الأقباط متحدون - يُونانُ كاروز الْبَحْرَ وَالْبَرَّ !
  • ١٠:٣٥
  • الأحد , ٢٨ يناير ٢٠١٨
English version

يُونانُ كاروز الْبَحْرَ وَالْبَرَّ !

أندرو اشعياء

مساحة رأي

١٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

يُونانُ النبى
يُونانُ النبى

 بقلم: أندرو أشعياء 

 
عجبًا فيونان بعدما قرر أن يستقل السفينه الباحره الي ترشيش .. نزل الي جوف السفينة واضطجع ونام نومًا ثقيلًا! نام بعدما ظن أنه هرب من الله بعدما دعاه الله أن يكرز لنينوى العظيمه. كيف ينام وهو هارب من الله، وبأي احاسيس كان يفكر أنه يوجد مكان عاص عن الله فيذهب اليه ؟ أكانت سذاجة أم جهل ؟! أينام من الحزن ولكنه أي حزن هذا ؟! أم هرب ونام ليعطى بهاءًا لكرازته ويصور دفن الابن دون أن يدري ؟ حقًا من كان يستطيع أن يلقبه بالنبي لو لم يكن صور الأبن في دربه .. حقًا التدبير إستقر على يونان وجعله يهرب لينزل ويمهد الطريق الملئيه اسرارًا في البحر .. قديمًا كانت المجوسية لها اسفارًا ضد موسى ولو بشرهم نبي أن البتول تحبل في اليهودية لرجموه غير مصدقين. فكرهم كان ميال فقط بالإهتمام للولادات والأبراج، ولكن في حكمة بليغة جلس الحق داخل نصوصهم، وصنع كمينًا واختبأ، ودون أن يدروا إصطادهم؛ ولما كانوا يعدون ساعات الليل وحساباتها حينئذ أشعل الاشراق الالهي مصباحًا وصاروا مبشرين له لما كانوا يسيروا في الطرقات ليعلنوا ميلاده .. هكذا ايضًا كان يونان؛ تُرك لسذاجته ولكن ليصور درب الابن دون أن يدري (يونان في بطن الحوت كمثال المسيح في القبر ثلاثة ايام) 
 
لقد إضطرب البحر وأعلن ارتفاع أمواجه وهبوب عواصفه، ولكن فيما كانت الأمواج تقذف السفينه كانت يد الرب الحانيه تسندها لئلا تهلك لأن "للرب الارض وملؤها" (مز 24: 1) .. اللُجة أحاطت بالرجل التواق الي الهرب وأعلنت له أن صوت الرب على المياة ..اله المجد أرعد .. الرب على المياة الكثيرة .. فإن كانت الكنيسة كالسفينة وسط هذا العالم فالله لا يترك ابدًا أي موج يهدد سلامها بل يعين الله وجهها .. لان اله القوات معنا ناصرنا اله يعقوب.
 
لقد وجد الملاحون أن الرياح تُهددهم من كل جهة فألقوا الأمتعة من السفينة. ولما صار الأمر أخطر رأوا أن صعودهم من البحر دون آذى يعد تجارة عظيمة .. حقًا المال مُحتقر من أجل النفس .. النفس محبوب خلاصها في اليابس كما ايضًا في البحر لذا أسرعوا لانقاذها .. في هذه الساعة رفع الطمع وجهه القبيح، ولكنه سد فمه ولم يتجاسر أن يهمس لأن ماذا ينفع لو احتفظوا بكل شئ وها البحر يبتلعهم بأمواجه ؟! ولكن عجبًا لقد دعوا الهتهم كثيرًا جدا ولكن دون جدوى بل واعطوا البحر كل ما كان لهم ولكنه أصر أن يأخذ يونان وظل هائجًا! حينئذ ادركوا أن الأمر تجاسر حتى النفس !! .. حقًا " في محاولة النواتيه للتخفيف من حمولة السفينة، أثبتوا أن أثقل الأحمال جميعًا كان هو عدم طاعة يونان .. ليس شئ اثقل أو أكثر إرهاقًا من أحمال الخطية وعدم الطاعة" القديس يوحنا ذهبي الفم. 
 
أيقظ رئيس النواتيه يونان عله يصرخ لالهه معهم .. إستيقظ المسكين ليجد نفسه محاطًا ولا مفر ! فدائرة الأمواج سجنته بعجب بين السيول .. ربما فكر النواتيه ايضًا أن الامواج إستغرقت وقتًا طويلًا ولو كان الغضب يريد أن يغرقهم لما كان يطيل آناته عليهم حتى الآن. ففكروا أن بسبب شخص مُذنب بينهم البحر مكلوب عليهم. فألقوا قرعة ! فوقعت على يونان !! 
 
وقف النبي مُفرغ اليدين والعقل وكل شئ .. ماذا يفعل ازاء هذا كله ؟ البحر يهدد، والرياح عاتية، والامواج مرتفعة، والعاصفة هوجاء، والسيل مضطرب، والنفس كئيبه، وفوق كل هذا القرعة ضده ! فسألوه عن جنسه فأجاب لانه ما المنفعة الآن من السكوت والصمت .. فصار كلامه لهم وسمعوا كلمته بارتجاف بل وأشار عليهم بأن يلقوه في البحر !! 
 
لست أدري كيف تجاسر وبادر بأن يرموه في البحر ؟ هل بكى قبلها بكاء مرًا مثلما بكى بطرس بعدما أنكر ؟ أم في استسلام اشار اليهم أن يلقوه ؟! حتمًا ارتعدوا جميعا من الحزن الذي ملكهم بل وحاولوا أن ينقذوه ويعودوا للبر ولكن من يصور دفن الابن الان إلا يونان ؟! فكان البحر يذداد اضطرابًا !  
 لقد هرب يونان في اليابس من الكرازة، ولكنه وجد ايضًا في البحر كارزًا للنواتيه بمن صنع البحر واليابس .. صياد الشعوب صنع له لقاءًا مع الملاحين وأقامه ليتكلم معهم بإسهاب فاصغى الملاحون له كتلاميذ لمعلم ماهر .. فصدقوا بأن الرب صنع الكل وله الكل فصرخوا اليه لئلا يحسب عليهم الدم .. حقا كلمة الرب هي زرع صالح ولو زُرعت في البحر ستأتي بثمر .. 
 
وقف الملاحون والرعدة تستولي عليهم، يودعوه في آسى فهو الذي علمهم أن للبحر رب يدبره ..هامسين: اذهب أيها العبراني ولترافقك السلامة بين الأمواج؛ فالقوه في البحر فهدأت الامواج عنهم. وهنا اعد الله حوتًا عظيمًا فابتلع يونان .. لقد وجد يونان رجاءًا في مكان لا رجاء فيه ولا منه ! صار الحوت له كالخدر يتكأ فيه وينعم بوليمة الآلام ..  
 
بنزول يونان الي البحر هدأت الأمواج، كما استراح الصالبون بموت ابن الله .. كانت الامواج تطلب يونان وكان الشعب ايضًا هائجا يطلب ابن الله ليصلبوه .. وقف يونان امام الملاحين يُسأل كما وقف ابن الله يُحاكم امام الشعب.. صرخ الملاحون الي الله لئلا يحب الله عليهم دما، بيلاطس ايضًا غسل يده ليحسب نقسه برئيا من دم البار .. يونان صار في بطن الحوت ثلاثة ايام كمثال المسيح في القبر.. السفينة تمثل البشرية وبنوال يونان الآلام صار الهدوء لها، هكذا المسيح بصلبه وآلامه عاد السلام للعالم ولكن كرازة المسيح أعظم من كرازة يونان ..          
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد