الأقباط متحدون - ألغاز الغاز
  • ٠٦:٠٨
  • الأحد , ١٨ فبراير ٢٠١٨
English version

ألغاز الغاز

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٨: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ١٨ فبراير ٢٠١٨

صور_أرشيفية
صور_أرشيفية

د. مينا ملاك عازر

 برغم أن الغاز كان موجود في البحر المتوسط منذ زمنبعيد لكن لم تثر الثائرة التي تجري حوله إلا الآن، بعد أن بدأت مصر في استنشاقه واستغلاله والاستفادة منه، ولأن الغاز في يدالشعب اليتيم عَجَبة، قررتدول شرق المتوسط أن تلعبأوليمبياد خاصة حول الفوز به، إسرائيل تطمع في غاز لبنان، وحزبالله يكشر عن أنيابه، وتركياتطمع في غازاليونانوقبرص، وتمنع التنقيب عنه في مياههما الاقتصادية ولا تعترف باتفاقية تعيين الحدود بين مصر وبينهما.
 

والإخوان حزانة على السلطة في  مصر لأنهم كانوا سيعرفون كيف يستفيدون من بيع ثرواتها آثارها وغازهاوأرضها وجزرها وحلايبها وشلاتينها، وكله في سبيل توطيد سلطاتهم في مصر وإبقائهم مدى الحياة، لأن لشعب المصري أفشل لغز الغاز وغيره حين ألقى بالجماعة خارج المعادلة السياسية، فأفشل توطين الفلسطينيين، وأفشل التنازل عن الأرض للجيران الجنوبيين وأفشل التخلي عن الآثار، وأنجح  الاستفادة من الغاز الكامن في الأعماق أعماق المتوسط.
 
تقف مصر عند مفترق طرق وماسورتين غاز طبيعي ومنصة لإنتاج الغاز، وتبعث تركيا بوارجها لتهديد الآمنين، فتعلن مصر الحرب على الإرهاب وعلى داعميه واللبيب بالإشارة يفهمه، وإن كانت تركيا تبني برجاً على جزيرة طولها 300 متر وعرضها سبعين متر، فمصر تبني الأهرام منذ سالف الدهروالميسترال تخوض البحار لتحمي العمال والمنصة والأرض.

 
ومن بين كل بحار العالم، اختارتمصر البحر المتوسط لتقع عليه، ومن بين كل حقول العالم اختارت مصرحقل ظهر لتنتج منه ولتسحب منه الغاز، ومن بين كل ما لدى مصر تطمع تركيا في غاز مصر لعله يغنيها عن الغاز الروسي الذي بدونه تبرد وتبحث عن الدفء،وفي بلاد المتوسط وعلى سواحلكل بلد كنز، والبلد الأخر تطمع فيه إلا مصر الوحيدة التي  وفقت أوضاعها مع دولتين من الدول، وتركت الباقي يعض أنامل الندم، ولتبقى هنا المأساة الإغريقية، هل يهب الاتحاد الأوربي للدفاع عن عضوين من أعضائها قبرص واليونان أمام التحرشات التركية؟ وهل تهب الحرب في شمال شرق المتوسط؟ وهل سندافع نحن عن أصدقائنا الأوربيين؟ هل سيحدث الصدام بين الإسرائيليين من جانب وحزب الهن اللبناني من جانب آخر، وبالتالي ستشترك إيران وربما تحتاج مصر للتدخل لتأمين المزيد من ثرواتنا الغازية في المياه الاقتصادية.
 
آخر الكلام، تبقى ألغاز الغاز هكذا معقدة ولا يعرف أحد حلها حتى تُلقى في مياهها الراكدة حجر، حينها تهب الرياح وتنطلق العواصف العاتية التي ربما تأتي على كل أخضر ويابس في بلاد شرق المتوسط، واللهم لا أسأل إلا أن تقينا شر الحرب وترحمنا من اقتصاد الحرب، لأنه لم يعد فيالكتف مكان لنحمل عليه أعباء اختيارات حكومات لا تعرف السياسة.
 
المختصر المفيد غازك لا تهلك.