الأقباط متحدون | افتح يااااا سمسم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠١ | السبت ٧ مايو ٢٠١١ | ٢٩ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

افتح يااااا سمسم

السبت ٧ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
"سمسم" هو اسم الدلع الحركي لـ"سمير"، ذو السنوات التي تعدت الستون خريفًا، وهو الاسم الذي أطلقته عليه سنيورة جديدة تعّرف عليها بعد وفاة زوجته، ولحست عقله وغيَّرت طباعه بدلعها، فقد قرَّر "سمسم" أن يعيش حياته بعد الستين، الحياة مش عيب.

العيب إن "سمير" هذا كان بخيلًا جدًا لدرجة كبيرة من الإقناع، عاش مع زوجته الأولى ثلاثين سنة، يدّعي فيها الفقر ويشتكي قلة ذات اليد، تطلب منه زوجته صالونًا جديدًا لأن القديم اشتكى منهم مُر الشكوى وأُصيبت مساميره بالشيخوخة، فكانت كنبته أشبه بالكنب البلدي القديم ذو الألواح الخشبية، وكانت مقاعده أقرب لآلة تعذيب لا مقاعد للراحة، والذي يريد الراحة عليه بدخول بيت الراحة فقط، فصالون البيت هو بيت الفناء لا بيت البقاء..

كان لـ"سمير" حكمة لا يعلمها إلا هو، لماذا يرتاح الزائر في بيته ويترحرح، أليس بقاءه مغرمة لا مكرمة لجيب "سمير"؟!! إذًا فليبقى الصالون على سيرته الأولى وليذهب الزائر إلي الجحيم! وكم من عريس للبنات طفش وهرب بعد أن أعياه طول الجلوس على تلك المقاعد المُفخخة.

حاولت زوجته الأولى أن تعترض، ولكنه لا اعتراض على قضاء "سمير" عليها، هكذا عودته طيبتها واستكانتها، فهي التي تعمل ثم في آخر الشهر تأتي إليه براتبها الشهري وتضعه كاملًا في قبضة يده، ثم تطلب منه مصروفًا يوميًا لا يتعدَّى جنيهان ولا تأخذهم إلا بعد عناء شديد، رغم أن المال مالها والعرق عرقها وسمسم واكلها!!

اليوم تزوَّج "سمير" عروسًا جديدة بعد وفاة الصابرة، وخلعت عليه المرأة الجديدة لقب "سمسم" العجيب، الذي يحوِّل أحلامها إلى حقائق مُثبتة.. اشترى لها غرفة نوم جديدة لأن القديمة لم تعجب العروس، ومطبخ بعد أن أصبح المطبخ القديم ملعبًا ترمح فيه الصراصير متنوعة الأجناس والأشكال والألوان، ونجفًا بديلًا عن اللمب المسمار المُدلدلة من السقف في منظر تخريبي بديع، وسجاجيد وستائر، وصالونًا جديدًا على ذوقها؛ ليس لأن بناته على وش جواز، فليس مهمًا مظهرهم أمام الناس، المهم مظهر "سمسم" أمام عروسه اللعوب.

من أين أتى "سمير" بالثروة فجأة وبدون ميعاد؟ جاءت "سمير" الثروة على أشلاء أحلام زوجته المُتوفاة، ومن ميراثه الذي حصل عليه من زوجته المحرومة والمرحومة، المهم زوجته الجديدة ذو العيون الزرقاء والشعر المصبوغ والحواجب المرسومة واليد الفرطة والميول الإنفاقية التي لم يعتد عليها "سمسم".. تحوَّل "سمسم" إلى مغارة لا يملك مفاتيحها إلا المحروسة الجديدة، تقول له "افتح يا سمسم" فيفتح "سمسم" بنفس راضية وفم مبتسم وجيب كان ممتلئًا ، رغم أن فتحته تأتي بخراب كبير على جيبه الذي أصبح خاويًا، يصفر فيه الفضاء والخواء. أتت عروسته الجديدة على كل ما وفَّرته أم العيال، وفَّرت وربت الخايبة للغايبة، ورحم الله أم العيال، هي وعيالها!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :