- "جمال الغيطاني": جنازة البابا "شنودة" تماثل جنازة "سعد زغلول" و"عبد الناصر"
- "محمد سلماوي": البابا "شنودة" قامة وطنية شامخة، والتاريخ لن ينسى له مواقفه الوطنية
- يوسف سيدهم: البابا شنوده فى عهده خرجت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية
- رئيس رابطة المصريين فى اسرائيل : مصر تشهد مرحلة دقيقة وفى أمس الحاجة لحكمة البابا شنودة ورهافة حسه
- "عمرو خالد": حكمة البابا شنودة وأدت الكثير من الفتن الطائفية
د. "عايدة نصيف": نبذ روح الطائفية يتطلب دولة مدنية يتم فيها تداول سلمي للسلطة
* د. "عايدة نصيف": الممارسة السياسية تذوِّب الهوية الدينية، وتبقي الهوية الوطنية.
* اللواء متقاعد "طلعت مسلم": الشعب هو الذي يصنع الدولة وليس الأرض.
* د. "محمد الخشت": الدولة المدنية لا تلغي الدين، ولكن تلغي التحدُّث باسم الدين.
* د. "عاطف العراقي": من الأنسب لـ"مصر" أن تكون دولة مدنية.. الدين لله والوطن للجميع.
* المؤرِّخ "عبد العزيز جمال الدين": المصالح المشتركة وحَّدت المصريين القدماء، رغم التعددية الدينية.
تحقيق: ميرفت عياد
هناك العديد من التعريفات لكلمة "الدولة"، ولعل أقرب هذه التعريفات وأوضحها، ما يوضح أنالدولة تعد جهة سيادية وشخصية معنوية تفرض سيادتها على بقعة جغرافية محدَّدة على ظهر الكرة الأرضية، ومن مهام الدولة استغلال وتوزيع موارد أراضيها بشكل لا يختل معه ميزان العدالة الاجتماعية.. ومن هذا المنطلق، فالدولة لها سيادة داخلية، تشمل حريتها في اختيار شكل حكومتها وإصدار قوانينها لاستتباب الأمن. ولها أيضًا سيادة خارجية متمثِّلة في حريتها في إدارة شئونها الدولية ورسم سياستها الخارجية.
وقد اختلف مفهوم الدولة ومهامها عبر الزمان، وفي العصر الحديث ظهر مصطلح الدولة المدنيةوالدولة الدينية، وخاصة بعد ثورة 25 يناير، واعتلت المنابر جهات تطالب بهذا او بذاك. ومن أجل إيضاح تلك الصورة لمفهوم الدولة، وما هي المهام المنوطة بها؟ ورؤية الأديان السماوية لمفهوم الدولة؛ كان لنا هذا التحقيق:
مملكتي ليست من هذا العالم
في البداية، أشارت د. "عايدة نصيف"- أستاذ الفلسفة- إلى أن الدين المسيحي اهتم بالأمور الروحية لا الأمور الدنيوية؛ انطلاقًا من قول السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم". ولهذا لا يوجد مفهوم لتوضيح الدولة الأرضية في الكتاب المقدس، فالكنيسة تتولى الإشراف على الأمور الروحية بينما الدولة تتولى زمام الأمور الزمنية أو الدنيوية. موضَّحة أن هيمنة الكنيسة في أوربا على سلطة الدولة، أحدث تزاوجًا بين السلطة والدين، وأنتج عصور الظلام، إلى أن قامت الحركات الإصلاحية بأمثال "مارتن لوثر"، وانشقت طوائف عن الكنيسة، وغيَّرت فكرة ارتباط السياسة بالدين.
تفتيت روح التعصب والطائفية
وأوضحت "نصيف" أن ثورة 25 يناير جاءت لتنادي بالدولة المدنية، وهذا ليس معناه أننا سوف نلغي الأديان! ولكن سيتم أخذ المنظومة المصرية المشتركة من الأديان السماوية، لتكون هي المرجعية للدولة المدنية، وبالتالي لن يحدث أي تخلي عن القيم الدينية أو التراث أو الهوية المصرية. مشيرةً إلى أن التعصب الموجود في كل من الجانب الإسلامي والمسيحي، ليس المسئول عن تغييره المؤسسة الدينية، ولكن الوطن هو المسئول عن تفتيت روح التعصب والطائفية، من خلالدولة مدنية يتم فيها تداول السلطة بأسلوب سلمي، أو حكومة تسمح للشباب بالممارسة السياسية، الأمر الذي يؤدي إلى تذويب الهوية الدينية، وبقاء الهوية الوطنية كأساس راسخ.
أهم مهام الدولة
وعن مفهوم الدولة من الناحية الإستراتيجية، قال الخبير العسكري المصري والمحلِّل الإستراتيجي اللواء أركان حرب متقاعد "طلعت مسلم": "إن مفهوم الدولة يعنى الأرض بكل ما فيها وعليها وتحتها، والشعب الذي يعيش على هذه الأرض". مؤكِّدًا أن الأرض لا تصنع دولة، إنما الشعب هو الذى يصنعها. كما أن للدولة عادةً حدود مرتبطة بخطوط ومواقع إستراتيجية تحصِّن الدولة من أي عدوان خارجي، وهذا غير محقَّق على أرض الواقع في جميع الدول؛ نظرًا لأن طبيعة الأرض في بعض الأحيان لا توفِّر هذا. مضيفًا أن الحفاظ على الشعب هو أهم مهام الدولة، من خلال تشكيل العديد من المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من أجل حماية مصالح المواطنين. كماأن الدولة القوية تُكسب مواطنيها الاحترام على الصعيد الدولي، أما الدولة الضعيفة التي تفتقد إلى الشرعية الوطنية والدولية، يصبح مواطنوها عرضةً للعديد من الانتهاكات في الدول الأخرى.
الشعب مصدر للسلطات
وأكَّد د. "محمد عثمان الخشت"- أستاذ الفلسفة الحديثة- أن الدولة كما ينبغي أن تكون، هي الدولةالمدنية الديمقراطية التي يكون فيها الشعب مصدرًا لجميع السلطات. ومن هذا المنطلق، فإن أفضل شكل للدولة في الإطار الديقراطى الليبرالي هو النظام الذي يجمع بين الرئاسي والبرلماني، حيثتكون السلطات مقسَّمة بين الرئيس والسلطة التشريعية. مشيرًا إلى ضرورة أن تقوم الدولة بالفصل بين السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأن يكون للمجتمع المدني دور كبير وأساسي في الشرعية السياسية، وضامنًا لتحقيق الديموقراطية.
الروابط المدنية وليس الدينية أو العرقية
وقال "الخشت": "إن الانتماء في الدولة المدنية هو الانتماء السياسي وليس العرقي أو الديني، كماأن الروابط بين الأفراد هي روابط مدنية وليست دينية أو عرقية. فالدولة المدنية تلغي التحدُّث باسم الدين ولا تلغي الدين؛ لما للدين من دور كبير في تحديد الإطار القيمي والأخلاقي للدولة". مؤكِّدًا أنالسياسة هي أمر من أمور الدنيا، وأن الدين الإسلامي لا يوجد به دولة دينية، ولكن دولة مدنية تُبنى على الديمقراطية والفصل بين السلطات، كما أن المستعرض للتاريخ الإسلامي سيجد أن في مرحلة الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين، كانت الدولة مدنية، ولم يكن حكم الدولة من قبل رجال الدين.
عدم الخلط بين الدين والسياسة
وعن مفهوم الدولة في الدين الإسلامي، أوضح د. "عاطف العراقي"- أستاذ الفلسفة العربية- إنه يختلف من عصر إلى عصر. ففي العصور الأولى للإسلام، كان الحكم طبقًا لنظام الوحي الذي ينزل على نبي الإسلام، إلى جانب مشاورة بعض الصحابة، بحيث لا يمكن في الأيام الأولى للإسلام التفرقة بين دولة مدنية ودولة دينية. وحينما جاء العصر الأموي، بدأت هذه التفرقة، بحيث وجدنا "معاوية" يميِّز بين الدين والسياسة، وأصبح الحكم مدنيًا إلى حد كبير، دون الإخلال بالشعائر الدينية، وهو يشبه ما يُقال الآن عن التمييز بين الدولة الدينية والدولة المدنية. وقد استمر هذا التمييز بينهما على مر التاريخ، وإن كنا نجد في العصر الحديث بعض البلدان التي تجعل الدين معيارًا للحكم والسياسة، كـ"المملكة العربية السعودية" و"إيران".
السياسة متغيِّرة والدين ثابت
وأشار "العراقي" إلى أن مفهوم الدولة بوجه عام له تطبيقات عديدة على اختلاف العصور والفترات الزمنية، بالإضافة إلى وجود تفسيرات لا حصر لها حول بعض التساولات مثل: هل تكون الدولةدينية أم مدنية؟ هل تكون الدولة ملكية أم جمهورية؟ هل تكون ملكية عامة أم ملكية مقيدة كما هو الحال في "إنجلترا" أم تكون جمهورية؟ ومهما يكن من الأمر، فالأنسب لـ"مصر" أن تكون دولةمدنية؛ لأن الدين لله والوطن للجميع، ومن الصحيح أن الشعوب العربية تعد متدينة بطبعها، ولكن ليس معنى التدين أن نخلط بين الدين والسياسة، لأن السياسة متغيِّرة والدين ثابت، ولا يمكن أن نقرن الدين "الثابت" بالسياسة "المتغيِّرة".
"مينا" موحِّد القطرين
وعن نشأة الدولة المصرية القديمة، قال المؤرِّخ "عبد العزيز جمال الدين": "إن مصر كانت عبارة عن مجموعة من المقاطعات التي يحكمها الأمراء، ومع احتياج المصريين إلى مؤسسات تدير شئونهم، بدأت تتحد هذه المقاطعات في إقليمين (بحري وقبلي)، إلى أن قام الملك "مينا" بتوحيد القطرين. وبهذا استطاع المصري القديم أن يتحد ويتجانس وينصهر في دولة واحدة ذات مؤسسات اقتصادية واجتماعية وخدمية وعسكرية تقوم بالدفاع عن الدولة ضد غزوات البدو". مشيرًا إلى أنالمصالح المشتركة أدَّت إلى توحيد المصريين القدماء برغم التعددية الدينية التي كانت موجودة، دونأن تؤدي إلى أي حروب دينية بين أفراد الشعب المصري.
مفهوم الدولة القومية
واختتم "جمال الدين" حديثه، مؤكِّدًا أن الشعب المصري القديم انصهر في العمل، خاصةً أن مهنة الزراعة تُعد عملًا تعاونيًا وليس تنافسيًا. كما أن نشأة الدولة في "مصر" تختلف عن نشأتها في الدول الأخرى ذات النظام التوسعي الاستعماري، مثل الإمبراطورية الفارسية واليونانية، وكانت الدولةالقومية في أوروبا في العصور الوسطى عبارة عن إمبراطوريتين (رومانية وبيزنطية) إلى أن تم تقسيمهما إلى دول أصغر وأكثر وحدة ترعى مصالح شعبها. وقال: "ظلت فكرة الدولة القومية، إلاأنها أخذت فكرة التوسعات العسكرية التي أدَّت إلى حروب متعددة طوال التاريخ".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :