سليمان المنياوي  

في افاق جديدة للعلاقات المصرية السودانية ، أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور، أن الطريق مؤهل لعودة السفير السوداني إلى القاهرة في أي وقت، مشيرًا إلى أن بداية حوارنا بهذه الشفافية هو بداية لحلحلة كل الإشكاليات القائمة.

 

وأشار الوزير السوداني، خلال مؤتمر صحفي امس الاول الخميس ،مع وزير الخارجية سامح شكري، إلى أهمية المشروعات الزراعية المشتركة، وأن الاستثمار في السودان في قطاعي الزراعة والأمن الغذائي متاح للمصريين، وعلينا أن نعمل على تشجيع الاستثمارات بين البلدين.
 
واستقبل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم، نظيره السوداني إبراهيم غندور، وأجرى الوزيران محادثات تتناول دعم العلاقات الثنائية ومعالجة كل الملفات والقضايا لتأمين مسار العلاقات بين مصر والسودان.
 
وعقد وزيرا الخارجية المصري والسوداني اجتماعين على انفراد، كما عُقد اجتماع لرئيسي جهاز المخابرات المصرية والسودانية، ثم اجتماع رباعي شامل اتسم بالمصارحة والمكاشفة لمناقشة كافة الأمور.
 
 وتأتي زيارة الغندور للقاهرة بعد القمة التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس السوداني البشير، على هامش القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا نهاية يناير الماضي.. كما لايمكن استبعاد الدور الاثيوبي في المعادلة حيث سبق ان اشار ابراهيم الغندور في زيارتة لاثيوبيا 14 يناير الماضي الي ، إلى وجود خيوط تشير إلى مهددات تستهدف أمن السودان في الشرق، وأن السودان سيكشف ذلك بالتفاصيل في الوقت المناسب، كما اضاف الغندور في اثيوبيا بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإثيوبي ورقني قبيوان، بمقر وزارة الخارجية بالخرطوم، 14 يناير الماضي، أن الزيارة تأتي أيضا في إطار التشاور في مجال العلاقات الثنائية ، مما يؤكد علي ان لقاء وزيري الخارجية السوداني والاثيوبي في 14 يناير الماضي هو الذي مهد للقاء البشير السيسي في نهاية يناير الماضي بدورة الاتحاد الافريقي ، ومن جانبة قال وزير الخارجية الاثيوبي في المؤتمر الصحفي أن العلاقات بين البلدين قائمة على تبادل المنافع المشتركة لا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية فضلا عن تقوية العلاقات الشعبية، مبينا أن المباحثات مع وزير الخارجية تركزت حول ما يدور في الإقليم، مؤكدا استعداد بلاده للتواصل مع السودان لتعزيز الأمن والاستقرار في الإقليم، مبينا أن أي مشكلات تطرأ في المنطقة يمكن حلها عبر التفاوض والحوار.
 
وحول قضية مياه النيل وقضية سد النهضة، قال وزير الخارجية الإثيوبي إن هذه القضية هي قضية ثلاثية وتم التوصل فيها إلى اتفاقية ثلاثية "سنعمل في إطارها"، منوها إلى أن إعلان المبادئ الذي وقعت عليه الدول الثلاث ينص على ذلك صراحة.. مما يؤكد الدور المصري الاثيوبي في حل العلاقات مع السودان ومصر،
 
وبخصوص زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين لمصر قال وزير الخارجية إن الزيارة تأتي امتدادا للعلاقة الثنائية بين إثيوبيا ومصر، مبينا أن هناك قضايا سياسية واقتصادية مشتركة مع الجانب المصري ستسهم زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي في دفعها وتعزيزها.
 
وفي مؤتمر القاهرة الصحفي اكد وزير الخارجية السوداني ان جزيرة سواكن لن يكون بها اس قواعد عسكرية لتركيا او لغيرها في اي مكان في السودان .
 
اذن نحن امام متغييرات أمنية واستراتيجية في العلاقات الثلاثية السودانية المصرية الاثيوبية ، تري هل تكشف الايام القليلة القادمة عن ماذا جري في لقاءات مسئولي المخابرات المصرية والسودانية ؟ خاصة وان وزير الخارجية السوداني قد صرح في اكثر من مكان حول مخاطر تواجة السودان من المعارضة من جهة الشرق .
 
كما ان المخابرات المصرية سوف تؤازر المخابرات السودانية بالمعلومات وكل سبل صد تلك التدخلات قبل حدوثها خاصة وان المعارضة من الجهة الشرقية كما "روجت  كذبا"مصادرصحفية اخوانية للجزيرة  في إثيوبيا عن وصول تعزيزات عسكرية من مصر، تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية وسيارات دفع رباعي إلى قاعدة “ساوا” العسكرية في إريتريا.
 
وتعتبر قاعدة ساوا -التي تقع في إقليم “القاش بركا” المحاذي للسودان في حدوده الشرقية- المقر الرئيس لتدريب جنود الخدمة الوطنية.
 
وقالت المصادر إن اجتماعا عُقد في القاعدة وضم عددا من القيادات العسكرية والأمنية من مصر والإمارات وإريتريا والمعارضة السودانية ممثلة في بعض حركات دارفور وحركات شرق السودان.
 
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس السوداني عمر حسن البشير حالة الطوارئ في عدد من الولايات السودانية، من بينها ولاية كسلا شرق السودان المحاذية لإقليم القاش بركا الإريتري.
 
كما أنها تأتي قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الإريتري أسياس أفورقي لدولة الإمارات العربية، وُصفت بأنها لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.. ولا يبتعد ذلك عن زيارة الرئيس السيسي التي تمت منذ ايام بالامارات .
 
كل تلك المعلومات ان صحت او تم تكذيبها ترتبط بكل تلك التحركات السودانية الاثيوبية المصرية الجديدة ، وتضعنا امام تحول جديد امام موضوع سد النهضة من جهة خشية اثيوبيا من اي تحرك مصري لدعم المعارضة الاريترية ، وكذلك الامر في السودان التي تهدد الان باستقلال دارفور اعتمادا علي المعارضة ايضا في الشرق ، وهكذا ما عجزت عنة الدبلوماسية يحله السلاح .