قضية «محاولة اغتيال السيسى» تكشف طرق الانضمام للتنظيمات الإرهابية.. وتأثير وقف السفر لسوريا
أخبار مصرية | الشروق
٤٣:
٠٨
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
-طارق تخصص فى تصوير العمليات.. عمرو تأثر بإعدام زميلى المعتقل.. أحمد وشحتة دخلا المجال من بوابة التهريب والأنفاق
فى الحلقة الثانية من تفاصيل تحقيقات القضية 502 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا بـ«محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسى» تعرض «الشروق» أقوال المتهم طارق محمد حافظ الذى روى للنيابة تفاصيل علاقته بأمير المهاجرين بتنظيم داعش سيناء، وكيفية الانتقال من جماعات إرهابية صغيرة إلى تنظيمات معقدة كداعش.
روى طارق أنه كان عضوا فى جماعة محدودة اسمها «معسكر الغرباء» تأسست بهدف شن عمليات تستهدف رجال الشرطة والجيش والقضاء وسرقة أسلحتهم وتصوير العمليات ورفعها على شبكة الإنترنت، ثم تواصلت تلك الجماعة مع أفراد من تنظيم داعش بسوريا واتفقوا معهم على القيام بعمليات ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعى باسم تنظيم الدولة.
وتم تقسيم المجموعة بحيث يكون هيثم عبدالعزيز وكنيته «قسورة المصرى» هو قائد المجموعة وخميس النمر مسئولا للإمداد والتمويل وعمرو وضاح مسئولا للرصد وأبووضاح وأكرم مسئولى تنفيذ العمليات وأن يتولى طارق مسئولية التصوير والإعلام.
وفى الخلفيات ذكر طارق أنه بعد فض اعتصام رابعة العدوية، تأثر نفسيا بالأحداث وبدأ فى التواصل مع بعض الأشخاص الذين أقنعوه بالتحول للفكر الداعشى، بينما حاول هيثم، قائد المجموعة، السفر إلى تركيا للتسلل عبرها إلى سوريا، ولكن موظف القنصلية شك فيه فرفض إعطاءه تصريح السفر، فتعرف على المدعو خميس النمر الذى تعهد بضمهم لفرع التنظيم داخل مصر، وعرض عليهما تمويل عملياتهما.
وبعدها سافر هيثم إلى سيناء، وعرف طارق أنه تولى منصب «أمير المهاجرين» بداعش سيناء الذى يكون مسئولا عن الإعداد البدنى والنفسى للمنضمين الجدد للتنظيم، حتى لقى مصرعه فى غارة للجيش المصرى.
ثم تواصل طارق مع صديق مشترك بينه وبين هيثم المتوفى، اسمه محمد عادل، أخبره بأن شخصا اسمه أبوبكر الأفغانى من داعش ليبيا عاد إلى مصر ويرغب فى تنفيذ عمليات بمصر، وتبين بعد ذلك أن الافغانى هو من فجر نفسه فى قسم ثان العريش.
متهم آخر فى القضية هو عمرو حسن رفعت، صيدلى، قال فى التحقيقات إنه حاول الانضمام لتنظيم ولاية سيناء ولكن ظروفه العائلية حالت دون ذلك، حيث كانت حياته صعبة بسبب اضطراره للعمل خلال فترة الدراسة وهو ما تسبب برسوبه 3 سنوات فى الكلية، وأن بداية التزامه الدينى كانت عن طريق خطب محمد حسان ومحمد حسين يعقوب.
وفى عام 2003 اشترت أسرته جهاز كمبيوتر ووضعه بالبيت وكان يتابع من خلاله أحداث الحرب الأمريكية على العراق، وبدأ فى متابعة مجموعة من المنتديات مثل منتدى الحسبة وأخبار تنظيم القاعدة فى بلاد العراق، وتعرف على أصدقاء له فى مسجد الرحمن الملاصق لبيته وبدأ يحكى لهم عن هذه الأفلام، وفى عام 2005 تم القبض عليه لأن أحد الأشخاص سب أسامة بن لادن داخل مسجد فى ميدان ابن سندر فى حدائق القبة فتشاجر معه.
وخلال فترة حبسه التى بلغت 8 أيام سافر أحد أصدقائه للعمل بالسعودية، ولما خرج تواصل معه عبر برنامج «ماسنجر» وأخبره بأنه تعرف على أشخاص يسافرون إلى سوريا ومنها يدخلون إلى العراق لمحاربة الأمريكان، ثم أخبره بأنه سافر بالفعل لسوريا، ثم أخبره بعد فترة بأنه يتم تجهيزه للقيام بعملية استشهادية فى العراق.
