كيف إعد الله قصة التجسد والميلاد
سامية عياد
٢٦:
٠٢
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
23/1/2018
عرض/ سامية عياد
"نسل المرأة يسحق رأس الحية" هكذا كان اعلان الرب قصة الخلاص بأن نسل المرأة المقصود السيد المسيح سوف يسحق الشيطان على الصليب ، ولكن هذا النسل لم يولد إلا بعد أكثر من خمسة ألاف عام ثم قام بعملية الفداء فلماذا التأخير ؟..
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "كيف أعد الله قصة التجسد والميلاد" أكد لنا إنه لم يكن تأخيرا ، وإنما كان إعدادا لهذا الحدث العظيم ، كان إعدادا لفهم البشرية لكى يدركوا خطة الله فى الخلاص ومن هذا الذى يفديهم لأنه لو كان المسيح قد ولد ومات عنا ، دون أن يفهم البشر ما هذا الذى يحدث ما كان يدخل فيهم معنى ما يحدث فكان لابد من التدرج فى فهم قصة الفداء .
من أجل تحقيق ذلك بدأ الله يدخل الى عقل الإنسان فكرة تقديم الذبائح والمحرقات نذكر ذبيحة هابيل من أبكار غنمه ومن سمانها وذبائح أبينا نوح بعد الطوفان من كل البهائم والطيور الطاهرة فتنسم الرب رائحة الرضا وقال فى قلبه : "لا أعود ألعن الأرض أيضا بسبب الإنسان" ، ثم تطور الأمر فنجد أمر الله لأبينا إبراهيم بتقديم اسحق "أى تقديم الابن الوحيد الذى تحبه" ، كان اسحق رمز للمسيح وقد أعقب ذلك مباركة الرب لإبراهيم فقال له "ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" والمقصود بنسله هنا السيد المسيح الذى سوف يأتى من نسله وبه تكون البركة لجميع الأمم.
ثم تطور الأمر الى أنواع كثيرة من الذبائح كل منها كانت ترمز الى المسيح من ناحية معينة لعل أولها ذبيحة الفصح كان دم خروف الفصح رمزا للمسيح ، قال بولس الرسول "لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا "كان الخاطىء يضع يده على الذبيحة ويقر بخطاياه لكى ينال المغفرة وهكذا تحمل الذبيحة خطيته عنه ، رمزا الى الرب يسوع الذى تنبأ عنه إشعياء النبى قائلا: "وهو مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل أثامنا .." كانت الرموز تمهيدا لفهم الناس عن عمل الفداء وبدأ الفهم يتطور الى انتظار المخلص الذى هو المسيح الرب وكانت نبوءات الأنبياء إعداد أخر لفهمهم ..
انتظرونا فى الحلقة الثانية من كيفية إعداد الله قصة التجسد والميلاد ...