الأقباط متحدون - الفيلسوف يوسف صديق: القرآن غير المصحف والرسول أرسل للناس جميعًا
  • ١٩:٥٧
  • الاربعاء , ٣١ يناير ٢٠١٨
English version

الفيلسوف يوسف صديق: القرآن غير المصحف والرسول أرسل للناس جميعًا

٤٥: ٠١ م +02:00 EET

الاربعاء ٣١ يناير ٢٠١٨

الفيلسوف يوسف صديق
الفيلسوف يوسف صديق
كتبت – أماني موسى
قال الكاتب التونسي وباحث علم الأنثروبولوجيا، يوسف الصديق، أن الفلسفة هي الرغبة والاقتراب من الحكمة دون التملك منها.
 
المسلمين يقصون الفلاسفة عكس اليهودية والمسيحية
وأضاف الصديق في لقاءه ببرنامج "معكم حول الحدث" المقدم عبر إذاعة مونت كارلو، أي أني أذهب إلى الأفق دون الوصول إليه، مشيرًا إلى أن الفارابي وابن رشد من أكثر الفلاسفة الذين مارسوا التقية لإخفاء أنهم فلاسفة، على الرغم من أنهم من أكبر الفلاسفة الذين أفادوا الإنسانية في جميع المناحي، ولكن نحن نقصيهم، على عكس اليهود الذين جعلوا من فسلفتهم مع ليفناس مثلا نصًا فلسفيًا.
 
التوراة نص فلسفي أخلاقي
وتابع، أن التوراة نصًا فلسفيًا، وفي أصولها نص بسيط يأمر بعدم القتل وعدم الكذب وغيرها من الوصايا العشر التي أصبحت الآن فلسفة أخلاقية وأنطولوجية كبيرة.
 
المسيحية خرج منها العديد من الفلاسفة
وكذلك المسيحية حدث ولا حرج، حيث خرج منها العديد من الفلاسفة، ولا يستحي فيلسوف أو مفكر مسيحي أن يقول أنه فيلسوف المسيحية، بينما يستحي كل مسلم حتى الآن مثل عباس محمود أو طه حسين يستحي أن يقول أنه فيلسوف الإسلام.
 
فلاسفة الإسلام في صراع مع فقهاء الدين
مشيرًا إلى أن التاريخ حافل بالجدل الفقهي والفلسفي حول سؤال في الإسلام: من نغلّب، سلطة العقل أم النقل في التعاطي مع القرآن والسُنة؟، وأن فلاسفة الإسلام في صراع مع فقهاء الدين، ولكل منهم وجهته التي يرتئيها في تفسير الدين.
 
الإسلام ككل دين كائن حي لديه نفايات لكننا أهله لم نعرف أن نتصرف في نفاياته
وتابع، من الشجاعة أن نقول أن الإسلام ككل مذهب ودين هو كائن حي تاريخيًا، نحن أهل هذا الكائن الحي لم نعرف أن نتصرف في نفاياته، حتى أن النفايات غمّت أفاقنا ومساحاتنا، حتى أن الأرض امتلأت بجماعات تقتل وتسفك الدماء في العراق وسورية ودول العالم باسم الإسلام.
 
الدين هو أمن
وأكد أن الداعشيون نسوا النص وكلام الله، وإن النبي إبراهيم الخليل المشترك بين كل الأديان، عرف الروح الدينية في صلب القرآن، قائلاً: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، أي أن الدين هو أمن.
 
المعتزلة حاولوا جر الإسلام إلى بعده الإنساني
مشيرًا إلى أن المعتزلة حاولت استقطاب الدين الإسلامي إلى بعده الإنساني، مشيرًا إلى أن المتوكل قام بقتل نحو 20 ألف منهم في بغداد في غضون ثلاثة أيام.
 
المجتمعات المسيحية أنقذت نفسها لأنها راجعت التاريخ من دون خوف
وتابع أن المجتمعات المسيحية أنقذت نفسها لأنها راجعت التاريخ من دون خوف، ولا مشكلة من أي مراجعة. فلا ضير أن ينظر الإنسان إلى مستقبله ويراجع كل شيء.
 
تفسير آية الحرابة بحسب "الصديق" 
وأجاب الفيلسوف يوسف الصديق، حول سؤال أحدهم الذي طالب بتفسير الآية القرآنية التي تقول " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض".
 
الصديق: القرآن غير المصحف
بأنه لا بد أن نعرف أن القرآن غير المصحف، فالمصحف تنظيم لإنسان طيب هو سيدنا عثمان، ولكي ينظم الكتاب بين دفتين اتخذ طريق من الطويل إلى القصير، بدون أن يكون هناك دراسة مستويات كلام الله، أين المستوى من كلام الله؟ أين أنا من هذه الآية التي تسمى بآية الحرابة وبين أية "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".
 
هناك آيات قرآنية مرتبطة بحوادث ووقائع معينة
لافتًا إلى أن هناك آيات بالقرآن الكريم مرتبطة بحوادث ووقائع معينة، ولا ينتبه القارئ أو المفسر إلى أن هذه الآيات تحكي عن معارك وغزوات في ذلك الوقت.
 
الرسول أرسل للناس جميعًا
وأكد أن الرسول أرسل للناس جميعًا كما قيل بالقرآن ومن ثم يتضح المعنى من تفسير هذه الآيات، حاشا أن يكون القرآن والإسلام أرسل إلى طائفة معينة أو زمن معين.
 
الصديق: "المسلم غير مجبور أن يؤمن بالأحاديث نقلا عن"
وأضاف أن هناك فتنة عصفت بالعالم العربي، وأن الأمويين لم يتركوا كتابًا واحدًا منذ قرن، ولم يصلنا منهم كتابًا واحدًا، لأنهم خافوا من القرآن وتركوه بمصحف لا يصلح إلا للترتيل ولا يصلح للقراءة –على حد قوله-.
 
مشيرًا إلى أن المسلم غير مجبور أن يؤمن بالأحاديث التي مكتوب فيها نقلا عن نقلا عن، لكني كمسلم مجبور أن أؤمن بما أوتي في القرآن كلام الله.
 
أنا أعتقد أن الوقت حان لأن نعود لما جاءت به المعتزلة كثورة، وما حاول طه حسين أن يحييه في القرن الماضي، وهو أن الله يلهم المعاني، وهذا ما حاول طه حسين أن يقوله فزلزلت عليه الأرض، وأجبر على أن يتنحى من السياسية ومن وزارة التربية.