نساء فى عرين الأصولية الإسلامية
مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر
٤٩:
٠٩
م +02:00 EET
الاثنين ٥ فبراير ٢٠١٨
موسوعة قهر نون النسوة تحت راية الدين! هذا هو ملخص هذا الكتاب المهم الذى يستعرض كل مفردات القمع فى اللغة الفاشية الذكورية التى استعملت واستخدمت الدين لتمرير كل ما يسمح للرجال باستعباد النساء، بل وجعلهن فى حالة انتشاء بهذه العبودية، وذلك القمع والقهر! كتاب «نساء فى عرين الأصولية الإسلامية» تأليف الكاتبة والإذاعية رباب كمال، الكتاب مرجع لكل التفاصيل القانونية والدينية والاجتماعية التى استُخدمت لذلك القهر حتى ما ظهر على أنه خطوة تقدم فى تشريعات أو تعديلات قانونية، خدشت «رباب» قشرته الزائفة الظاهرية لنجد تحتها سوس الرجعية وصدأ التخلف كامناً لا يزال.
الكتاب من سبعة فصول، الفصل الأول تتحدث فيه رباب عن تجربتها الفريدة فى الجماعة الإسلامية أو الأخوات المسلمات لمدة سنة وكيف تم استقطابها بالكتب السلفية والإخوانية من محمد قطب إلى البوطى وخطب الجامع الخصوصى المصادر لصالحهم وملاحقتها حتى فى نادى الشمس واستخدامه كمنصة تكفير وحوض غسل أدمغة، وبالطبع كانت المعركة الكبرى معها هى معركة الحجاب كرمز حارب من أجله الإخوان لجعل الشارع يستفتى عليهم بدون صناديق انتخابات. الفصل الثانى بعنوان «روح الله فى مواجهة نساء الفرس»، وهو عن تجربة المرأة الإيرانية التى صنعت الثورة وكانت وقودها ثم أكلتها النار وصارت ضحية وفريسة، تحدثت عن فرض الشادور وزواج بنت التسع سنوات بالقانون وإعدام وزيرة التعليم لأنها عارضت روح الله الخومينى، وطوردت شيرين عبادى صاحبة «نوبل» لأنها رفضت ارتداء الحجاب فى مقر الأكاديمية السويدية. الفصل الثالث بعنوان «رمال الوهابية المتحركة»، يتناول نشوء الفكرة ولماذا انتقل المجتمع المصرى هذه النقلة القمعية المهينة العدوانية الكارهة للمرأة وفى نفس الوقت المشتهية، تحدثت عن شعار «غطى وجهك يا حرمة» ومهاجمة هيئة الأمر بالمعروف لمتجر يضع مانيكاناً فى الفاترينة لا يرتدى الزى الشرعى، قصت حكايات هستيريا القمع لأستاذات حاصلات على الدكتوراهات طُلب منهن إلقاء محاضراتهن من وراء ستار!! وكانت قمة الكوميديا السوداء مقتل طالبات فى مدرسة داخلية حرقاً لأنه لا يصح دخول رجال الإطفاء والإسعاف وهن لا يرتدين العباءات! الفصل الرابع «نساء فى عرين الأزهر»، تفنّد فيه مقولات الوسطية التى خدعتنا ومرّ من ثقوبها الكثير من القوانين القمعية والفتاوى الساحقة الماحقة للأنثى من داخل الأزهر نفسه، وخلصت إلى نتيجة أنه بالنسبة للمرأة لم يجدد الأزهر خطابه من تلقاء نفسه، ولكنه خضع لضغوط الرأى العام النسوى والحفاظ على شكله أمام العالم، قرأت بنود الدستور الإسلامى الذى قدمه الشيخ عبدالحليم محمود والملىء بمواد تحط من قدر المرأة، كتبت عن فتوى الشيخ مخلوف فى منعها من البرلمان، وفتوى الشيخ جاد الحق المحرضة على ختان البنات!! إلى أن تصل إلى موقف الأزهر فى قضية الطلاق الشفهى التى تحدّت فيها المؤسسة رغبة الرئيس نفسه! لدرجة أنه نصح فى نهاية البيان قادة البلاد والمسئولين بالاهتمام بحقوق الإنسان، وكأن المرأة ليست إنساناً، وللأسف حتى الخلع الذى حسبناه تقدماً اتضح أنه تحسين لشروط العبودية ليس إلا. واستعرضت رباب كمال فى عدة صفحات كاشفة الصراع الفكرى بين المدرسة الفكرية التونسية والمدرسة الأزهرية فى مسألة حقوق المرأة. الباب الخامس من الكتاب يفضح ادعاءات علمانية ومدنية الدولة فيما يخص قوانين المرأة والأسرة، عنوانه «نساء فى ظل حكومة الله» عن أسلمة حقوق المرأة فى التشريع والخطاب، عن عدم المساواة فى عقوبات الزنا وحق الطلاق ومعنى النشوز ومنع القاضيات من مجلس الدولة وعدم الاعتراف بالبصمة الوراثية إلا فى حالة إثبات الزواج أولاً وتجريم الإجهاض خوفاً على حياة الطفل ثم نفى حياته نفسها بعدم الاعتراف به!! الباب السادس عن ثورة الموروث وكيف تسامح المشايخ مع المتحرش بالسافرة لأنها أسقطت حقها فى الأمان!! حتى وصلنا إلى من ينادى على شاشة التليفزيون بأن اغتصابهن واجب وطنى! الباب السابع عن ثورة الجسد وكيف أن الجميع يتعامل مع جسد المرأة بوسواس أنه ملكية خاصة مستباحة للجميع من الأوصياء ونزع الملكية عنها هى باعتبار أنها مفعول به مزمن!
الكتاب وثيقة مهمة فاضحة كاشفة للشيزوفرينيا التى تسكن عقولنا المريضة والتى تحتاج حتماً إلى صدمة كهربائية لا إلى قرص منوم.
نقلا عن الوطن