بقلم: مينا ملاك عازر
أذكر أنني قبل الثورة بأشهر كتبت للرئيس المخلوع مبارك مطالباً إياه بالاستقالة من الحزب الوطني لير بأمة عينه تهاوي الحزب بعد تخلي رأس الدولة عنه، وقيل عني يومها أني شجاع، لكنني اليوم أرى أن شجاعتي تكتمل إن قلت للدكتور شرف استقيل، فأنت لست أهلاً لها، أنت قدراتك لاتزد عن كونها قدرات لوزير تكنوقرات ينفذ ما يأتمر به من رئيس جمهورية أو على أكثر تقدير رئيس وزراء أخذ أوامره التي أتته من رئيس الجمهورية.


أقول هذا، وأنا أأكد على أنني قلت للرئيس المخلوع المثار عليه، والمطاح به، أرجوك أستقيل، لكنني وبما أنني في عهد الثورة التي أتت بك يا دكتور شرف، فأقول لك، استقيل وبدون أرجوك، فأنت قلت هذا للثوار في الميدان يوم توليت المنصب، قلت إن لم أستطع سأستقيل، وأنتم قوموني، وها أنا أقولها لك استقيل، فأنت أيضاً لو رئيس وزراء تشعر بالمسؤولية، وضميرك يؤنبك على ما تشاهده، عليك أن تستقيل، فلو أنت رئيس وزراء ياباني كان انتحر، وعلى فكرة أنا كنت أقارن رجال النظام السابق باليابانيين والإنجليز، ومقالاتي تشهد بهذا، إذن أنا لا أظلمك إن قارنتك بهم، بل قد أظلمهم إن قارنتهم بك، لأنك رئيس وزراء ثوري جئت على أعناق وأكتاف الثوار، مدعوم بدماء الشهداء، فإن لم تكن قادراً، ويبدو ذلك صحيح، أقول إن لم تكن قادراً إن تقود مصر على طريقها الثوري فاستقيل.


دكتور شرف إن لم تكن قادراً على الاستقالة فقل لنا عما يمنعك أن تتخذ قرارات حاسمة، قاسمة، حازمة، ولنساعدك على حل مشكلتك، ولكن اسمح لي، إن كنت رئيس وزرائنا، وغير قادر على حل مشكلتك، فأن ٍمن يحل مشاكلنا ومشكلتك، هو الأجدر بأن يكون رئيس وزرائنا. دكتور شرف انتبه، أنت تضر الثورة بهدوءك وصمتك أكثر من فلول وأذناب النظام القديم السابق المخلوع، وإلا فعليك أن تكون ذو صوت قوي ولك كلمة، فإن كنت تظن أنك يمكنك إرضاء الكل، فأنت واهم، أو حالم، وإن كنت هذا أو ذاك فهذه مصيبة، وحذاري من أن تكون واهم في بلد أهله حالم بغد أفضل، فسيحكم عليك التاريخ حكماً أكثر قسوة مما سيحكم به على الرئيس الظالم، لأنك في نظره ستكون أكثر ضرراً من رئيس حكمها لمصلحته لثلاثين عاماً.


على فكرة يا دكتور أنا لا أقول لك هذا فقط بسبب أحداث إمبابة، ولا قنا، ولا غيره، لكني أقوله ايضا لأنك ببساطة ترى بعينك الاقتصاد ينهار، وتكتفي بجولات خليجية وأخرى صعيدية، وتتباكى اقتصاداً ينهار ويتردى، ولا تفعل شيئاً، اعلم يا دكتور شرف أنه ليس من الشرف بشيء أن تقول نعم على طول الخط، فإن لم تقل لا يوماً تسفك فيه دماء مصرية، وتهرب فيه أموال أجنبية، متى ستقولها؟!. أنا لا أطالبك بأن تكون قاسياً، ولا حانياً بل أطلب منك الاستقالة، أو أن تكن بين بين، ذو قبضة حديدية ديمقراطية.
المختصر المفيد إن لم تكن صاحب حكمة وقدرة معاً، فأنت لست أهلاً للحكم.

 

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :