذى يمكنه من تحقيق حلمه، أى أن عمره يكون قد قفز إلى ما فوق 35 عاماً.. ثم بعد ذلك تتحدثون عن ارتفاع معدلات التحرش.. وأيضاً انتشار الزواج العرفى بكل مخاطره إذ للشاب أيضاً مطالبه.. وللفتاة كذلك.

والنتيجة زيادة سن الزواج- لمن يتمكن من تدبير تكاليفه- وتزداد نسبة العنوسة، وبعدها لا تسألوا عن انحرافات الشباب من الجنسين.. هنا: هل الحل هو الشقة الاستوديو ذات الأربعين متراً؟.. وهى مجرد غرفة نوم مع صالة تتحول إلى غرفة معيشة ومطبخ ليس كبيراً، وهل نقبل هذه الشقة الاستوديو.. وهل يقتضى ذلك تغيير نظرتنا لبيت الزوجية التقليدى بمساحته التى لا تقل عن 100 متر.. وتجهيزه بكل أعباء هذا التجهيز.

■ ■ أكاد أربط كل ذلك مع ظاهرة التحرش والاغتصاب بل وجريمة ارتكاب المعاصى حتى بين المحارم.. بل أتوقع المزيد من كل ذلك طالما الزمن يسرق أعمار شبابنا.. وطالما نجد بين كل فتاتين فتاة تتحول إلى عانس.. بعد أن يفوتها القطار.

■ ■ وهل نغير نمط شقة الزوجية، فلا صالون ولا غرفة نوم ثانية بل مجرد «سرير ودولاب» و4 كراسى، ولكن هل تقبل أى أسرة هذا الجهاز.

■ ■ هى إذن أسباب مالية من الطراز الأول، هذا إذا نجحنا فى حل مشاكل الشبكة والمهر والأجهزة الكهربائية، أم الحل هو نسف كل التقاليد والأعراف القديمة عن الزواج وشقة الزوجية، هذا إذا أردنا حل المشاكل الاجتماعية.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع