بقلم :ميشيل حنا الحاج
يوم الجمعة التاسع عشر من كانون الثاني، كان اليوم الأخير في العام الأول من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، حيث بدأ في يوم السبت عامه الثاني من الرئاسة. وهذا يستدعي لا مجرد تقييم جهوده وانجازاته في العام الأول من رئاسته، بل ينبغي أيضا تقييم شخصيته بما قد يكون لها، ولكن الأكثر أهمية ما يقتضيه أيضا من ابراز ما هو عليها، خصوصا بعد اختتام سنته الأولى بقرار أو موقف في الكونجرس، أدى الى تجميد قدرة الحكومة المركزية على الانفاق، بما في ذلك من نتائج ومضاعفات غير مرغوب فيها.
أولا)¨ ما يسجل في خانة المصلحة الترامبية مع أسباب التشكيك بها.
من أهم المميزات التي اتسمت بها السنة الاولى للرئيس ترامب في مقعد الرئاسة، والتي اعتبرها البعض بما فيهم الرئيس ترامب، جزءا هاما من انجازانه:
استخدامه لخبراته الطويلة كرجل أعمال ناجح، في ادارة شؤون الدولة، مركزا أهم نشاطاته وقراراته على الوسائل التي تحد من البطالة وتخلق مزيدا من فرص العمل، مدعيا بأنه قد أوجد أكثر من مليوني فرصة عمل جديدة، وبعث الحياة في عدد من المصانع التي توقفت عن العمل، فبعث الحياة مجددا في شرايينها. وها هو يتوقع عودة عدد من المصانع المهاجرة الى الخارج…يتوقع عودتها قريبا الى المواقع الأميركية بما ينطوي عليه ذلك من فرص اضافية للعمل.
وأهم انجازاته ، كما يقيمها الرئيس الأميركي، هو قانون الضرائب الجديد الذي أقر مؤخرا، واعتبر الانجاز الترامبي الأول والمباشر منذ توليه الرئاسة. فهذا الرجل المنتمي لمجموعة كبار الرأسماليين، والذي يدير البلاد بعقلية رجل الأعمال وليس بعقلية السياسي المحترف، يبدو مصرا على المضي قدما بادارتها بتلك العقلية التي لا تتفهم ولا تراعي الجوانب السياسية للكثير من الامور، علما بأن قانون الضرائب الذي صدر مؤخرا واعتبر انجازا للرئيس ترامب لكونه في الظاهر، يتيح فرصة لبعض التخفيض الضريبي لمصلحة الطبقة المتوسطة، لكنه تخفيض ضئيل قياسا بما رافقه من خفض عال في الضريبة على المشاريع الصناعية والراسمالية، (الصديقة المحببة لترامب) مما سيفرز لاحقا عجزا في ميزانية الدولة يغطى بطباعة مزيد من الاوراق المالية التي لا رقيب على طباعتها، كما قد يعوض عنه بمزيد من الاقتراض من شريحة المجتمع الاميركي، عبر اصدار مزيد من سندات الدين التي حولت الولايات المتحدة العظمى الى دولة مدينة، لكن ليس لدول أخرى، أو لبنوك دولية، بل لشعبها الذي باتت تدين له الدولة بتريليونات الدولارات.
3) موقفه من الهجرة، والرغبة بالحد منها بل والغائها نهائيا ، وابعاد المقيمين اقامة غير شرعية عن البلاد، اضافة الى تعزيز موانعها من خلال بناء الجدار العازل بين الولايات المتحدة والمكسيك… هذه كلها تنضوي تحت مسعاه لخلق فرص عمل لمؤازريه من البيض، باعتبار أن المهاحرين وخصوصا الاسبان منهم، يسرقون فرص العمل من السكان الأصليين، أي السكان بيض البشرة. ولكنه في المقابل يتناسى أن معظم المهاحرين لا يسرقون اعمال البيض، بل ينفذون الاعمال التي يعتبرها البيض مشينة ويمتنعون عن تنفيذها او القيام بها، مما يعني أنه ليس هناك سرقة فعلية أو كبيرة للعمالة، فهي تكاد تنصب أو تنحصر بتنفيذ أعمال لا يرغب الآخرون في تنفيذها.
4) وبعقلية رجال الأعمال ، انسحب ترامب من العديد من الاتفاقات الدولية، لاعتقاده بأنها تلقي تبعات مالية كبيرة وغير ضرورية على الولايات المتحددة، متناسيا المنافع التي قد تعود على الدولة من ورائها. وبعقلية رجل المال والأعمال أيضا، هدد بحجب المعونات المالية عن الدول التي لا تبارك قراراته، كقراره على سبيل المثال، بنقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس خلافا لقرارات دولية تحول دون ذلك. وقد اقدم فعلا على حجب جزء من المعونة المالية عن هيئة الآونروا الدولية العاملة في مضمار اغاثة اللاجئين … وحجبها أيضا عن السلطة الفلسطينية، كما هدد بحجبها عن دول أخرى لا تتفق منعه في بعض خطواته…غير مدرك بأن تلك الاعانات المالية، لها مردودها السياسي. فهي ضمانة الولايات المتحدة لمحافظة تلك الدول على ولائها لأميركا، وللمضي قدما في المحافظة على مصالحها، وهو المردودد السياسي لتلك الاعانات المالية التي يريد حجبها.
ثانيا: سلبيات الرئيس الأميركي في عامه الأول، ومنها:
نزوعه للدكتاتورية وعدم الاستجابة لآراء الآخرين كالمساعدين والمستتشارين. وهذا ادى الى حالة من عدم الاستقرار في جسم الادارة في البيت الأبيض. فنتيجة الخلافات في الرؤية بينه وبين بعض مساعديه، وتشبثه بموقفه الذي لا يستند الى خبرة سياسية، خرج من جسم الادارة خلال عام واحد، خمسة عشر من المساعدين والمستشارين، سواء نتيجة طرد بعضهم، ـأو استقالة البعض الآخر احتجاجا على السلوك الترامبي المتسم بمسحة من الدكتاتورية والتشبث بالرأي رغم احتمال خطئه. وكانت “سالي يتس″ المدعي العام بالوكالة ، أول المغادرين للبيت الأبيض، اذ اقالها ترامب في الثلاثين من كانون ثاني، أي بعد عشرة أيام فقط من دخول ترامب للبيت الأبيض. وكان سبب ابعادها، هو كونها قد عينت في منصبها ذاك من قبل الرئيس اوباما. وكشف هذا التصرف عن نزوع ترامب نحو انهاء ارث ومخلفات أو منجزات الرئيس أوباما نتيجة الميول العنصرية لدى ترامب. وتبع خطوة عزل “ييتس″، خطوات
عزول أخرى متعددة، وكان من أبرز المغادرين للبيت الأبيض مايكل فلين، أول مستشاري الأمن القومي لترامب، والذي أبعد عن البيت الأبيض في 13 شباط ، أي بعد 25 يوما من دخول ترامب للبيت الأبيض. وقد ابعد بذريعة كونه يقدم للرئيس تصاح قانونية غير ملائمة.
وبعد فترة قصيرة من الهدوء، ابعد في التاسع من أيار، جيمس كومي مدير الأف بي آي، والذي كان منخرطا في التحقيق في وجود اشتباه بتدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتبعه في ذات الشهر…وبعد تسعة أيام من ابعاد كومي، استقالة “مايك جدوبكيه”، مدير الاتصالات في البيت الأبيض الذي قدم استقالته بعد عمله هناك لمدة ثلاثة أشهر.
وبعد ابعاد كومي، توالت الاستقالات أو الابعادات… وخصوصا في شهر تموز الذي شهد خمسة استقالات او اقالات طالت كلا من ولتر شوب (مدير الشؤون الاخلاقية) ، و”جون سبايسر” الناطق الرسمي في البيت الأبيض، الذي استقال في 21 تموز نتيجة خلافه مع الرئيس حول أسلوب تعامل ترامب مع الصحفيين… وتبعه بعد أربعة أيام، استقالة مساعده مايكل شورت، الذي اتهمه ترامب بتسريب اخباره السرية الى الصحفيين. وتبعه في ذات الشهر ابعاد رينس بريبوس لوجود نزاعات بينه وبين موظفين آخرين في البيت الأبيض موالين لترامب، واتهموه باسداء النصائح الخاطئة للرئيس. وكان آخر الراحلين في شهر تموز، انتوني سكارموتشي الذي كان كبير مستشاري الرئيس ترامب، لكنه استقال في 31 تموز بعد تمضيته أحد عشر يوما فقط في منصبه، وحل محله الجنرال جون كيلي.
ونفذت استقالتان في شهر آب شملت احداها سابستيان جورك الذي عمل مستشارا في مكافحة الارهاب، وتبعتها استقالة أخرى في 18 آب وكان موضوعها ستيف بانون ، رئيس المخططين الاستراتيجيين والصديق القديم لترامب. وجاءت استقالته بعد حادثة التظاهر في شارلوتنزفيل بولاية فيرجنيا، والتي تضمنت ظهورا علنيا مشجع للعنصرية، تمثل بظهور علني لجماعات كوكلاكس كلان في تلك التظاهرة.
وكان آخر المقالين أو المسثتقيلين هم توم برايس الذي استقال في شهر ايلول، ثم دينا باول مستشارة الأمن القومي في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط . وقدمت استقالتها في الثامن من كانون اول دون ابداء الأسباب. ولكن رشح بأنها كانت اعتراضا على مسلك الرئيس ترامب بالنسبة لقضية القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل. أما آخر الراحلين أو الراحلات، فكانت ميروزا نيومان، مديرة العلاقات العامة في البيت الأبيض، والتي قالت بأنها قد استقالت في 13 كانون اول، بينما قالت مصادر البيت الأبيض بأنها قد أقيلت وأصطحبها رجال الأمن في البيت الأبيض الى أبواب البيت الأبيض، وحذروها من محاولة العودة اليه,
توجهاته العنصرية التي حرضت بشكل غير مباشر خلال حملته الانتخابية على الاضطهاد العنصري والطائفي، فعانت من نتائجه الأقليات. ولا يشكل وصفه مؤخرا للدول الأفريقية ولدولتي السلفادور وهاييتي بكونها دول من الحثالة، الدليل الوحيد على عنصريته تلك. اذ أنه منذ فوزه بالرئاسة، شرع فورا بالتنفيذ الفوري لتوجهاته الطائفية والعنصرية، ففرض حظرا على السفر الى الولايات المتحدة على ستة او سبع دول عربية واسلامية شرق اوسطية، واتبع ذلك بتجديد دعوته لبناء جدار عازل بين اميركا والمكسيك، بل وشرع يتخذ خطوات عملية لابعاد المقيمين اقامات غير شرعية عن الأراضي ألأميركية، وعدد أولئك بالملايين. وهنا ظهرت الأزمة المتعلقة بالحالمين Dreamers والذين اطلق عليهم اسم DACA ، وهي الحملة المعنية بأولئك الأطفال الذين أدخلهم ذووهم معهم الى الأراضي الأميركية (وهم صغار في السن) بطريقة غير شرعية.
فقد حرص الدمقراطيون على وجوب استبعادهم من عملية الابعاد القسري لعدم مسؤوليتهم عن الدخول غير الشرعي لكونهم آنئذ كانوا قصرا في مرحلة ادخالهم للاراضي الأميركية. ولكن الرئيس ترامب الذي اتجه نحو التشدد بالنسبة لقضايا الهجرة مطالبا أيضا بالغاء برنامج اليناصيب الذي تجريه دوائر الهجرة سنويا… اطلق وعودا مبهمة في هذا الشأن، وظل يماطل الى أن جاء موعد اقرار ميزانية جديدة للحكومة المركزية. وهنا علق الحزب الدمقراطي موافقته على اصدار ميزانية جديدة ، باعداد مشروع قانون تجري الموافقة عليه مبدئيا، ويضفي الاقامة الشرعية على من يسمون بالحالمين. ولكن ظل ترامب يماطل في تبني قرار واضح في هذا الشأن، وهذا أضطر الحزب الدمقراطي، كممنا يقولون، للتصويت بعدم الموافقة على الميزانية الجديدة للحكومة المركزية، مما ادى الى وقف تدفق الاموال عليها التي تمكنها من ادارة شؤون ونشاط تلك الحكومة، مصيبة اياها بالشلل اعتبارا من صباح السبت العشرين من كانون الثاني. وشكل هذا الموقف رسالة ضمنية للرئيس ترامب، تذكره بأنه ربما استطاع الوصول الى كرسي الرئاسة، ولكن ذلك لن يؤدي الى انفراده بالسلطة التي يشاركه فيها مجلسي النواب والشيوخ، اضافة الى مراكز أخرى عديدة تشارك جميعها في صناعة القرار.
وكان من ابرز المؤشرات الأخرى على توجهاته العنصرية، سعيه لالغاء كل القرارات أو المعاهدات والالتزامات التي وقع عليها الرئيس (الأسود) باراك أوباما. فعزل ساري ييتس لمجرد كونها قد عينت من قبل أوباما قبل انتهاء ولايته، شكلت أول المؤشرات على ذلك، لكن ليس آخرها، اذ أتبعها بانسحابه من اتفاقية داكا الاقتصادية المتعلقة بالتجارة مع دول شرق آسيا، ثم اتفاقية المناخ، وبعدها اتفاقية الهجرة، ومن ثم كل الاتفاقيات أو القرارات التي اتخذها أو باركها الرئيس أوباما، مع وقوف ترامب عاجزا حتى الآن عن الغاء المشروع الصحي المعروف ب “اوباما كير” رغم اصراره على مواصلة السعي لالغائه، فهو لا يطيق حتى سماع اسم الرئيس المنتهية ولايته. وقد ذهب الى حد تحديه لابراز شهادة ميلاده لوجود شكوك لدى ترامب بأن أوباما لم يولد على الأراضي الأميركية، وفي ذلك ما فيه من عدم دستورية وصول ترامب الى موقع الرئاسة. وازاء تعذر اثبات ذلك ، طلب ترامب من وزير داخليته أن يفتح تحقيقا حول شكوك بقيام اوباما بغض الطرف عن نشاط سري لحزب الله الساعى لترويج المخدرات في الولايات المتحدة. وهو يشكك بأن أوباما قد غض الطرف راضيا عن تلك التجارة، كي لا يؤدي تعرضه لها الى اغضاب ايران، حليفة حزب الله، فتمتنع عن مواصلة مفاوضاتها مع خمسة زائد واحد المتعلقة بالنشاط النووي الايراني. وهذا التحقيق الخاص بترويج حزب الله للمخدرات ما زال في بداياته. ولكن تصرفات ترامب تلك في مجموعها، وخصوصا ما تعلق منها باوباما، تكشف عن مدى عنصرية هذا الرئيس الأميركي.
الهوج والتخبط والغرور الذي قد ينم عن بعض سمات جنون العظمة… في سلوكه خلال العام الأول من رئاسته. وتجلى الهوج والتخبط في تسرعه في الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل رغم ما أثاره ذلك من ردود فعل عربية ودولية معارضة لقراره ذاك المتناقض مع قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن، مما أدى الى قيام 128 دولة الى رفضه في الجمعية العمومية للأمم البمتحدة.
وتمثل الهوج أيضا في تصرفاته وفي سلوكه غير المتزن، في تعامله مع كوريا الشمالية، خصوصا لدى رده على الرئيس الكوري الشمالي المحذر من وجود زر القنبلة النووية على طاولته، برده الطفولي الساذج بأنه هو أيضا لديه زر القتبلة النووية على طاولته، وهو زر أكبر من زر كوريا الشمالية. فقد بدا ذاك التعليق الذي لا يكشف عن اتزان أو توازن، وكأنه تهديد بالشروع بحرب نووية لا يريدها العالم كله.
ومن مظاهر تخبطه أيضا، سلوكه المتناقض في مواقفه التي يبدلها بين يوم وآخر، بل بين ساعة وأخرى أحيانا, فبعد أن حقق بعض التقدم في محادثاته الخاصة ظهر أمس مع السناتور تشاك شومار، رئيس الأقلية الدمقراطية في مجلس الشيوخ، منجزا بداية اتفاق حول مسألة الحالمين (دريمرز) ، عاد وغير موقفه في عصر ذلك اليوم، مما اضطر الدمقراطيين لرفض الموافقة على ميزانية الحكومة المركزية سعيا لوقف نشاطها. ومن أبرز معالم تخبطه، الاعتراض على جهود تيليرمان، وزير خارجيته، على محاولته التوصل عبر الدبلوماسية الهادئة لتوافق ما مع كوريا الشمالية. وكذلك تكذيب جون كيلي، مستشار أمنه القومي، عندما صرح بأنه يجري الاقتراب من التوافق على قضية “الحالمين” بالجنسية الأميركية، الى مبادرة ترامب للقول بعد ساعة واحدة، أن ذلك غير صحيح مسببا الحرج لجون كيلي.
ومن مظاهر جنون العظمة لديه، اتخاذه القرارات التي تثير دائما ضجة حوله، اضافة الى تذكيره دائما بأنه رئيس الولايات المتحدة. فبعد أن القى خطابا بأحد المناسبات، التفت الى الوراء، حيث وقف مؤيدوه من الحزب الجمهوري، وسألهم: “هل كان خطابي جيدا؟”، فقالو له نعم، وهنا رد قائلا (وهذا مسجل على فيديو تكرر بثه) طبعا خطابي كان جيدا، فأنا الرئيس….والتفت لمؤيديه سائلا : “ألست الرئيس؟” مضيفا “طبعا أنا الرئيس″، مما كشف عن سذاجة وفرح كفرح طفل بكونه الرئيس.
قد يكون من حق الرئيس ترامب اصدار قانون يحد من الهجرة الى الولايات المتحدة ويضع شروطا خاصة لها، خصوصا بعد ظهور دراسات تفيد بأن أكثرية البيض في أميركا مقدرا لها الانتهاء مع عام 2043 . لكن تشبثه بابعاد الحالمين الذين أمضوا سنوات على أراضي الولايات المتحدة، وحلموا بالحصول على جنسيتها، ولم يكونوا المسؤولين عن القدوم غير الشرعي للولايات المتحدة لكونهم صغارا وقاصرين آنئذ، انما يعكمس عنصرية لا مبرر لها، وكانت موافقته عليها التي صدرت أكثر من مرة، ومنها مرة في خطاب علني، لكنه يتراجع دائما عنها بعد ساعات، انما تكشف عن عنصرية متأصلة لديه وتبعده تماما عن المواقف العقلانية التي تضع البلاد على حافة الهاوية.
فاذا كانت تلك هي جردة النشاط الترامبي في عامه الأول، بما حملته من أخطاء وتخبط وويلات، هل يمكن أن يتوقع المراقب موقفا أكثر اتزانا وتوازنا في عامه القادم؟ أم أن السنة القادمة ستحملنا وتحمل العالم نحو مزيد من التهور والاضطراب، نتيجة تقلب المزاج الترامبي في الموافقة على طرح ما، سريعا ما يليه عدم الموافقة على الموقف ذاته، مع التذكير دائما بأنه الرئيس : “: اليس أنا الرئيس؟”.