رؤيأى اللاهوتية فى مثل الابن الضال
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
٠٨:
١٢
م +02:00 EET
الاربعاء ٧ فبراير ٢٠١٨
البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
الجزء الثانى والأخير
الجزء الثانى والأخير
–ثالثا : العودة التى تحررك
طلب الأبن الأصغر أن يعيش فى البيت كأجير أو كموظف بالأجر (كأحد اجرائك) ’ ولو حدث وتم تلبية طلبه ’ لمثل هذا له فردوسا .ولكن الله الأب جعله الشخص الرئيس فى حفل العودة الكبرى . الله يدين بكثرة رحمته وفيض حبه ولا يدين بالعقاب مثل أهل الدنيا والهة الوثنيين . الله لا يهدأ ولا يرتاح الا فى عودة ابنائه الى حضنه . يسميهم ابناء ’ حتى لو اكتفوا هم بلقب (عبيد الله ) كما فعل ويفعل القديسون ’الذين من خلال شركتهم فى الطبيعة الالهية ’ تنعقد السنمتهم من الدهش وتلهج قلوبهم بالشكر ويقولون مع (بولس عبد يسوع المسيح ) لأن العبودية هنا هى حرية . لقد صار المسيح ابنا للاب بالجوهر ’ لكى يصير الانسان ابنا لله الاب بالنعمة . القديسون ’ ومنهم الابن الشاطر ’ يكتفون بالبقاء فى بيت الأب مرنمون مع داود (أخترت الوقف على العتبة فى بيت الهى عالى السكن فى خيام الاشرار) مز 84 ’ 10 . لا يطلب الابن العائد ’ مواهب أو مقامات ’ لهذا يعطيه الاب كل شئ .حينما تطلب شيئا صغيرا وتافها ’ لا تأخذ شيئا . وحينما لا تطلب شيئا حتى أنت تصير عبد لا تطلبها ’ وقتها ستأخذ كل شئ .الاب يعرف أن توبة الابن هى توبة حقيقية ’ لهذا قدم كل ما عنده وذبح العجل المسمن وألبسه الحلة الاولى فى حفل افخارستى كبير.وكما تخرج البذار من قبر الأرض السوداء بعد أن تموت لتصل الى الثمر (لأن الأرض تثمر من ذاتها ) مرقس 4 ’ 28 )’ هكذا ومن القلب المنكسر والمتعب والمظلم بعد غربة ’ من قلب البن ’ تخرج المواهب الابوية وتزينه .لأنه وبدون هذا الانسحاق الكبير والانسكاب الشديد والدموع الغزيرة ’ لما كان ممكنا للابن أن يتذوق عطايا الاب . مثلما فعل يسوع فى الجسد ’ الذى هو جسدنا الذى (فى أيام جسده اذ قدم بصراخ ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه .مع كونه ابن تعلم الطاعة مما تألم به واذ كما صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدى عب 5 : 7 -8 .هنا المسيح يتألم ويصرخ طالبا الخلاص فى جسدنا وبنا لأنه حمل جسدنا ’ ولا يمكن أن يكون صراخه هنا هو صراخ الله الكلمة ’ بل هو صراخ الابن المتجسد يسوع الذى شاركنا فى كل شئ فى اللحم والدم لكى ما يبيد بالموت أى موته ’ ذالك الذى له سلطان الموت أى ابليس وبعتعق الذين خوفا من الموت (اى نحن سكان الكورة البعيدة مع الخنازير) قضوا كل زمانهم تحت العبودية (عب 2 ’ 14 ) . أية مساس بهذه الرؤية ستسقطنا فى النسطورية أو المونوفيزيتية . ستعزل يسوع عن الامنا لانه لا يليق كما قال أحدهم ’ وبالتالى لا يشاركنا بناسوته فى الامنا لأن اللاهوت لا يتألم ’ مسيحية بلا مسيح ! أو سيذهب مذهب نسطور ويفصل يسوع الانسان عن مسيح الله لأنه عيب نقول عن طفل مولود انه ابن الله وما يصحش نسمى امه (ثيؤطؤكوس ) !كل الهرطقات خرجت من عبائة الذوق الانسانى الساقط وقانون العيب ومبدأ لا يليق وما يصحش ! هم أكثر ذوقا من الله ! لهذا حرم الهراطقة نفسهم بنفسهم من فرحة العمق والتصقوا بخنازير الكلمات وكلمات الخنازير الساقطة والهاربة ’ من كل معنى ’ الى الكورة البعيدة ’ كورة الهراطقة ! لهذا وكما نرى فى المثل انكسر قلب الاب حينما غادره الابن وتألم وتغرب ! الأب السماوى لم يسلم ابنه يسوع الى الموت والى التعب والى الغربة فى العالم بدون شعور (لأنه هكذا أحب الله العالم ’ حتى بذل ابنه الوحيد .....) والبذل تعب عند الفاهمين ! لهذا فالفرح بعودة الابن هو فرح دائم ولن ينعه احد منا (يوحنا 16 ’ 22 ).
4 -- رابعا :العودة التى تخنقك وتمسك بتلابيبك
لقد أختنق الابن تالاكبر من عودة أخيه وترحيب ابيه ! هناك عودات صادقة ’ تخنق النفسية الفريسية وتقض مضجعها ( فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا (شوفوا الادب والذوق الرفيع هذا !!! يقبل خطأة ويأكل معهم ) لوقا 15 :1 . هنا كان الخلط قد بدأ فى الظهور ! أزاى وهو الله الكلمة ياكل مع الخطاة ! ما هو ما كلش معاهم كالله الكلمة ’ أكل معاهم كانب الله فى الجسد ! كيسوع الطيب والحبوب ! تقول لمين وتعيد لمين ! وفضلوا وراه لاخر المطاف ! الابن الأكبر هو سفير حزب الكتبة والفريسيين ! ينكشف الفريسى امام مواقف ىالحب ! برضه الاب هو اللى خرج للقاء الابن الاكبر ’ بدأ الحديث بالانا ( أنا أخدمك ...ولم اتجاوز ...برضة انا ....ولم تعطنى ...أنا ...جديا ) جديا يا للدناوة الكبرى ! جديا يا ابنى ! ولما جا ءابنك هذا !!! ما قالش اخويا !!! كأنه ابن زنى مثلا او من أم تانية !!!الفريسيون حينما يتكلمون ’ يكون معظم كلامهم حافل بالتلميحات القبيحة ! أختنق الابن الاكبر من حب الأب للاصغر ! الابن الاكبر دخل فى مشاروات تجارية مع الاب ! ما يخصه وما يخص ابوه ! بينما الاصغر الذى لم يتاجر ’ كان يتمتع بكل خير الأب ولما دعوه للدخول (غضب ولم يرد أن يدخل )! ازاى ادخل وهو لابس الحلة الاولى وانا لا ! ها يقولوا ايه الناس على ! لازم نلاقى حل ! لم يقدر الابن الاكبر أن يفهم حب الاب لابنه كما هو ! لازم مقابل ! الحب المجانى بيخنق ! هذه هو المررض عينه ’ هذا هو شناعة سقوط الانسان فى طبيعته الساقطة ’ هذا هو الجحيم ’ جحيم (العدل ) الساقط ! لماذا انت غير عادل يا ابى ؟البن الاكبر كشف عن الجحيم الذى فى داخله ! هنا تتجدد الامات الاب ’ فخرج اليه يترجاه ! الاب يعرف مرض ابنه الاكبر وهو الحسد والغيرة .لهذا تصرف على مستوى الموقف ! خرج ولكن لم يقبله مثلما فعل مع الاصغر ! ولكنه تكلم راجيا وهنا أخرج الابن الاكبر كل ما يكبته من غيظ وشعور بالغبن والظلم فى بيت ابيه .’ يكلم أباه بضيغة النكرة والغائب ( أخدمك ....لم تعطنى ...لما جاء ابنك هذا !!! خطأ الابن الأصغر غى نظر الابن الأكبر لا يكمن فى أنه أضر بسمعة الاب بين النسا وهو صاحب المقام الرفيع ’ ولا أنه ورث فيه قبل موته ! بل (..لأانه أكل عيشك مع الزوانى !!! ) ’ فقط ! يبدوا أن الابن الاكبر على دراية بخريطة المكنطقة من الناة زالزوانى اكثر من الساذج الاصغر ! خبرة ! حصر الخطيءة فى منطقة ما تحت الحزام ’ أهانة كبيرة للاب وللابن وللبيت كله ! الخطيئة ليست جدية ولا بنوية ’ الخطيئة موقف كيانى شامل ! تضرب الكيان بالفساد ! ومن بعدها تأتى التفاصيل من زنا وخلافه ! الابن الاكبر لا يرى الامور هكذا كيانيا ووجوديا ةانسانيا ! يراها بيعون مصلحجية ! لم يرد الاب على هذه المهاترات ’ صدقت أم كذبت ’ بل ناداه (يا ابنى ) . أنت ابنى ’ انت دوما معى ’ هذا هو فردوسك وغناك أن تكون فى بيت ابيك (يوحنا 8 ’ 35 )! لانى انا والاب واحد (يوحنا 14 ’ 10 ).وفى مقابل طلب الجزء (جدى ! ) يقدم له الاب الكل (كل ما هو لى هو لك ) . فى غضبه لم يرى الابن الاكبر قيامة أخوه من الموت (كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد ) ز الأا يذكرنا هذا بالهرطقات التى انكرت موت يسوع بالجسد على الصليب وانكرت عليه حريته الانسانمية وبالتالى حريتنا فى أن يخاف من الموت كما أكد البابا شنودة فى انكاره خوف يسوع من الموت ’ والابنا بيشوى فى انكاره التجارب وقوله (أنه مكتوب ليسوع أن ينتصر ) لاهوت المكتوب والقسمة والنتصيب(الكرازة 30 يناير 2015 ص 14 !!! (الأدهى من ذلك هو وجود مخدوعين وضالين يدافعون عن مثل هذه الهرطقات وبيهاجموا المطران سيرافيم والذى يكتب عن ما قاله ابائهم ! العله عناد الابن الاكبر ! ربما ) !! ). .
5 – خامسا : خصائص وشمائل الابن الاصغر
ينطبق على الصغير كلام الرؤيا (لست باردا ولا حارا ) رؤيا 3 ’ 15 . ’ حينما غادر البيت ’ كان مصمما أن يعطى كل شئ للخطيئة. وحينما وصل الى قمة العوز والفاقة (التصق بواحد من أهل الكورة ) ’ من عاشر قوما ’ صار مثلهم ! الفعل (التصق ) يظهر أخر محالوة يأسة ’ للامساك بشئ ! وليس بشخص ! لأن الخطيئة وخاصة الزنا يجعل الانسان شيئا وليس شخصا ! وحينما عاد كان مصصما أن يعطى كل شئ لابيه ! ولهذا يلاحظ الدارسون بأن معطم قديسى الكنيسة كانوا من عتاة الخططاة ’ وحينما تابوا صاروا من عداد القديسين ! لا حلول وسطية يدخل منها النفاق وعبادة الاشخاص واللهوسة الدينية والفريسية والعك اللاهوتى. السر فى النجاح هو ترك الذات (وعاد الى نفسه ! ) عاد الى نفسه أى عاد الى بيته وحضن ابيه ! مش نظام محاسبة النفس ! ها يحاسبها على ايه ! ما هى خربانة وامارة مش بسوء واحد ’بل بكل السيئات ! هو ابوه واحد ! ولو جينا لعلاقة يسوع بابوه ’ ما كانش ممكن ليسوع الانصسان الكلمل من أن ينتصر على كل الالام ’ بدون يقين شديد انه والاب واحد ! هنا يكمن البعد اللاهوتى للعودة ! وجد الاب منفتحا عليه من فرظ الحب (ديونيسيوس الاريوباغى ).الابوة هى هذه ! وليست التشفى والانغلاق والحرمانات والهرطلة اللاهوتية والوعيد بعدم الصلاة اذا مات الابن !!!). غياب الحب هو حضور للجحيم !
6 –سادسا : خصائص وملامح الابن الاكبر
الابن الكبر مريض ! يعيش جهنمه فى داخله .تشتعل نار جهنمه الحقود وحقده الجهنمى اذا ما رأى ابوه يحضن اخوه واذا ما رأى الناس فرحون حول العجل المسن .لا تنطبق هنا وصية السيد لعبيده بأن (الزمهم بالدخول حتى بيتى ) لوقا 14 ’ 23 ) ’ لأن الأصرار على دعوة الحقود والكاره وعبد الشايطين ’ للدخول الى العرس ’ تعذبه اكثر ! تجعل حياته هى الجحيم ’ لهذا لا نتعجب اذا ذهب بعض الاباء الفاهمون الى ان الجحيم هو غياب النعيم ! وليس الصورة الساذجة والبدوية التى تصور الله يجمع حطبا وخشبا لكى يشعل نار ليحرق الناس ! هذا اله أخر ! ليس هو الهنا ! يسوعنا ! الذى تحمل جحيم الصليب ونزل اليه وواجهه فى عقر داره ووهب لنا الحرية ! دليل مرضه أنه لا يحتما صوت الالات الطرب والرقص والزمر ’ الطبل فى الميت حرام ! التطرف قديم الايام ! لم يخترعه المسلمون ! ولم يفهم المسيحيون مصدره ! وأستغله اليهود أحسن استغلال سياسى وتاريخى ودينى ! الأب يدعوه الى الدخول فى فردوس الحب والفرح ’ وهو يظن أنه يدعوه الى جحيم الحقد والكراهية لاخيه ! الابن الاكبر غضوب ! ومن الغضب ما قتل ! (غضب ولم يرد أن يدخل ) . منذ أن اغتاظ قايين وسقط على وجهه (تك 4 ’ 5 ) ولم يفرح بقبول الرب لقربان اخيه ! والغضب والحقد فاعل فى تاريخ الناس وبالاكثر المتدينيين !
8 – ثامنا :خصائل الاب
الاب فى المثل يعرف متى يتكلم ومتى يصمت .
مرة يوزع كل تركته بدوان ان ينطق بكلمة .
ومرة أخرى لا يعطى حتى جديا ولا يشرح سببا .
مرة يحضن ويبوس بتهليل بدون شروحات .
ومرة أخرى ’ لا يحضن ولا يبوس ولكن يترجى وينصح ابويا وبجدية .
لا يتسع الموقف الى كلام ’ بل الى وقت لفهم الجميع ما فى الموقف من أعماق .
يترك الابنان احرارا فى التصرف , واحد يذهب الى الكورة البعيدة مكانيا ’ والأخر ينحبس فى الكورة القريبة روحيا ونفسيا .
يكتفى فقط بانصيحة الابن الاكبر عما يجب فعله (مادام البعيد غبى ! ) (كان ينبغى أن نفرح ونسر لأن ....) .الدرس هنا عظيم وهو أن النقاشات فى هذه الامور لا نافع من ورائها مع ىأناس يعيشون داخل جحيمهم ’ جحيم الفريسية والحقد والتطرف والهرطقة ! لا حوار مع من لا يفهم بالفرح بعودة خاطئ واحد الى حضن الاب !. ان تحميل قضايا الخلاص والفرح العائلى ووليمة العجل المسن ’ الى نقاشات قهاوى وندوات تسالى ! مع الخنازير فى الكورة البعيدة ! لا طائل من ور ائه ! هناك أمورا فى الحياة المسيحية الحقيقية تطفر فى القلوب فرحا لا ينطق به ومجدي . ولا يصح القائها قدام الخنازير حتى لو كان الخنازير اخزة لنا انحازوا لعناد الابن الاكبر واحقاده . ان انكار الحب ’ هو الجحيم بعينه . لا يجب أن نتتظزر جحيما أخر ’ بل معزيا أخر .
10 – عاشرا : المثل ونحن كأباء جسدانيين وروحانيين
يرتبط المثل مباشرة بالله الأب وبتاريخ البشرية والتى تنقسم ’ جوهريا ’ الى قسمين وابنين !
نحن الذين انتهت الينما أواخر الدهور ! من نمثل ؟ والى أى ابن ننتمى ! والى اى اب نمثل !
اذا كنا ما زلنا فى مرحلة حياة الابن الاصغر قبل أن (يعود الى نفسه ) هذا معناه اننا خارج انفسنا ولا نعرف اين نحن وماذا يحدث لنا ومن نمثل ! فقط اذا لاعدنا الى انفسنا بمعونة ربنا آ ستكتشف مدى فقرنا وهزالة حججنا ودناوة سلوكنا وعرانا .
اما اذا انحزنا للاكبر ’ فالكارثة هنا أكبر ’ لأننا لدينا ترسانة من الحجج الدينية والفذلكات العقلية وقدرة رهيبة على الدينونة ومعرفة عميقة بكل خريطة زوانى وزانيات الكورة البعيدة .
اما اذ ا كنا اباء روحيون فلابد من الصراع للوصول الى التوازن الكبير ! الابوة ليس هى شريعة وقانون وناموس بل الابوة معاناة ! يحمل الاب صليب كل شطحات أهل البيت ! يواجه مشاكل الابينين بصبر وبعمق وبدراية .
لم يصف الاصغر (بالضال ) بل بالضائع ! (هنا الكلمة اليوةنانية تعنى التائه والضايع ’ وليس الضال ! ). الضلال ليس من صفات البينين ’ الضياع والسرحان والتوهان نعم ! لا يمكن لاب حقيقى ان يصف ابنه بالضال !
ولم يبكت الاكبر لأنه تكلم معه بشكل لا يليق !
كان سلوك الاب كله حب حنان وتعزية .
ما دام لنا ابا مثل هذا ’ فلنتشجع بالصبر ونعود الى البيت ’ بيت العز !