الأقباط متحدون - سميحة أيوب في حوار : ناصر كان مهتما ببناء الإنسان
  • ١٩:٠٦
  • الاثنين , ٢٢ يناير ٢٠١٨
English version

سميحة أيوب في حوار : ناصر كان مهتما ببناء الإنسان

فن | الوطن

٣٧: ٠٨ م +02:00 EET

الاثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨

سميحة أيوب
سميحة أيوب

 عندما نتحدث عن نهضة المسرح المصري لا نتذكر سوى فترة الستينات إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي شهد عهده انتعاشة مسرحية واضحة، تشهد عليها الفنانة سميحة أيوب، التى أكدت تقديم المئات من العروض المسرحية خلال حقبة الستينات.

 
وأضافت «سميحة»، فى حديث لـ«الوطن»، أن هذه الأعمال شكلت وجدان المواطن المصرى وعبرت عن همومه وتحدياته وتحديات الثورة آنذاك، وكشفت الفنانة القديرة عن كواليس تكريمها من الرئيس الراحل فى شبابها، وأوضحت ملامح الحركة المسرحية فى هذه الفترة المهمة، باعتبارها إحدى رائدات المسرح المصرى.. إلى نص الحوار.
 
- كيف كانت ملامح الحركة المسرحية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟
 
كانت الحركة المسرحية والأدبية والثقافية متوهجة آنذاك، وفى أشدها، وكانت هناك طفرة ثقافية ملموسة خاصة فى المجال المسرحى، ظهر ذلك من خلال وجود نصوص مسرحية كانت تبث حب الوطن بداخلنا وداخل نفوس الشعب المصرى، فى محاولة من خلال الارتقاء بالذوق العام للفن، وتقديم نصوص مسرحية تحترم عقلية المشاهد، حتى وإن كانت المسرحيات تميل إلى الكوميديا الساخرة كانت تأتى برسالة تربوية وحضارية، جاء كل ذلك فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لأنه كان رجلاً محباً للفن، ويفهم مدى تأثيره على المجتمع وسلوكيات الشعب.
 
- هل دعم الرئيس جمال عبدالناصر الأعمال المسرحية التى ناقشت ثورة 1952؟
 
كل الأعمال المسرحية فى فترة ثورة 1952 كانت تدعم الثورة، بكل تفاصيلها وهناك أعمال مسرحية أنتجت خصيصا فى تلك الفترة بأمر من جمال عبدالناصر، فتلك الثورة أفرجت عن الطاقات الحبيسة لدى جموع الشعب بفئاته، وجاءت بمناخ مسرحى ممتاز، واستمر ذلك الرواج الفنى حتى عند حدوث نكسة 1967، فكانت هناك أعمال تدعم ما حدث من خسائر فى الثورة، وتحبب الشعب المصرى فى فكرة الاستشهاد فى سبيل الوطن، جاء ذلك عن طريق الفن، حتى عندما تنحى (عبدالناصر) خرج الجمهور فى الشوارع ينادى من أجل رجوعه مرة أخرى، وجُسد ذلك فى مسرحيات أخرى، فجمال عبدالناصر يعيش فى وجداننا لأنه رجل ذوّاق للفن ومهتم ببناء الإنسان ثقافياً وحضارياً، وكان يريد أن يكون الوطن العربى من أفضل البلاد فى العالم.
 
- حصلتِ على تكريم من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، صِفى لنا شعورك وقتها؟
 
بالفعل، حصلت على وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبدالناصر، عندما كنت طالبة صغيرة أبدأ أولى خطواتى فى المجال الفنى، فهذا التكريم جعلنى «سميحة أيوب» سيدة المسرح العربى، ووضع على عاتقى مسئولية كبيرة بتقديم فن هادف وراقٍ للجمهور، فالتكريم كان بالنسبة لى حلماً لم أكن أحلمه ولن أستطيع فى يوم أن أتخيله، وهذا يدل على أنه رئيس عظيم لمس بداخل الشباب موهبة كبيرة، وعلى الرغم من حصولى على أكثر من وسام على مدار مشوارى الفنى، إلا أن هذا التكريم يعتبر وساماً على صدرى، وكل الخطوات التى اتخذتها فى فنى كانت بسبب الرئيس العظيم جمال عبدالناصر، الذى حملنى المسؤولية وأنا عندى 26 سنة.
 
- ما الذى كان يميز مسرحيات فترة الستينات؟
 
كانت مسرحيات تتحدث عن الإنسان والسياسة والحياة وبناء الإنسان والأسرة، فكانت فترة رواج فنى عظيمة، بالإضافة إلى أن جمال عبدالناصر كان يشجع المسرحيات العالمية والشعرية والنضالية، وسافرنا فى السبعينات وعرضنا فى باريس 3 مرات منها مسرحية «فيدار»، و«إيزيس» لتوفيق الحكيم، وليلة شعرية، فكان جمال عبدالناصر يحقق الأحلام لكل فنان، خاصة أنه لم يقدم أى عروض يخجل منها المشاهد، ولكنها عروض تناسب جميع الفئات العمرية وجميع الجنسيات من رجال ونساء وأطفال، وجميع الفئات العمرية.
 
- «مسرح الستينات فى مصر» ما زالت تقال تلك المقولة، من وجهة نظرك ما السبب وراء نهضة المسرح المصرى فى تلك الفترة؟
 
لأن هذه الفترة كانت محكومة من الرئيس جمال عبدالناصر، وتتخللها الحرية التى ولدت إبداعاً وتقدماً فى المسرح، وهذا خلق جيلاً كاملاً مبدعاً من الكتاب والمخرجين والفنانين، صنع رواجاً فى الحركة المسرحية والسينمائية وأيضاً الموسيقية، فتعتبر تلك الفترة من أكثر الفترات رواجاً فى جميع أشكال الفنون، ولذلك فقد كان هناك إثراء للفن والثقافة ووعى شكله هذا الجيل من المبدعين، ووقتها شعرت بكونى فنانة كبيرة، وأصبحت أخجل من تقديم الأعمال الفارغة التى تخرب العقول، فعبدالناصر كان يريد أن تكون مصر أعظم بلد فى العالم.
 
- فى النهاية، ما أمنياتك للحركة المسرحية بعد مرور 100 عام على فترة ازدهار فى عهد عبدالناصر؟
 
الزعيم جمال عبدالناصر كان يريد فنانين مثقفين لأنه يعلم أن الثقافة هى التى تبنى البلاد وتبنى المواطن، ولذلك كان هناك عبق فنى وعبق مسرحى فى فترته، والذى ظهر لنا مسرح النكتة ومسرح الارتجال والخروج على النص، فجمال عبدالناصر ما زال بداخلنا لأننا رأينا معه أجمل أيام، ونرى فى الوقت الحالى صورته فى ذهننا، وعندما أشاهد أى مسرح تتوافر فيه الشروط المسرحية أتذكر عهده.