نجيب الريحاني.. الضاحك الباكي
فن | البوابة نيوز
الاثنين ٢٢ يناير ٢٠١٨
تحل اليوم الذكرى الـ 129 لميلاد أحد رواد الكوميديا والسينما والمسرح، والذي يعد أفضل ممثل ساخر عرفه المسرح العربي، فهو فنان متعدد المواهب أحبه الناس وعشقوا موهبته، التي جعلته يتربع على عرش المسرح، وخلدت أعماله في قلوب وعقول محبي فنه فلا ينسى أحد شخصية "استاذ حمام" و"كشكش بيه".. أنه الفنان القدير نجيب الريحاني.
نجيب الياس ريحان ولد في 21 يناير 1889 بحارة درويش مصطفى بحي باب الشعرية لوالد يشتغل بتجارة الخيل، بدأ حياته التمثيلية وهو صبى بمدرسة "الفرير" التي تعلم فيها اللغة الفرنسية، حيث رأس فرقتها التمثيلية ليؤدي بعض الأدوار القصيرة في روايات فرنسية مشهورة.
اضطلع نجيب بأعباء أسرته وهو في الخامسة عشرة من عمره، وذلك بعد أن توفى والده، حيث امتهن عدة مهن، فعمل كاتبا في أحد البنوك ثم تركه وانتقل للعمل بفرقة "أحمد الشامي" التي كانت تتجول في الأرياف، ومنها التحق للعمل بشركة الحوامدية، ثم تركها وعمل بفرقة "جورج أبيض"، وبعدها التحق للعمل في البنك الزراعي الذي تعرف فيها بالممثل الكبير "عزيز عيد".
وأثناء عمله بالبنك الزراعي، عمل نجيب وصديقه عزيز عيد ببعض الفرق الأجنبية التي كانت تمثل روايات اجتماعية وتاريخية، وساعدهما في ذلك اتقانهما للغة الفرنسية، وفصل عزيز عيد من البنك لغيابه المتكرر، فاستقال نجيب الريحاني تضامنا معه.
التحق الاثنان بفرقة " عكاشة" وظهرت موهبة نجيب فيها كممثل كوميدي بصورة واضحة، خاصة في الفصول القصيرة التي كان يمثلها بين فصول الروايات الدرامية للفرقة.
اقترح نجيب على صاحب الفرقة تطوير فصوله القصيرة التي كانت تتسم بطابع التهريج إلى إخراج روايات قصيرة مترجمة عن الفرنسية ووافقه صاحب الفرقة فقدم نجيب ما كشف عن موهبته الفنية الخالدة.
أنشأ نجيب فرقة مسرحية وواصل فيها تنفيذ فكرته التي بدأها على مسرح عكاشة وصادفه نجاح كبير، ولكنه انفصل عن صديقه وبدأ العمل وحده على مسرح كازينو "ابيه دى روز" الذي جسد على خشبته شخصية "كشكش بيه" عمدة الريف الذي يبيع القطن لينزل إلى القاهرة وتلتف حوله الحسناوات حتى يضيع ماله ليعود إلى القرية نادما.
عمل نجيب في أكثر من مسرح، إلى أن أنشأ المسرح الذي قدم فيه رواياته الخالدة، ومنها "حكم قراقوش "، "الستات ما يعرفوش يكدبوا"، "حسن ومرقص وكوهين"، "30 يوم في السجن".
وكان للسينما نصيبا من أعمال نجيب الريحاني، حيث قدم عددا من الأفلام منها " صاحب السعادة كشكش بيه " " حوادث كشكش بيه"، "ياقوت"، "بسلامته عايز يتجوز، " سلامة في خير " والذي حقق نجاحا باهرا، وأعقبه فيلم " سي عمر " و" لعبة الست " و" أحمر شفايف"، و"أبو حلموس".
وفي 8 يونيو عام 1949 رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 60 عاما، تاركا أعمالا تخلد ذكراه في مصر والوطن العربي.