وبسبب غياب صديقه الذى كان يدعى حسن عن أهله، تطوع الصيدلى عمرو بإبلاغ ذويه عما دار بينهما، فأبلغت أسرة حسن الشرطة، فتم استدعاء عمرو لأمن الدولة، وانتهى به الحال معتقلا لمدة عام بدعوى تواصله مع تكفيريين، وخلال فترة الاعتقال تعرف على كل من محمد بكرى هارون ومحمد على عفيفى، اللذين تم إعدامهما لاحقا لاتهامهما فى قضية عرب شركس بعد انضمامهما لتنظيم داعش.
وبعد أن علم عمرو بإعدام زميليه القديمين فى المعتقل، دخل فى حالة نفسية سيئة، فبدأ البحث عن وسيلة للخروج من البلاد، فتواصل مع شخص كان يقوم برفع إصدارات داعش أولا بأول واستفسر عن وسيلة للانضمام، فقال إنه لابد من حصوله على تزكية من عنصر تنظيمى، فانضم بعدها لصفحة اسمها «أسرى العقيدة فى مصر» وتواصل مع أحد أعضائها، فأبلغه بأن أمير التنظيم أبوبكر البغدادى أصدر قرارا بألا ينضم الداعشيون الجدد إلا للتنظيمات المحلية ببلدانهم.
تواصل عمرو مع شخص يملك حسابا اسمه «الغريب» على موقع تويتر وعرض عليه أن ينضم لداعش سيناء ولكن طلب منه نصيحة تفيده بإحضار زوجته معه وضمها للتنظيم، فدله على شخص اسمه أحمد المصرى، الذى أخبره بأنه يمكنه افتتاح صيدلية بالعريش للتغطية على نشاطه ويمكنه إحضار زوجته للعمل بها دون الانضمام للتنظيم، فرفض، وزعم أن هذه كانت نهاية علاقته بالتنظيم.
متهم آخر هو أحمد السيد منصور كان بقرية أبوصوير ويعمل فى مهنة الحدادة، انضم للجمعية الشرعية بالسويس قبل ثورة يناير ثم بدأ عضوان بها فى تكفير زملائهم ومنعهم من الصلاة خلفهما، وطبعا أوراقا تحض على منهجهم المكفر للحاكم ويوجب محاربته وقتال الجيش والشرطة، فانضم لهما.
كان الاثنان التكفيريان هما محمد سعد كامل الذى سافر فى بداية الحرب السورية إلى تركيا ومنها لسوريا بدعوى الجهاد، وعلى سلمان الذى بقى فى مصر فانضم لجماعة أنصار بيت المقدس، التى تحولت فيما بعد لـ«داعش سيناء» وظل على تواصل مع أحمد السيد، وطلب منه شراء ألواح نحاسية للاستعانة بها لحفر أنفاق بين رفح وغزة، وبالفعل اشترى له 3 ألواح بـ11 ألف جنيه وسلمها لعلى سلمان عن طريق وسطاء، وحصل على ألف جنيه عمولة.
متهم آخر هو محمد فايز شحتة برهوم قال إنه ارتبط منذ 2012 بخلية تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس يقودها شخص اسمه ماجد رمضان، وكانت الخلية تنفذ عمليات ضد الجيش والشرطة فى مدينة رفح، وكلفه ماجد برصد أكمنة الجيش والشرطة فرصد كمين جرادة، وعدة أكمنة أخرى من بينها كمين دوران شبرا بالعريش وأن عمله كان على رصد الأكمنة الثابتة والمتحركة.
وفى الخلفيات؛ ذكر أنه كان قد احترف العمل فى مجال تهريب البضائع والأنفاق من سيناء لغزة فتم القبض عليه وحبسه حتى خرج فى أبريل 2011، فعاد للعمل فى مجال الأنفاق من جديد مع شخص اسمه بلال حمدان، من عائلة البراهمة، والتى كانت توجد خلافات بينهم وبعض البدو، فقرر بلال جمع 20 شخصا وتدريبهم للاستعانة بهم حال تجدد الخلافات بينه واختاره منهم، وحصل خلال ذلك على تدريبات بدنية، وبعدها سافر بلال إلى فلسطين ومكث فيها.