بيان رقم (1)

«بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم..

فى إطار التكليف الصادر من السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بالمجابهة الشاملة للإرهاب والعمليات الإجرامية الأخرى، بالتعاون الوثيق مع جميع مؤسسات الدولة، بدأت صباح اليوم قوات إنفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل، إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التى تتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصرى من شرور الإرهاب والتطرف، بالتوازى مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلى، ولذا تهيب القيادة العامة للقوات المسلحة بأبناء شعب مصر العظيم فى كافة أنحاء الجمهورية بالتعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الإرهاب واقتلاع جذوره والإبلاغ الفورى عن أى عناصر تهدد أمن واستقرار الوطن. حفظ الله مصر وشعبها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

انتبااااه.. ليس عادياً من قِبَل القيادة العامة للقوات المسلحة صدور البيان رقم (1). إذا صدر البيان رقم (1) توقّع حدثا جللا، البيان رقم (1) بمثابة إعلان حرب، انطلاقة عمل عسكرى ضخم يغير الموازين على الأرض، البيان يهيئ الشارع لما هو آتٍ، يضع الشعب فى قلب الحدث.

خلاصة البيان رقم (1)، الذى تلاه العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، أن ما يجرى الآن بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل وعلى كافة الاتجاهات الاستراتيجية يرقى إلى مستوى الحرب الشاملة.

نص البيان يشى بعملية عسكرية ضخمة لم ترَ مصر مثلها منذ حرب أكتوبر 1973، مثل هذه العملية إذا انطلقت فلا تتوقف إلا بعد أن تعلن بيانها بالنصر إن شاء الله. بلغ عدد البيانات التى صدرت فى حرب أكتوبر 56 بياناً عسكرياً.

لو شئنا الدقة، فالبيان الذى صدر قبل ساعات هو الأخطر بين بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة منذ نصر أكتوبر 1973 حتى ساعته وتاريخه، البيان رقم (1) بصوت «الرفاعى» ذكّرنى بالبيان رقم (1) فى حرب أكتوبر بصوت المرحوم، حلمى البلك، وكان نصه مختصرا ومقلقا، الناس مسكت قلوبها بأيديها خوفا وطمعا، نصا: «قام العدوُ، فى الساعة الواحدة والنصف من بعد ظُهر اليوم، بمهاجمة قواتنا بمنطقتى الزعفرانة والسخنة، فى خليج السويس، بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية، عندما كانت بعض زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربى من الخليج، وتقوم قواتنا حالياً بالتصدى للقوات المغيرة».

لم يدرك «البلك» وهو يُذيع بيان رقم 1 من القوات المسلحة أن الحرب قد بدأت، لكن الساعة دقت الثانية و35 دقيقة بـ«بيان آخر للقوات المسلحة»، حيث طلب رئيس الإذاعة من زميله، يحيى عبدالعليم، إذاعته. «رداً على العدوان الغادر الذى قام به العدو ضد قواتنا، تقوم حاليا بعض تشكيلاتنا الجوية بقصف قواعد العدو وأهدافه العسكرية فى الأراضى المحتلة».

يقيناً «الرفاعى» وهو يتلو بيان الأمس على علم تام بأن حرب التحرير الثانية قد بدأت، وإذا شئنا الدقة فهى المرحلة الأشمل فى عملية التحرير الثانية لسيناء، والمعنونة بـ«حق الشهيد»، والتى انطلقت قبل عامين ولاتزال تواصل عملياتها الظافرة.. وفى انتظار بيانات أخرى تحمل البشرى.. قول يا رب.
نقلا عن المصري اليوم