قس إنجيلي: "اتهام عمرو بن العاص بالتعصب ضد الأقباط أمر غير دقيق تاريخيا"
٤٨:
٠٢
م +02:00 EET
الاربعاء ٣١ يناير ٢٠١٨
خاص - الأقباط متحدون
قال الدكتور القس وجيه ميخائيل، مدرس ما يعرف بـ"المسيحية العربية"، بكلية اللاهوت الإنجيلية، إن لفظة "الحروب الصليبية" تعبير خاطئ لم يعرفه التاريخ، ولكى أسميها باسمها الطبيعى علينا أن نعود للمؤرخين الذين عاصروا الحدث، وقد أطلقوا عليها حروب الفرنجة.
وتابع "ميخائيل" في لقاء مع صحيفة "اليوم السابع"، أن تعبير حروب الصليبية ليس معاصرا للأحداث بل هو تعبير حديث.
وعن الغزو العربي لمصر، قال "ميخائيل": "فى الأحداث التاريخية نجد نوعين من التوجهات فى تفسير الحدث، الأول يمينى والآخر يسارى، بالمنطق اليمينى الذى يروجه المتعصبون هو أن دخول الإسلام مصر لحظة سوداء فى تاريخها، إلى آخر هذا الخطاب المتعصب، أما الخطاب اليسارى فيقدم صورة عكسية، ويقول إن الأمور كانت وردية، وشخصيًا أرى أن التوجه الأول خاطئ، أما التوجه الثانى فهو غير أمين ونشأ كرد فعل دفاعى على الرأى الأول، وفى تقديرى فإن التاريخ يقول إن المسلمين لم يجبروا أحدًا على دخول الإسلام، بل إن بعض الروايات التاريخية تقول إن بعض الفترات شهدت إيقاف الدعوة لدخول الإسلام لأسباب اقتصادية، فمن يدخلون الإسلام لن يسددوا الجزية، الأمر الذى سيؤثر على بيت مال المسلمين وميزانية الدولة كلها".
وأضاف: "اتهام عمرو بن العاص بالتعصب ضد الأقباط أمر غير دقيق تاريخيا، والحقيقة أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، لا تعيب الإسلام ولا المسيحية، ولكنها معلقة بمزاج الحاكم، ففى العصر العباسى وبعد وفاة عمرو بن العاص، جاء الخليفة المأمون الذى كان متسامحا جدًا مع المسيحيين واليهود والصابئة، ثم أتى بعده مباشرة الخليفة المتوكل الذى نكل بالمسلمين واليهود والمسيحيين وكان سلفيًّا، فالعلاقات بين المسلمين والأقباط متروكة لمزاج الحاكم وتركيبته وتوجهه نحو الآخر، وبناء على مزاج الحاكم يترتب على ذلك تصرفات المحكومين، لأنه من يضع سياسات الدولة".
الكلمات المتعلقة