سليمان المنياوي
للمرة الاولي بعد 30 يونيو تفتح الصحف والمسئولين الغربيين والامريكيين النار بطريقة مغرضة مؤكدة علي ان التطورات التي تحدث في مصر ازعجتها حتي اننا نري جون ماكين، في بيان بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير عام 2011 إلى احترام "روح الثورة" والطموحات الديمقراطية للمصريين. وقال: "قبل 7 سنوات ألهم المصريون العالم بثورتهم السلمية التي طالبت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، في خطوة شجعت هؤلاء الذين يسعون إلى الديمقراطية والحرية".

وأضاف: "لكن على مدار السنوات السبع الماضية، شاهدنا مصر تتراجع بشكل خطير. قمع الرئيس عبدالفتاح السيسي للنشاط السياسي وحقوق الإنسان الأساسية أدى إلى سجن عشرات آلاف المعارضين، بينهم 19 مواطنا أمريكيا، وحوالي 3500 شاب".

ودافع ماكين عن الاخوان والارهابيين بشدة حينما قال :
أن "الرقابة الحكومية على الإعلام والقانون شديد القسوة الذي يحكم عمل المنظمات غير الحكومية، أدى إلى خنق المجتمع المدني الذي كان واعدا في وقت من الأوقات". وقال: "خلال الشهر الماضي فقط، أعدمت الحكومة المصرية أكثر من 20 شخصا، حُكم عليه بالإعدام في محاكمات صورية تفتقد إلى المعايير الأساسية"، مضيفا: "مثل هذه الانتهاك الخطيرة لحقوق الإنسان غذت التطرف في الماضي وأخشى أنها ستفعل ذلك مجددا".

وتجاوز مشيرا الي :
أن "الانتخابية الرئاسية هذا العام توفر فرصة مهمة للحكومة المصرية لضم المواطنين إلى العملية السياسية وإعادة فتح المجال العام لمناقشة حقيقية". وقال: "جميع المرشحين للمنصب يجب أن يحصلوا على فرص متساوية. ولكن بدلا من ذلك، جرى اعتقال وإجبار عدد من المرشحين على الانسحاب، وبناء مناخ قمعي وخوف من المزيد من العقاب. بدون منافسة حقيقية من الصعب تصور كيف يمكن لهذه الانتخابات أن تكون حرة أو عادلة".

 اما صحيفة الجارديان البريطانية فقد اعتبرت أنّ الانتخابات الرئاسية المصرية، أصبحت" بلا معنى" ،واشارت الي ان ذلك جاء "بعدما أقدم نظام السيسي على سحق كافة الخصوم أمام السيسي، باستثناء خالد علي الذي تضيق السلطات على أنصاره في تحرير التوكيلات الخاصة به"

ووفقًا لتقرير “الجارديان” الذي ترجمه موقع “الخليج الجديد” فإن “انتصار السيسي” بات مؤكدًا؛ بعدما تمّ سحق المعارضة بنجاح، وجرى إخراج المرشحين الرئاسيين الآخرين من السباق.

كما أشار التقرير إلى ما أعلنه «أنور السادات» – ابن شقيق الرئيس المصري السابق – الأسبوع الماضي أنه لن يترشح للرئاسة، مستشهدًا بجو يحظر «إمكانية المنافسة الشريفة»، منتقدًا جمع التوقيعات من موظفي الحكومة قبل أن تبدأ عملية الترشح، وهي الممارسة التي قال إنها «تنتهك قواعد الانتخابات».

وأشار «السادات»، والمحامي اليساري «خالد علي»، إلى حملة من المضايقات المستهدفة ضد مؤيديهم.

وفي السياق ذاته يقترح مايكل ستيفنز الباحث البريطاني بمعهد “رويال يونايتد سرفيسيس” البحثي، الذي يقع مقره بالمملكة المتحدة،" إلغاء الانتخابات الرئاسية المصرية في ظلّ ما يحدث من إقصاء لمرشح تلو الآخر".

وكتب ستيفنز عبر حسابه على موقع تويتر:  “لا أفهم تمامًا لماذا يصر السيسي على المضي قدمًا في تلك الانتخابات الرئاسية رغم أنّ أي شخص يحاول تحديه مصيره السجن على ما يبدو”.
 
صحيفة “تليجراف” البريطانية، علقت على اعتقال عنان، بقولها إنّ مصير مرشحي الانتخابات الرئاسية في مصر أمام السيسي
اما الاحتجاز او المحاكمة.

وأضافت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني أنّ باقي المنافسين انسحبوا من السباق الانتخابي بعد أن واجهوا تهديدات.
 
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نقلت عن سمير سامي عنان نجل رئيس الأركان الأسبق تفسيره لـ “اعتقال” والده ومنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وقال سمير عنان: “إنهم يريدون قتل المنافسة، لا يوجد أي سبيل آخر لتفسير تلك التطورات”.

ورأت الصحيفة أنّ اختيار عنان لمعاونيه كان محسوبًا بدقة، حيث تعهد بتعيين الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات  هشام جنينة، الذي كان ذات يوم “قيصر مكافحة الفساد” وأقاله السيسي، في منصب نائب الرئيس لحقوق الإنسان حال فوزه بالانتخابات.

وعلقت نيويورك تايمز: “هذا الاختيار كان محسوبًا بدقة لضرب السيسي في أكثر النقاط الحساسة بالنسبة له، ألا وهو سجله الفقير في حقوق الإنسان”.

ونقلت نيويورك تايمز عن مايكل حنا المحلل السياسي بمؤسسة سنتشري The Century Foundation قوله: “لقد سمعت أن عنان استشار بعض الضباط المتقاعدين من الذين ليسوا في الخدمة، وملاحقة عنان تشير إلى أن السيسي ما زال يستمتع بهيمنة الجيش”.

واستطرد: “نعرف أن هناك انقسامات وعداءات لكن فيما يتعلق بالقرارات المباشرة، فإن السيسي ونظامه ما زال يبذل سيطرة على المستوى الأعلى”.
 
لكن في مقابل الانتقادات السابقة،  فإنَّ الموقف الأمريكي الرسمي والموقف الأوروبي لايزال صامتًا حيال تلك الانتخابات والتجاوزات حتى اللحظة، وهو ما يعني أنهم راضون تمامًا عما يفعله نظام السيسي، أو أنهم يراقبون ويسعون للتحرك والضغط على السيسي في وقت آخر.

ويعزي مراقبون صمت الرئيس الأمريكي ترامب، إلى عدة أسباب، أولها : أن “ترامب” غارق في مشاكله الداخلية، المتعلقة بالتحقيقات الجارية بشأن تورط روسيا في الانتخابات الأمريكية، والفضائح الخاصة بسلامة قواه العقلية، فضلًا عن الكتاب الذي صدر مؤخرًا بعنوان “نار وغضب” وكشف كواليس وأسرار وفضائح

خاصة الرئيس الامريكي ترامب .

اعتقد ان نظرة واحدة الي تلك النماذج المختلفة للصحف الغربية والامريكية من الانتخابات الرئاسية والرئيس السيسي تؤكد انحياز غير محترم من اعلام لم نتعود منة ذلك منذ انتهاء الحرب الباردة ، كما تؤكد ان هناك مزج داخلي وخارجي بين قوي مناهضة للسيسي ةمصر تذكرنا بما حدث تجاة ناصر 1956.
نحن بالفعل امام حالة خارجية غير مسبوقة وتتطلب تضامن داخلي مصري في مواجهة هذا الغزو الاعلامي ، حتي نتخطي كل تلك التجاوزات الغربية ولا اقول الانتقادات .