الموسيقى الأبدية
أوليفر
٣٧:
٠٨
ص +02:00 EET
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨
- صوت الثالوث سوف يسمع في الأبدية.سيكون اللحن الأسمي ينطقه الآب فيشجى الكيان كله.يصنعه الروح القدس فيهيمن على مشاعر الكيان الجديد. يظهر النغم السمائى في الإبن بكل الصور ,سنستمتع بالصوت الإلهي الأعذب مما نعرف أو نفتكر.ستكون نبرات الثالوث موسيقى نحياها و تحيينا. أول موسيقي أبدية نسمعها هى المصاحبة لصوت الآب القائل لكل فائز بخلاصه.أدخل إلى فرح سيدك. في الأفراح موسيقى كما في الأرض كذلك في السماء.هناك في فرح السيد القدوس ستعزف موسيقى لم نعرفها.سوف تسمع النفس و الروح و الأذن ما لم تسمعه من قبل من ألحان سمائية.ستتردد فى الآباد ترنيمة موسى بالخلاص و أرض الميعاد نترنم.لن تمسك مريم وحدها الدف ففى الأبدية سيكون لكل واحد آلته و موهبته ليكون مؤهلاً يجيد أداء دوره في الجوقة السمائية.و ستبقي الموسيقى أبدية.
- ستكون كلمة الله محركة لكل عازف و مرنم حين تتردد في القلوب كلماته غنوا له اغنية جديدة.احسنوا العزف بهتاف مز33: 3.نفرح بخلاصنا فنعزف بأوتارنا كل ايام حياتنا اي أبديتنا في بيت الرب إش28: 20.للأربعة الحيوانات و الأربعة و العشرون قسيساً قيثارات مدهشة يضبطون هتافنا على أنغامها .سيكون الحرمان من الموسيقى الأبدية عقاب أبدي للأشرار الذين ترمز إليهم بابل التي قيل عنها , وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق، لن يسمع فيك في ما بعد رؤ18: 22.الصوت الذى سيملأ أذن الهالكين هو صوت البكاء و الصراخ بينما يملأ كيان المفديين جمال الموسيقى الأبدية.
- الموسيقي الأبدية ليست كالتي نعرفها في الأرض.لكنها تشمل كل شيء.ستعط حلاوة للكلام و للتسبيح .ستكون تنبيهاً لكل جديد في الأبدية.ستجعل الرؤى لذيذة و تدخل بالكيان إلى أعماق الحب المتعاقبة.ستكون الموسيقي مشتركة فى حياة السلام و راحة القلب و الجمال و النعمة.الإله الذى هو أبرع جمالاً من بنى البشر الذى خلق الطيور المغردة فى الفردوس الأول خلق أيضاً ملائكة مغردة فى الملكوت الأخير. سوف تصاحب الموسيقى أحضان المسيح و صداقات القديسين و حوارات الملائكة.ستخرج الكلمات كالألحان و الأفكار كالنغمات و الأشواق كعزف الماهرين لأن الموسيقى الأبدية خادمة القداسة.
-إذا كان حلول المسيح بالجسد في بطن العذراء قد جعل سلام العذراء مريم لإليصابات يدفع جنينها للركض بإبتهاج في بطنها فكم و كم ستكون معاينة المسيح مدعاة لتدافع الفرح بغني فتتحرك النفس و الروح إلى ركض الإبتهاج مثل يوحنا.أقام داود فريقاً للغناء في بيت الرب لأنه حاضر طالما كان تابوت العهد هناك 1 أخ6: 31.فكم و كم سيحلو الغناء للرب الكائن معنا وجهاً لوجه في الأبدية . ستكون الموسيقى لغة تنطق بما لا تنطقه الكلمات.سيأخذ كل منا موسيقاه و سيحمل بإشتياق قيثارته لأن الجمال يشمل الكل هناك.سنمسك بآلات الموسيقي السماوية و تتعلم ايادينا العزف المبهر فتكون ألحاننا منقادة بروح الله تشع منها أنوار التسبيح و تلمع الأنغام كاللآلئ و تصبح أصواتنا ملائكية فلا يكف الفرح في النفس و فى المكان.تبقي البهجة تحاصر الجميع.تصبح للقلوب أوتاراً عازفة.للألسنة ألحاناً مشتركة يترجمها إيقاع كل أحد حسب مجده و التألق يجمع المحبين .
- جيد أن نتعلم هنا موسيقى الكون.الفرق في النغمات من الأمواج الذاهبة و العائدة.جيد أن نقتني التمييز لأصوات التغريد التي تعكس الجمال و غيرها التي ليس لها من الجمال نصيب.الحكماء هنا تتحول نبضات قلوبهم إلى إيقاع صلاة سرية تخفي حتي عن الإنسان ذاته.تصير مع الدقة و الخفقة أشواق كأنها الأحلام نعيشها و نحن لا ندركها.نتعلم كيف نسمع صوت النسيم. الصوت المنخفض اللطيف الذى فيه ظهر الرب لإيليا النبي لكي نعلم أن الموسيقي و الثيئوفانيا مرتبطان معاً.فرؤية الرب علي أنغام السماء تختلف عما سيشاهده و يسمعه الأشرار من ضجيج و هيجان فيختبئون طالبين الجبال أن تسحقهم.هو10: 8 ,لو 23: 30.
الإتحاد بالألفاظ النقية و النبرات الهادئة يجهز النفس للموسيقى الأبدية.لذلك يعلمنا الوحي أن الإبن لم يكن يصيح و يزعق و لا يسمع أحد في الشوارع صوته.مت12: 19.الجمال فى النبرات يعكس سلام المسيح في القلب أما الإنفلات و الصياح و الهياج فهو من الشرير. أع17: 13.للجديد نغمة و للعتيق نشاز.ليس أحد يختار ملامح وجهه لكن الموسيقي الساكنة في أعماقك تجعله صبوحاً .الإبتسامة نغم.و الضحكة من تعبيرات المحبة.حتى و لو لا يمكن للأذن أن تسمع صوت الدمع المنسكب فالمسيح له المجد يسمعه و يراه أجمل لحن يعزفه القلب التائب.أيضاً كلمات المغفرة للمسيئين تحول الهياج إلى هدوء كمن يتحكم في إيقاع الآخرين.إعزف بالمغفرة ألحانك السمائية فهي محبوبة.أحبب اصوات الفقراء كما أحبها السامرى الصالح.
-أيها الحبيب الذى عرفته قلوب المساكين و إختبرت صوت أحضانك و سمعت منك نبراتك المحيية فألهبت النفس بالرقص الروحى على عزف الروح القدس فينا لننجو من كل تشوه و قبح.أيها الحلو الذى منه نتعلم و نأخذ الجمال الذى تهرب منه الظلمة وبه يشع نور الإنسان الداخلى, علمنا صوت النور و نغمات المحبة لنكون مشابهين لصورتك و صوتك و شخصك كله فيرض بنا أبيك الصالح من أجلك يا ثوب البر.علم القلب دقاتك.و إضبط نغماته على كلامك.لكي نصلي دون أن ندري.و نتمم وصيتك بالصلاة كل حين.لأنه علي ألحانك تنتعش النفس و يرتاح الفكر و تهدأ الحواس و ننتقل من منغصات الأرض إلى أفراحك الأبدية فشدد أوتارنا لكي تعط صوتاً شجياً.فإليك نشتاق يا من تمتع الكيان بموسيقاك الأبدية.