الموقف من زيارة القدس يثير جدلا جديدا بعد «مؤتمر الأزهر»
أخبار مصرية | الشروق
الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨
• شومان: مفسدة عظيمة.. وزقزوق يدعو للزيارة.. وعلى جمعة: واجبة
• فريد واصل: تطبيع.. والبشارى: الزيارة مهمة لدعم القدس ومحاربة تهويده.. وحسن الشافعى: تطبيع مجانى لا نحتاجه
فتحت دعوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس العرب لزيارة القدس «وشد الرحال للأقصى» كشكل من أشكال محاولات رفع الحصار عنها، جدلا دينيا وسياسيا اليوم حول الزيارة، فى أعقاب مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس.
وفيما قال وكيل مشيخة الأزهر الدكتور عباس شومان خلال المؤتمر، إنه وإن كانت هناك أقوال مختلفة فى حكم زيارة الأراضى الفلسطينية المحتلة، فإن الأزهر وشيخه أحمد الطيب ما زالا يرون أن الزيارة تحت الاحتلال الغاشم مفسدة عظيمة.
وذكر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمود حمدى زقزوق، إنه ما زال يرى أن الزيارة مهمة كشكل من أشكال التعبير ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وأكد وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالأردن الدكتور وائل عربيات، أن الزيارة ودعم الشعب الفلسطينى ليسا من التطبيع، وأكد الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامى الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، فى تصريحات للتليفزيون الفلسطينى، إن الزيارة ليست تطبيعا لأن الزيارة هى أمر بشد الرحال إليه، كما ذكرت السنة النبوية.
وكان قرار الأزهر أثار جدلا واسعا داخل هيئة كبار العلماء، التى حذرت من كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، فى بيانها الأخير.
وزار عضو هيئة كبار العلماء على جمعة، فى 2012 القدس، حينما كان يشغل منصب مفتى الديار المصرية، ونوه جمعة فى تصريحات تليفزيونية سابقة إلى أن زيارة القدس واجبة على كل مسلم، فهى زيارة تؤكد أن المسلمين لم ينسوا القدس يوما ما، وهى زيارة تحدث رعبا فى نفوس الصهاينة.
وكانت زيارته المثيرة للجدل وقتها، بدعوة من ملك الأردن عبدالله الثانى، وقال وقتها جمعة إن السلطات الإسرائيلية لم تختم جواز سفره، وعقد وقتها مجمع البحوث الإسلامية جلسة طارئة للاستماع لجمعة.
من جهته، قال أمينُ عام منظمة المؤتمر الإسلامى الأوروبى بباريس الدكتور محمد البشارى، فى تصريحات لـ«الشروق» خلال المؤتمر، «القدس ليست أول مرة يعيش حالة احتلال، فقد عاشها مع الحروب الصليبية، وهذا لم يمنع علماء المسلمين أن يرابطوا فيها ويصدروا الكثير من مؤلفاتهم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية»، مضيفا: «الزيارة ليست قضية دينية حلال أو حرام، ولكن هى تقدير سياسى لمصالح سياسية يحددها ولى الأمر أو الرئيس».
وأكد: «تقديرى أن الزيارة مجدية، كما رأى العلماء الأصول يقولون إنه ما لم يتم الواجب به فهو واجب، فلا يمكن أن يتم تثبيت ودعم الفلسطينيين فى أراضيهم ومحلاتهم، إلا من خلال زيارة المسلمين من شتى أنحاء العالم فهى زيارة مهمة لدعمهم ولتأكيد إسلامية القدس، ومحاربة تهويد القدس».
وأوضح: «الأزهر قام فى المؤتمر بمبادرة نوعية متميزة فى ظرف مهم، وأكد أن مصر لها الصدارة فى الاهتمام والانتماء فى القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها قضية القدس، خاصة أننا وصلنا لذروة الاستبداد فى القضية والمشروع الصهيونى لتهويد القدس وقرار ترامب كذلك».
وتابع: «نحن كمؤسسات مجتمع مدنى قمنا وما زلنا نعمل ونضغط لتحريك القضية فى المجتمع العربى والإفريقى والأوروبى، وهناك مؤسسات معنية بحقوق وحريات وتحب حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية».
وذكر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور نصر فريد واصل، فى تصريحات سابقة أن زيارة فلسطين والقدس وهى تحت الاحتلال الصهيونى نوع من أنواع التطبيع مع العدو واعترافا بمشروعيته.
وقال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور حسن الشافعى، لـ«الشروق»: «نحن فى مرحلة دقيقة لا تصلح معها أى حلول سياحية فى أمور سياسية، وبالتالى الحديث عن زيارة فلسطين ولا ينتظر المسلمون من المؤتمر بعد كل هذا التطور الخطير الذى يعصف بالقدس، مجرد الزيارة أو عدمها هذه زيارة لا تعنينا الآن».
وتابع: «هى خطوة نحو شىء من التطبيع ونحن لسنا فى حاجة إلى تطبيع مجانى، نحن فى حاجة إلى تصور جديد لهذه القضية، وأثر المؤتمر سيظهر فى العديد من المجتمعات، وعلى الأقل هو صيحة للفلسطينيين الذى يستقبلون الرصاص فى صدورهم وحدهم أنهم ليسوا وحدهم».