الأقباط متحدون - الرحمة بالحيوان وثقافة الغاب لدى الأعراب
  • ٠٧:٥٦
  • الثلاثاء , ٣٠ يناير ٢٠١٨
English version

الرحمة بالحيوان وثقافة الغاب لدى الأعراب

أماني موسى

مساحة رأي

٤٨: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨

الكلب _أرشيفية
الكلب _أرشيفية

 بقلم – أماني موسى

في الحقيقة كنت بطلت من فترة أني أكتب أي آراء متعلقة بأي أحداث أو أي حاجة خاصة السياسة، على اعتبار أن التعبير عن الرأي في الشرق الأتعس حقيقي، هياخدك من دايرة أنك مواطن بتعبر عن رأيك لمواطن بيعاني جوة دايرة صراع مع تيران هايجة، بدءًا من خلافات ومحاولة لإجبارك على تغيير أم تفكيرك "الغلط طبعًا في وجهة نظر العظماء والخبراء"، ثم تراشق لفظي ثم دخول في أعراض وشتيمة بالأهل والريبورتات ، وهتلاقي نفسك دخلت دايرة سحل بالسوشيال ميديا وشوية المرضى اللي بقالهم أكونتات، دة غير والأهم أن رأي سعادتي العظيم مش هيفيد في شيء ومش هيغير شيء.

 
لكن المرة دي مش قادرة مكتبش أو اتكلم وإلا هطق، بس مش عن السياسة عن موضوع اجتماعي بحت وإن كان متعلق بقوة بالسياسة واللي بنشوفه، وهو الرفق بالحيوان واللي بيعتبر عند الأعراب بالشرق الأتعس رفاهية ومادة للسخرية.شفت كلب تعبان وحاولت أساعده، وقررت أدور على جروبات أو صفحات متخصصة، شلاتر أو إنقاذ، يمكن لعل وعسى نقدر ننقذ روح، لكن الحقيقة الجروب والبوستات اللي فيه مش بتقدم أي مساعدة، غاية ما هنالك بس هتجيبلك اكتئاب حاد، هتحس أنك حرفيًا عايش في غابة فقدت أدنى معاني الإنسانية.
 
من أشخاص موتورين بيعذبوا كلابهم أو قططهم أو أيًا كان نوع حيوانهم الأليف، أو أشخاص بتضربهم وآخرين بيفقعوا عيونهم ويحرقوهم، دة غير التسميم، والدهس بالعربيات، والتسريح.
 
دة غير بقى الإخوة الأفاضل بتوع الدين وقال الله، اللي يقولولك يا أخي ما تحن عالبني آدم الأول، واللي ماشيين في حياتهم بمنطق المزايدة، في حيوان بتساعده طب ما تساعد إنسان، في إنسان بتساعده طب ما تساعد مريض، في مريض بتساعده طب ما تساعد اللي من دينك يا أخي، وكأن مبدأ الرحمة أو الإنسانية بيتجزأ، وكأن إنت كأنسان مطلوب منك تحل مشاكل أم الكوكب كله، ويا تقدم مساعدة لكل البشرية يا متقدمش خالص، هذه لا تمنع تلك ولا إيه؟
إيه المشكلة تعطف عالحيوان وكمان تعطف عالإنسان، مع الفارق أن الحيوان بيحس ويتألم زينا تمام لما يتحرق ولا يتكسر ولا يتعذب من شوية حثالات بشرية، لكنه غير قادر على التعبير وأظنه لو بيعبر كان هيستغيث بالله من قسوة البشر، وبلاش كلام في النقطة دي لأنها هتاخدنا لنقطة ليه يارب وليه خلقتهم بالأساس و و ... وشوية أسئلة بلا إجابات وقلتها أحسن.
  
 
على الجانب الآخر لما ربنا يكرمك وتتعلم إنجليزي وتتابع صفحات أجنبية وتشوف تعاملاتهم مع الحيوانات وخصوصًا الكلاب، هتلاقي حرفيًا فرق السما من سابع أرض.

 بينا وبينهم آلاف السنين عشان بس نقف على رجلنا ونقول أهلا بكم في عالم الحضارة والإنسانية.بنخلق أجيال مشوهة وسادية، اللي ينبسط جدًا بتعذيب حيوان أكيد هيبقى نفس الشيء مع تعذيب البشر، مش هيبقى شرس وهمجي مع الحيوانات وطيب وكيوت بقلب مرهف مع البني آدمين.
 
اللي بيحرق كلب وينبسط بصراخه ويصوره هو اللي بيقطع راس بني آدم وهو منتشي أوي لمجرد اختلافه معاه في الفكر أو العقيدة أو أي شيء.
 
غياب الثقافة والفن والموسيقى هو اللي بيترك مجال لخلق عالم بديل مليان عنف ودم بمنطق البقاء للأقوى.
 
لو كانت بلدنا مهتمة بنشر الفن والموسيقى بجانب تعليم قوي أكيد مكانش هيبقى في مكان للإرهاب... بس طبعًا كل دة مش مهم، المهم هو بناء مساكن ومشاريع تكفي وتساع العشوائيات وذرب العيال واحتواء الزيادة السكانية.
 
بعد كل المستنقع دة يقولك نظرية المؤامرة والعالم كله متربص بيك، على إيه؟ دة إحنا دول تحت القاع بشوية وعبء أصلاً عالإنسانية، ولو كل دول العالم اجتمعت عشان تهدنا مش هتعمل أكتر من اللي إحنا بنعمله في نفسنا وفي أوطاننا.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع