الأقباط متحدون - ولازالت فوقية تنزف
  • ٢١:٠٩
  • الاثنين , ٢٢ يناير ٢٠١٨
English version

ولازالت فوقية تنزف

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٣٢: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨

ختان الإناث
ختان الإناث

 ماجدة سيدهم

دخلة فوفية بعد أسبوع  ..بدأ تجهيز الكحك والبسكوت وتحضير  لوازم الفرح ..فوقية  صبية ١٩ سنة ..وردة ملونة بضفاير تشبه  جدائل المرح والأحلام .. بس ماكانت متختنة ..يعني ماينفع  تتجوز   كدا .. أم العريس والعريس  وأهله وأم فوقية نفسها  مقتنعين أن فوقية لازم تتختن قبل الفرح  حتى مايفلت عيارها بعد أول ليلة  جواز  ويظل جوزها قلقان ..
 
: علشان جوزك ينبسط منك  ..مش حاتحسي  بأي حاجة ..بس اوعي صوتك  يطلع  ..يومين وتبقي زي الفل ونفرح بيكي عروسة ..
 
فوقية  ممددة . .لوح تلج  .. تترقب وقعا غامضا  مشوها  سيحل بها .سيبترون  فيها  عضوا مزعجا  وخطأ وقع في صنعه الله ... غمينا  وجهها حتى ماتشوف  أي منا  وكممنا  الفم  بغطاء مخدة . .
 
بهدوء  دخلت "أم رباب " ست طيبة وخبرة قديمة  وإيديها بلسم ..دخلت الأم  والخالة   وجارتين  حبايب  كمان  لتقييد الساقين .. 
:الف مبروك ياعروسة ..
 
وقفت الأم والخالة  أمسكوا بالذراعين  .. "أم رباب "رفعت ملابسها..
 
:شيلي  كله  يام رباب ..
 
.:فين التلج ..؟..
 
"أم رباب " طهرت المكان وأخدت  قالب التلج ووضعته بضغط على العضو التناسلي كي ماتشعر بحدة الموسي  .. انتفضت   فوقية من الخوف ولسعة البرودة في تزايد  .. ارتعش الجسد  اضطرب التنفس .. والنسوة يحكمن الإمساك جيدا   ..  ثوان  وفقدت العروس الحراك  وبذراع أمها  تضغط بقوة 
..لسعة حادة  تشبه القطع الطاعن في الكرامة ..
 
انتهت "أم رباب " .:الف مبروك ياعروسة  ..عقبال  مانطاهر  بناتك ...
 
ردت النسوة في صوت واحد .:بعد الشر ..حاتختلف ولاد 
 
خفت بريق "فوقية " ..ارتخت أعصابها ..رفعنا الغطاء عن  وجهها  .. فكينا الكمامة..مسحنا عنها  العرق ..فردنا رجليها  وقبلناها   ..
 
الصمت زاد و قالب التلج ماعاد يقاوم نزيف الدم ..
 
قالب التلج ذاب من حرارة الدم .. والملاءات غرقت في لون الاغتيال ..
 
فوقية شاحبة ..باردة .. مر الوقت مخيفا  مرتبكا وماذا  علينا أن نفعل ..
 
لأول مرة فوقية تحسم  الأمر .ماعادت  تحس .. خبا الحلم .. ذبل  لون الضحك.. شاخت الضفائر وانطفأ بياض فستان الفرح ..بينما أم العريس   راحت تسأل العروس التالية  تتأكد من ختانها  ..
 
مرت السنوات كثيرة  ومحزونة ..تحكي المدينة عن فستان "فوقية "الذي تبدل فجأة إلى اللون الأحمر ..وكيما   تتفادي أمهات المدينة  ذات المصير   يخضعن طفلاتهن  بحزم  لقطع طاعن في انوثتهن وربيعهن  الأخضر .. تشيخ البنات  قبل أوانهن  فجأة . بينما قالب التلج  لازال ينزف  فوق اعضائهن بالغضب والحكايا
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع