لكل منا همومه ومشاكله الشخصية، العاطفية، العائلية، بعض من هذه المشاكل يستطيع المرء أن يتخطاها بمفرده، والبعض الآخر من المشاكل تحتاج من يسمعك، ويفهمك، ويقدر مشاعرك ويحترمها مهما كانت ظروفك، وقد لا تجد هذا المعين أو هذا المشير الذي لا يدينك ولا يوبخك، وفي نفس الوقت يقدم لك المساعدة، لذا نحاول هنا من خلال بابنا "قلب يسمعك" أن نقدم لك هذا المعين وهذا المشير.


أنا شاب منذ سنوات نشأت بيني وبين ابنه خالتي علاقة حب كبيرة، وقد كانت تسافر معظم السنة وترجع لمدة شهرين فقط وخلال الشهرين من كل عام كنا نتحدث في التليفون وعبر النت دون أن نرى بعضنا وجهًا لوجه، لقد أحببتها وهي بادلتني الحب حتى في أوقات سفرها كنت مخلصًا لهذا الحب ولا أرى غيرها في خيالي حتى عادت واستقرت في مصر وتقدمت لخطبتها وأنا لا زلت طالبًا، وتركت كثير من الأحلام الخاصة بمستقبلي لأجل الحلم بأن يجمعنا بيت واحد، وتوطدت العلاقات عن طريق التليفون وتعلقت بها لدرجة الجنون، المشكله بدأت بعد خطوبتنا حيث لأصبحنا نتقابل وليس حوار في التليفون واكتشفت الكثير من صفاتها التي لم لأكن لأعرفها قد حاولت لأن لأغير فيها ولكن كل مره تقول لي (عندك حق) وتعدني بالتغير ولا تتغير.
المشكله الثانية أنها أصبحت تتعامل مع الكثير من الكلام الرومانسي الذي أقوله على أنه كلام عادي، أنا أعلم أنها تحبني وأنها متمسكة بي لكن أخاف بعد زواجنا أن تحدث المشاكل التي ستجعل الحب يهرب، بدأت أشعر بالضيق وأن حبها يتناقص داخلي من كثرة أفعالها التي لا ترضيني، لقد حاولت مرات ومرات أن أغيرها لكن لا تستجيب.
هل أكمل الطريق معها أم أنهيه من الآن؟ هل يمكن أن ينجح زواجنا أم أن المشاكل ستكون السمة الغالبة؟ هل سيستمر الحب بعد الزواج أم سيموت؟
م . ك

الرد
مرآة الحب.. قالوا عن مرآة الحب أنها عمياء، عندما يتعامل الشخص فقط بعواطفه وليس بفكره أيضًا، لكن عندما يجتمع الفكر والعواطف معًا هنا تصير مرآة الحب مبصرة وواعية وقادرة على التمييز بين ما هو خير أو شر.
الأخ (م . ك) أحييك أولاً على البصيرة التي تتمتع بها التي جعلتك ترى العيوب، مع أنك لم تذكر ما هي هذه العيوب، وما هي درجتها لأستطيع أن أفكر معك، لكن على ضوء ما ذكرت سأحاول أن أفكر معك لنصل سويًا لحل مناسب، وسأبدأ من نهاية رسالتك التي سألت فيها هذه الأسئلة:

•     هل أكمل الطريق معها أم انهيه من الآن؟
هذا السؤال مفتاح إجابته معك وحدك ولا سواك، ولا تسمح لأي شخص مهما كان أن يقرر لك قرارًا مصيريًا مثل هذا، فهذا هو قرارك أنت وحدك، وأيضًا قرار الطرف الآخر، لكن يمكنك أن تسترشد بآراء الآخرين وخصوصًا المتخصصين منهم، فالخلاص بكثرة المشيرين.
وهنا أقول أستطيع أن أضع نفسي مكانك وأفكر معك بصوت مرتفع، وأقول: إن الحب موجود ومتبادل وهذا شيء رائع وأساس متين للحياة الزوجية، لكن لا بد أن يكون حبًا حقيقًا وليس توجهًا عاطفيًا، فالحب الحقيقي يختبر ويمتحن بطول المدة وهذا موجود، ويختبر أيضًا بدرجة العطاء هل تريد أن تعطي لخطيبتك وهل هي كذلك؟؟، يُقاس أيضًا وقت الأزمات والمشاكل، هل الحب موجود ومستمر أم يقل؟؟، اختبارات أنت وحدك تستطيع أن تختبرها وتحكم عليها.

من ناحية أخرى، أنت تقول أنك اكتشفت الكثير من الصفات التي لم تكن تعلمها، وهذه الصفات تريدها أن تتغير، وكما قلت لك لم تذكر ما هي هذه الصفات، لكن عامة التغيير ليس بأمر صعب إن كان الشخص يريد التغيير، فإن كانت هي ترى نفس رؤيتك أن هذه الصفات غير مرغوبة لديك، وهي تحبك هنا تتولد عندها الرغبة في التغيير، لكن إن لم تقتنع ولم يكن عندها رغبة في التغيير فمن المستحيل أن تتغير.
وربما يجب عليك أنت التغيير وقبولها كما هي، فالحب الحقيقي هو حب غير مشروط، فإن استطعت أنت أن تتغير وتتقبل الشخصية كما هي، إذا أنت قد نجحت، وستنجح علاقتكما.

•     هل يمكن أن ينجح زواجنا أم أن المشاكل ستكون السمة الغالبة؟
كل زواج مهما كان ممكن أن ينجح، فلا توجد مشكلة ليس لها حل، هذه قاعدة على كل الزيجات حتى التي تبدو أنها غير متكافئة، أو بُنيت على ما يسمى بـ "الاختيار الخاطئ"، لكن طالما أننا ما زلنا على الشاطئ ولم تتم الزيجة لندقق في الاختيار، فلا بد أن يكون متكافئ، ومعنى متكافئ التقارب سواء الفكري والثقافي والعمري والديني والإجتماعي والنفسي، وكل أنواع التكافؤ المطلوبة في الزواج.
وبعد الزواج؛ نجاحه مرتبط بما أبذله من جهد وحوار وتفاهم واحترام متبادل بيني وبين شريك حياتي، فلا يوجد نجاح من فراغ، كل نجاح يسبقه جهد.

•     هل سيستمر الحب بعد الزواج أم سيموت؟
الحب الحقيقي لا يموت، لكن توهج المشاعر تموت بعد الزواج ويبقى الحب الحقيقي فقط، ولكن هذا الحب الحقيقي شبهه أحد رجال المشورة بـ "الإبن البكر" هذا الإبن لكي يعيش وينمو يحتاج إلى غذاء ورعاية ومتابعة، فلا بد أن نراعي ونهتم بهذا الإبن البكر بكل معنى كلمة رعاية حتى لا يضعف وحتى لا يموت، لكن أكرر أن الحب الحقيقي لا يموت.
أخي العزيز.. أتمنى أن أكون ألقيت بعض الأضواء على مشكلتك، لكي تساعدك على القرار السليم، وإن كان عندك استفسارات أخرى أو تريد تكملة الحديث فلا مانع أن تراسلني على العنوان الإيميل المذكور هنا، أو إعادة الإرسال مرة أخرى عن طريق باب قلب يسمعك، وربنا يوفقك.

ردود سريعة
أنا عايز حد يحل مشكلتي، ومشكلتي هي إن أختي وأخويا وأمي إللي بحبهم جدًا ألاقيهم بيكرهوني وينظروا ليّا على إني بكرههم وبتمنى لهم الشر، بالرغم إني بحبهم جدًا وبدعي لهم على طول، دا أنا بحبهم أكتر من نفسي، وفي الآخر ينظروا لي هذه النظرة فحزنت جدًا، وأنا بابا متوفي وأنا صغيرة بس أنا لسه فاكراه لحد دلوقتي، وهو كان بيحبني جدًا وأوقات بفضل أبكي بسبب هذا وهم يفضلوا يقولوا لي إن مستقبلي هيبقى وحش ويفضلوا يشائموني لدرجة إني بقيت أخاف من المستقبل، فأنا مش عارفة أحل هذه المشكلة إزاي، أرجو من حضرتك الرد على مشكلتي بسرعة وبتمنى لك يا دكتور السعادة من كل قلبي زي ما انت بتحل مشاكلنا ويطول في عمرك ويخليك لأسرتك، وفقك الله وأتمنى لك السلامة.
صافي

الرد
عزيزتي صاحبة المشكلة.. لا يوجد سبب يجعلهم يكرهونك، إنه وهم أصابك وأنت تحبسين نفسك بداخله.. الأم لا تكره أبناءها مهما كانوا.. ولا أخواتك أيضًا.. لماذا يكرهونك وانتِ تحبينهم؟، إن مشاعر الحب الحقيقية دائمًا تغلب.. فمشاعر حبك تصلهم فلا يمكن أن يقابلونها بمشاعر كره.
لا تفكري بهذه الطريقة السلبية واقنعي نفسك أنهم يحبونك، هذه المشاعر داخلية فيجب التعامل معها من الداخل أولا ثم بعد ذلك محاولة سير الخطوات التالية:
1.   تحدثي مع والدتك بكل ما تشعرين به.
2.   تحدثي مع إخوتك عن مستقبلك وما تتمنيه، دعيهم يعرفون أنك تفتخرين بنفسك ولك أهداف مستقبلية تسعي لتحقيقها، فلن يقوموا بتحطيمك إلا إذا أعطيتهم سببًا لذلك.. وهو عدم ثقتك في نفسك.
3.   تحلي بالبشاشة والثقة في النفس والروح المرحة وسيعبرون عن حبهم وعن إعجابهم بكِ..
إن الثقة بالنفس وحب الإنسان لنفسه مشاعر تنتقل للآخرين، فلا بد من نقل مشاعر ايجابية عن نفسك حتى يتعامل معكِ الآخرين على أساس هذه المشاعر.. وربنا يوفقك.
=========
أنا ما عنديش ثقة بنفسي نهائيًا ومش عارفة إزاى اتصالح مع نفسي!
وبشكركم على هذا الموقع الجميل وعلى هذه الخدمة وبالنجاح إن شاء الله وربنا يوفقكم.
منى

الرد
من أجمل النقاط التي تصالحك مع نفسك هي:
1.   قبول النفس من حيث الشكل ككل.
2.   تثقيل الشخصية بالقراءات الكثيرة والثقافات المتنوعة.
3.   الخوض في مجالات كثيرة في الحياة (الخدمة، العمل، العلاقات الإجتماعية).
4.   تحدثك عن نفسك بصيغة ايجابية تكسبك الثقة بالنفس.
5.   محاولة كسر روح الكسوف التي بداخلك، أثناء الحوارات العامة اشتركي فيها بصوت مسموع وستبدأ بنوع من الضغط النفسي ثم التعود.
6.   الثقة الداخلية بأن لكل إنسان مواهبه ومميزاته وعيوبه، وبالتالي ستبحثين داخل نفسك عن مواهبك ومميزاتك، ليس شرط أن تكون هذه المميزات ظاهرة، فمن الممكن أن تكون كامنة لأنك لم تعطيها مجالاً للظهور.. وربنا يوفقك.
===========

بشكر الموقع على هذه الخدمة وأنا عندي مشكلة، أنا ذهبت لدكتور نفسي وقال لي أن عندي وسواس قهري وخجل اجتماعي، ماما موافقة إني أذهب لدكتور نفساني أما اختي فمخاصماني لذلك وبتقول لي أنا النهاردة حلوة معاكي ممكن بكرة أبقى وحشة معاكي، وبتقول إن من يذهب لدكتور نفسي ممكن أي حد من أولاده أو اخواته يحجروا على أمواله ويدخلوه مستشفى المجانين.
منى 2

الرد
الذهاب لطبيب نفسي ليس عيبًا في شيء وهذه ثقافة لا بد أن نغيرها، فالطب النفسي مثله مثل الطب البشري وكما أن الجسد يمرض هكذا النفس تمرض، فمن نعم ربنا على الإنسان وجود الطب النفسي، ولكن من الغباء أن ننظر له على أنه عار أو جنان أو شيء يجب أن نتحاشاه، اذهبي للطبيب النفسي قبل أن تحدث تعقيدات في النفس لا حلول لها. وكلمة لأختك ولكل من شابهها: كلنا معرضون للمرض وضعي نفسك مكان أختك، ووقتها ستطلبي منها ومن الآخرين نظرة رحمة، وليس نظرة العتاب التي في عينيك. وربنا يوفقك.

ماهر ميشيل
maher@copts-united.com

إن كانت لديك مشكلة وترغب بإرسالها... أضغط هنا