الأقباط متحدون - دبدوب دار الإفتاء!
  • ٠٨:٢٥
  • الاربعاء , ١٤ فبراير ٢٠١٨
English version

دبدوب دار الإفتاء!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٠: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ فبراير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

الحمد لله، ياااااه كنا فين وبقينا فين، إذا لم تفتِ دار الإفتاء المصرية فى الحب فمن يفتى، فعلا تضطلع بمسؤولياتها كاملة غير منقوصة، كان ناقصنا فتوى بجواز الاحتفال بعيد الحب «الفلانتين»، جائز ويجوز ولا مانع فى الشرع، تهليل.. تكبير.

لم يمرر الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية «الفلانتين»، قرر مشاركة المحبين عيد الحب، وعبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» زفّ إلى المحبين البشرى بقدوم الفلانتين، قائلا: «لا مانع أبدا فى الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلونها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كى يُظهر كل شخص للآخر مشاعره نحوه وأنه يحبه».

الحب فى زمن الكوليرا، الحب فى زمن الحرب، جائز ويجوز، الله يفتح عليك يا شيخ، فعلا جواز الاحتفال بالفلانتين كانت مشكلة تؤرق الشباب من الجنسين، دار الإفتاء دخلت أخيرا على خط المواجهة، لا تترك مساحة لشيوخ الحرام، أتحرّمون الحب، بكل أحرف الجواب، نَعَمْ وبَلى وإى وأَجلْ وجَيرِ وإنَّ ولا وكلَّا، الحب حلال، حلال، حلال، بالإجماع.

وردًا على المعترضين على الاحتفال بتلك المناسبات، قال فضيلته إن الاحتفالات التى اعتاد الناس عليها ببعض الأمور الاجتماعية، وأن أصولها ليست أصولا إسلامية وأنها من ابتكار غير المسلمين وأن هذا من باب التشبه بغير المسلمين، فى الحقيقة أن هذا الاعتراض ليس صحيحًا، لأن التشبُّه حتى يكون الإنسان متشبهًا لابد عليه أن يقصد التشبُّه، لأن فى اللغة العربية مادة التشبه على وزن تفعّل والتفعّل معناه أن الإنسان يفعل الشىء وهو يقصد فعله وليس مجرد حصول الشبه فى الصورة والشكل فقط يسمى تشبهاً، ثم إن أصل هذه الأشياء ذهبت وتناساها الناس وشاعت وصار يفعلها المسلمون وغير المسلمين، فلم يعد يلاحظ فيها أصولها غير الإسلامية لو كانت، والاعتراض هنا ليس صحيحًا.

الفتوى سهلة، أى حد يحرّم الفلانتين رُد عليه، باغِته بالفتوى، اصدمه، ولا تنتظر منه إجابة: لأن التشبه حتى يكون الإنسان متشبهًا لابد عليه أن يقصد التشبه، لأن فى اللغة العربية مادة التشبه على وزن تفعل، والتفعل مش مهم تفهم، المهم جواز الاحتفال، وكل حب وانت طيب يا راجل يا طيب.

إذا كان السائل حبيبا، فالمفتى قلبه أخضر، من هناك التفاعل بين دار الإفتاء والشارع، الدار تلبى حاجات الناس اليومية وتفتى فى شؤون الحب بعد أن فرغت من الفتيا فى شؤون الحكم، دار الإفتاء تفتى فى كل شىء حتى الحب، الله الله.

انجرار دار الإفتاء إلى ساحة الحلال والحرام فى سفاسف الأمور يجلب عليها ما لا تستحق من السخرية، ومقامها كبير، وعلى رأسها عالم جليل، ويجب الترفع عن السقوط فى بحر الحب، بحر الحب عميق.

المعركة مع مشايخ الحرام ليست بالفتوى فى الحب والفوز بقلوب المحبين، فلتتفرغ الدار العريقة إلى ما ينفع الناس، وتتوفر على رفع الظلم والبغى واستحلال المال العام، أعلم أنها لم تقصر ولكنها تتمدد فى أمور لا تسمن ولا تغنى المسلم من جوع إلى تجلية مقاصد الشرع، ودرء المفاسد، ومواجهة دعاوى التكفير والتفسيق وسفك الدماء.

إن فعلت ذلك، ولها جهود مقدرة يستوجب الترفع والسمو والارتقاء عن هذه الخزعبلات التى يشغلنا بها مشايخ الحرام، أخشى أنها فتوى عبثية، فلا الفلانتين من هموم الأمة، ولا شم النسيم أصلا قضية يختلف من حولها العلماء، عموما تهنئة من قلب محب، ودبدوب أحمر هدية لشيخنا الجليل صاحب فتوى الفلانتين.. بوركت.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع