ندوة في البرلمان البريطاني: تحوّل تركيا إلى مزيج من الإسلام السياسي والقوميين المتشددين هو كابوس حقيقي
محرر الأقباط متحدون
٠٦:
٠٩
ص +02:00 EET
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨
محرر الأقباط المتحدون
ترأس عضو البرلمان البريطاني ديفيد لوغان، وسفير بريطانيا السابق لدى أنقرة، ندوة في مقر البرلمان بلندن، حول واقع تركيا وما تُعانيه من أزمات في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك بتنظيم من مركز الدراسات التركية وبحضور عدد كبير من السياسيين والمسؤولين ومُمثلي وسائل إعلام غربية وعربية.
وسلّط الصحافي والكاتب التركي المعروف ياوز بيدر رئيس تحرير موقع أحوال تركية الذي يصدر بثلاث لغات هي العربية والتركية والإنكليزية، الضوء على ما آلت إليه الأوضاع في تركيا حاليا.
وقد تمّت استضافة ياوز بيدر في البرلمان البريطاني في ندوة موسّعة، نظرا لما يتمتع به من خبرة واسعة في الشأن التركي فضلا عن تاريخه الصحفي الطويل في العمل في الصحافة التركية والأجنبية الناطقة بالإنجليزية على حدّ سواء.
وأكد بيدر أن كل التطورات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة تشير أن تركيا دخلت مرحلة تفكك "مفاهيم الجمهورية التركية الديمقراطية"، والانتقال إلى دولة الرجل الواحد. ووصف بيدر تحوّل تركيا إلى مزيج من الإسلام السياسي والقوميين المتشددين جعل البلاد تعاني من كابوس حقيقي.
في البدء عرض بيدر التحوّلات التي شهدتها تركيا منذ العام 2011 وصعود حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان، وما تلا ذلك التاريخ من سياسات لجأ إليها اردوغان وحزبه للتفرد بالسلطة والاستحواذ على مزيد من الصلاحيات.
وتحدث بيدر عن الأسلوب التدريجي في احتواء القوى السياسية وإذابتها في الواقع الجديد حيث تجنب استفزاز الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، إلى أن امتلك قاعدة عريضة من الأتباع، وعندها انقضّ على الخصوم تباعا حتى ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
تركيا اليوم يحكمها رئيس شبه مطلق الصلاحيات يستثمر الأوضاع الشاذة والاستثنائية في منح نفسه مزيدا من الصلاحيات، ومنها استثمار فرصة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو 2016 في تطبيق قانون الطوارئ الذي أطلق يد أذرعه الأمنية والمخابراتية ضد الشعب برمته.
ويشكل التدخل العسكري التركي في سوريا بحسب بيدر صورة أخرى من صور الاستبداد وإطالة أمد الصراع خاصة مع الأكراد لدوافع تتعلق بالداخل التركي وإسكات أصوات المعارضين والاستثمار الانتخابي فيما بعد.
من جانب آخر استعرض بيدر بعض الإحصائيات المتعلقة بعدد المؤسسات المصرفية وغير المصرفية التي تمت تصفيتها بقرار من حكومة أردوغان في إطار الصراع مع الداعية فتح الله غولن ثم المؤسسات الصحفية التي تم إغلاقها.
وعلى صعيد الحريات الصحفية تحدث بيدر عن ظاهرة الزج بالصحفيين المُعارضين وأصحاب وجهات النظر المخالفة للدعاية السياسية السائدة في السجون وهي ظاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا الحديث.
وعن توقعاته عن مستقبل الأوضاع في تركيا خاصة مع وجود انتخابات قادمة في العام 2019 قال بيدر إنّ حزب العدالة والتنمية ماضٍ في توسيع قاعدة النفوذ، رافق ذلك الصلاحيات الواسعة التي تمّ منحها للرئيس من خلال الاستفتاء الدستوري، وكل ذلك يمنح فرصة كبيرة للحزب الحاكم في التغلب على الخصوم السياسيين.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية وخاصة مع أوروبا قال بيدر إنّ واقع الحال يؤكد أنّ فرص تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي تتضاءل يوما بعد يوم.
تركيا اليوم لديها مشاكل وتعقيدات في علاقاتها مع العديد من الدول الأوربية المهمة وعلاقاتها معها ليست على ما يرام، فهنالك سجالات شبه متواصلة مع ألمانيا وتوتر في العلاقات، وكذلك الحال مع هولندا التي سحبت سفيرها من أنقرة، وقبلها مع النمسا وغيرها.
هذا الواقع لا يوفر لتركيا فرصة إقناع الأوربيين لاستمرار مفاوضات الانضمام، خاصة مع تطبيق قانون الطوارئ الذي ضرب حقوق الإنسان الأساسية في تركيا في الصميم.
وحذر بيدر بأن الصراع مع الأكراد الذي انتقل إلى الخارج من خلال التوغل في شمال سوريا عسكريا مرشح لأن يتحول إلى أزمة من المستبعد أن تكون قصيرة الأجل كما تصرح بذلك الحكومة التركية، بل إنه صراع عسكري مرشح لأن يمتد لزمن أطول، واختتم بيدر حديثه بالقول إنّ تركيا السابقة هي ليست تركيا اليوم ومن الصعب أن تعود.
ومن جهته أشاد عضو البرلمان البريطاني ديفيد لوغان بالخبرة الطويلة التي يتمتع بها بيدر، ومعرفته الواسعة بالشأن التركي، وبموقع "أحوال تركية" الذي يرأس تحريره الصحافي التركي، وقال لوغان في كلمته الافتتاحية "إنني من متابعي هذا الموقع، وكل يوم تقريبا أقرأ تغطية جديدة للتطورات في تركيا.
الكلمات المتعلقة