الأقباط متحدون - استراتيجية المراحل ونهاية أردوغان
  • ١٢:١٩
  • الأحد , ٤ فبراير ٢٠١٨
English version

" استراتيجية المراحل " ونهاية أردوغان

مقالات مختارة | بقلم :مجدي صادق

٠٧: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ٤ فبراير ٢٠١٨

 أردوغان
أردوغان

"استرتيجية المراحل" هى السياسة التى تعلمها أردوغان من التنظيم الدولى للإخوان وتدرب عليها وهو يمارسها بحرفية رغم أنها مكشوفة!!

 

هذه البراجماتية النفعية التى يتصف بها ضمن تلك الاستراتيجية التى أفصحت عنها " نويا سبريجز – تسايتنج" وهى صحيفة سويسرية وتعنى تلك السياسة الأردوغانية" تنازل صغير هنا، وتنازل صغير هناك" و "تراجع غير مهم فى أمور يمكن الخلاف عليها "فأعداء اليوم هم أصدقاء الغد ..... كل هذا مستخدما خطابه الخادع حول مواثيق حقوق الانسان ومحاربة الإرهاب الذى هو صانعه!

 

فهو يعطى الأوأمر بإسقاط القاذفة الروسية ( سو –24 ) فى اجواء سوريا فى نوفمبر 2015، ثم يسرع للإعتذار للرئيس الروسى وتقبيل يده ويشرب كأس فودكا فى صحة بوتين باعتباره لاعب قوى فى المنطقة فى ذات الوقت الذى يلعب فيه مع أمريكا لعبة إخرى بين الأردوغانية والترامبية فحقوق الملكيه فى يده !

 

واذا كانت قطر تميم تأوى إرهابيين وتدعمهم ماليا ولوجيستيا، فإن تركيا أردوغان هو فيروس الارهاب الحقيقى الذى ينتشر فى ربوع المسكونة !!

 

وهو ما أكده تقرير وزارة الداخلية الالمانية الذى تم تسريبه لمحطة البث الحكومى (اى آر دى) بان تركيا تشكل (فيروسات) الحركات الإسلامية المتطرفة " فتجده مايضع يديه الملوثه فى أيدى الإيرانيين فى نفس الوقت يعانق ويحتفى بولى العهد السعودى على هامش قمة العشرين بالصين ثم يلقى بنفسه فى أحضان تميم!

 

ولأنه برجماتي نفعي، فتعاطفه مع قطر ليس بسبب الإخوان فقط لكن لأن تلك الأحضان ستدعم أردوغان حيث القاعدة العسكرية الوحيدة لتركيا فى الشرق الأوسط فى قطر، علاوة عل استثمار 19 مليار دولار وعد بهم تميم باستثمارها فى تركيا هذا العام، كما ان إنسحاب قطر من منظمة " اوبك " ينعكس على الاقتصاد التركى وأسعار النفط، لذا كان رئيس جهاز استخباراته (إم آى تي) هاكان فيدان احد الذين يرسمون سياسة الدوحة!

 

ولاننسى ان عملية " درع الفرات فى سوريا " التى ضحك بها أردوغان على العالم كانت خطته فى "مضاجعة داعش" لكنها فى الأصل كانت لمحاربة الأكراد فى وجود صمت دولى غريب فالكل أصيب بالخرس السياسى وهو يتوغل فى الشمال السورى بحجة تأمين حدوده ومحاربة الإرهاب ، وهو بنفس السيناريو جاءت عملية " غصن الزيتون" لتكشف غطرسة اردوغان ودمويته لتحويل مدينة عفرين الى تابوت ومدينة منبج الكردية الى مقبرة لهم على حد تعبير احد زعماء احزاب المعارضة التركية وهو حزب الحركة القومية التى استطاع اردوغان "خصيه "و " استئناسه " باعتبار ان هدف عملية " غصن الزيتون " لقتل الاطفال وهدم المساجد واستباحة دماء الاكراد هدف قومى ومعارضته تمثل خيانة عظمى!!

 

وبالطبع احزاب المعارضة التركية أمامها سيناريو محاولة الانقلاب الفاشل فى 15 يوليو 2016 التى جعلت من اردوغان ديكتاتور وشخص هيستيرى يتصرف بعدائية مطلقة ودموية حتى أنه طارد الجميع حتى وليم شكسبير أعطى تعليمات بمطاردة كل أعماله ووضعه مع السيد بريخت والعم تشيكوف وروائى إيطالى حصل على جائزة نوبل فى الأدب وهو داريو فو وهو الوحيد الذى لايزال حيا على قوائم الترقب والمطلوبين حيا أو ميتا بجانب خوجة أفندى" المعروف باسم فتح الله كولن او جولن (فاوست) الأكبر الذى يسعى أردوغان لاقتناصه!

 

لذا اعتقل الروائية التركية "أصلى أردوغان" التى كتبت العديد من المقالات فى صحيفة " اوزغور – غونديم " وهى صحيفة معارضة مقربة من الأكراد، هذه الروائية التى فى عقدها الخامس كتبت رواية "بناية من حجارة " تندد فيها مايحدث من تعذيب فى سجون اردوغان وقد تحققت نبوءتها ودخلت إلى " البناية " فى صحبة عشرين من الصحفيين كانوا ضمن تحرير هذه الصحيفة القريبة من الأكراد لم نسمع صوتا واحدا من " منظمة " مراسلون بلا حدود " التى تخرج لنا كل فترة تقريرا كاذبة عن اعتقال صحفيين مصريين وان حرية الصحافة فى مصر على المحك !!

 

لكن ما ينتهجه أردوغان فيما اسماه كارل شميت ( 1888 – 1985 ) بالدكتاتورية الجماهيرية فى تركيا شئ تخرس له أمثال تلك المنظمات!

 

لكن هذه الغطرسة التى ترسم ملامح أردوغان الذى يتوهم أنه يعيش فى كهف الباب العالى للعثمانيين الجدد، أصيب بحالة هياج أمام " ريتويته " لوزير خارجية الإمارات العربية عبد الله بن زايد والذى وصفه بأنه خريج الحانات والمقاهى وجاهل بأبجديات الدبلوماسية.

 

 ورغم ان أردوغان استشاط غضبا لكنه حاول " لملمة " الموضوع خاصة أن الامارات تحتل المرتبة الثانية للدول المستوردة للبضائع التركية 60% ولن يخسرها بسبب " تغريدة "!

 

وهاهو تميم يساند أردوغان فى عملية " غصن الزيتون لحفظ أمنها القومى وجاهزيتة قطر لتقديم أى دعم لأردوغان وهو يرتدى " القمباز " باعتباره إمام العثمانيين الجدد والمقام العالى لالتهام كل ماهو كردى وأراضيها المعروفة بلغتهم باسم " روجافا " باعتبار أن الأكراد كيانا أخطر على وجود أردوغان وان 40 مليون كردى مقسمون بين سوريا وتركيا والعراق وايران يجب أن يتم إبادتهم مثلما حدث مع الأرمن، وماحققه الأكراد وقوات البشمركة من بطولة وبسالة فى ضرب جيوب داعش جعلت أردوغان يهز ذيله انتقاما!!

 

رغم أن مرشد أردوغان الخامس لجماعة الإخوان مصطفى مشهور قال عن الاكراد " إنه شعب تعرض كثيرا للظلم والقهر فى تركيا، ومنعوا من التكلم والتعلم بلغتهم الأم " وحتى كبيرهم يوسف القرضاوى قال أيضا : إنهم يتعرضون للتشريد والتجويع وهدم قراهم ومساجدهم!!

 

ترى ماذا يقول قادة الإخوان الذين يساندون أردوغان فى محاولة إبادة للشعب الكردى الآن ؟! 

 

لكنها استرتيجية المراحل التى يمارسونها طبقا لمصالحهم وأهوائهم والبراجماتية العفنة التى يتصفون بها رغم أن أردوغان ماهو إلا امتداد لنهج اتاتورك الذين هاجموه وكفره والذى تنصل من وعد " عثمانى " يمنح الأكراد حكما ذاتيا لمناطقهم وفق معاهدة " سيفر "1920 اما ماحدث مع وزير الدفاع اليونانى بانوس كامينوس فتلك قصة أخرى فى مقال قادم.

 

 وتبقى انتخابات 2019 ومستقبل أردوغان على المحك، فهل تبتلع " عفرين " والتى قيل إنها فيتنام تركيا أردوغان حتى تضع نهايته فكثير من المراقبين يتوقعون قرب نهايته بعد ان تجاسر وتوحش ويقوم بقلب الطاولة على الجميع.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع