ننشر نص خطاب السيسي الذي قدم فيه كشف حساب للشعب
نعيم يوسف
الاربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨
كتب - نعيم يوسف
قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، كشف حساب للشعب، في خطابه بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر "حكاية وطن"، وجاء نصها كالأتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة
أبناء شعب مصر العظيم،
نجتمع هنا اليوم .. ونحن على مشارف انتهاء فترة رئاسية .. أو فترة تكليفكم لى بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز .. أو كما اعتبرتها مهمة انقاذ وطن .. والحفاظ على حاضره ومستقبله .. خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم .. ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة .. وأخطار جسيمة تحيط بالوطن فى كافة الاتجاهات.
وقبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه .. فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا .. فلكى نمتلك القدرة على رسم خارطة للمستقبل .. فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدرس والعبرة من الماضى .. ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد.
ولذلك فإننى أجد أنه من الواجب على .. أن أتقدم إليكم بكشف حساب فترتى الرئاسية .. فى كل مجالات العمل الوطنى .. من خلال جلسات للنقاش والحوار .. وتبادل الرؤى .. تتسم بالشفافية والمصارحة .. نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات .. فى إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة .. وتحليلها على أساس علمـى وفنـى.
سنروى سويا "حكاية وطن" .. ما بين الرؤية والانجاز .. كيف كنا؟! .. كيف أصبحنا؟! .. وستكون الرواية رواية الصدق وحده ولا شيء سواه.
وأقول لكم الحق .. إن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة .. إنما هو ثمرة لحلم .. صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدى .. منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته .. واختطاف وطنه وسرقة هويته .. فكانت "حكاية الوطن" هى إرادة وإصرار أمة.
إنها رواية شعب عظيم .. استطاع فـى أربعة سنوات .. بتماسكه وتلاحمه ووحدته .. أن يقف صامدا .. متحديـا التحدى ذاته .. واجتاز بقوته وصلابتـه أعتى المخاطر .. وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة .. أو أن يرضخ إلى مصير تأباه عزته وكرامته وشموخه.
أبناء الشعب المصرى العظيم ..
لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق .. وببصيرتهم النافذة .. أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم .. تحيطه نذر اقتتال داخلى .. ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة ..وإفشالها .. وإنهاك مؤسساتها.
لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب .. وبذلوا تضحيات هائلة فى معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية.
وكان فى صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية .. والذى سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور فى سجل النضال الوطنى المصري.
وعلى الجانب الآخر .. كان المصريون فى غمار معركة أخرى .. لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب .. وهى معركة بناء المستقبل .. وزراعة الأمل .. وإرساء أساس سليم متين .. لمستقبل هذا الجيل .. والأجيال المقبلة .. ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطنى الهادف .. لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة .. فى وطن حر ناهض .. بأيدى أبناء شعب كريم قوى.
الإخوة والأخوات ..
إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة .. أو جزر منعزلة .. بل هو سياق متصل .. يزدهر بالنضال والانتصارات .. التى تولد من رحم الصمود والمعاناة .. وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة .. صانعة للفخر والمجد.
ولكى نستطيع العبور للمستقبل .. علينا أن نقف وقفة حقيقية .. لنستخلص الدروس والعبر لما سبق .. ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا .. ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل.
السـيدات والسـادة،
الحضـور الكريـم،
إن ما نحياه اليوم .. هو الناتج لما قمنا به بالأمس .. وعلى مدار خمسين عاما مضت .. تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية.
ودعونى أذكركم بتلك اللحظة .. التى كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية .. حين تعرضت لعدوان آثم فى يونيو 1967 .. والذى ما زلنا حتى اليوم نعانى من أثـاره وتداعياتـه.
ثم كان العبور للنصر فى أكتوبر .. والذى أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض .. وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر .. وما لبثت المنطقة أن تستقر .. حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية .. التى امتدت على مدار ثمانى سنوات كاملة .. حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف .. وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين .. وتأثرت الدول حولهما .. وراحت مقدرات الشعوب المجاورة فى صراع لا جدوى منه .. ولا طائل إلا الخراب والدمار.
ولم تكد الأمة أن تخرج من أتون هذه الحرب .. حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا .. وجرحا أكثر عمقا .. حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقى للكويت عام 1990 .. وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق .. وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب .. وإراقة لدماء الملايين .. وإهدار غير مسبوق للموارد العربية.
وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية .. حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة .. انفجر خلالها الغضب المكنون فى الصدور .. وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل .. قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة .. وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى .. ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع فى الثروات والمقدرات العربية ضالتها فى انتفاضات الشعوب .. وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف، وراعية الإرهاب إلى السلطة .. ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية .. والإجهاز على مقدرات الأوطـان .. وتفكـيك أوصالهـا.
وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التى شهدتها دول مثل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن هائلة وضخمة .. وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالي 900 مليار دولار في البنية التحتية .. وخلفت أكثر من "مليون و 400 ألف" قتيل .. وأكثر من "15 مليـون لاجـئ". ومن قبلهم كانت أفغانستان، والصومال، وما عانته من ويلات الحروب .. والإقتتال الداخلى.
إننى لا أتحدث عن مؤامرات متصلة .. ولكنـنى أنبـه ... إلى أن الغفلة هى التى تصنع المؤامرة .. والضعف يبعث على العدوان .. والتفكيك والانقسام والتشرذم هى معاول الهدم .. التى نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقـيق أطماعهـا.
السيدات والسادة،
إننى منذ أن بدأت ممارسة حياتى العملية والمهنية .. كنت أراقب مقدمات ما يجرى فى منطقتنا .. وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية.
وفى مرحلة معينة .. كنت قد توقعت مبكرا وأدركت أن مصر هى الهدف الرئيسى .. والجائزة الكبرى .. لمن أراد بهـذه الأمـة شـرا.
وحين تنهض مصر وتستقر .. تنهض الأمة العربية بأسرها وتستقؤ .. وتتوارى الدول من حولها إن هي توارت .. غير أن وعى هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده .. وكانت إرادة اللـه داعمة لمصر وللمصريين .. وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التى تجلى بنوره عليها.
أبناء مصر الكرام ..
كنت أظن .. وليس كل الظن إثم .. أن نهاية مسيرتى المهنية لخدمة الوطن .. هى حين كنت وسط ممثلى فئات وطوائف المجتمع المصرى .. فى الثالث من يوليو عام 2013 منحازا .. ومعى رجال القوات المسلحة لإرادة شعبنا العظيم.
وكنت أعتبر أن قمة طموحى قد وصلت إليها .. حين توليت قيادة الجيش المصرى العريق.
وأشهد الله سبحانه وتعالى .. أننى ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة .. ولا متطلعا لأى مهام أخرى بعد انتهاء مهمتى فى قيادة الجيش المصرى .. الذى أفخر بالانتماء إليه .. وأعتز بدوره الوطنى .. ولكننى لم أتردد أمام تكليفكم لى بالترشح لرئاسة الجمهورية .. وتوليت الأمانة .. وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن .. وحمايـة أمـة.
ومنذ اللحظة الأولى .. اخترت الصراحة طريقا .. فصارحتكم بحجم التحديات والمخاطر .. وحقائق الأوضاع .. على الأصعدة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وقلت لكم بكل وضوح .. إن إعادة بناء الدولة المصرية .. وإحداث تغير حقيقى فى حياة المصريين وأبنائهم .. يستلزم منا جميعا العمل الشاق .. والتضحيات الجسام .. والإخلاص والتجرد .. حتى نصل جميعا إلى الهدف المنشود.
وقد أبلغتكم فى غير ذات مرة .. إننى بمفردى لا أستطيع أن أحقق شيئا .. لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات .. وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها .. وتاريخا تفخر به الأجيال المقبلة .. وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن .. والاصطفاف مـن أجلـه.
شعب مصر العظيم،
منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطنى معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 .. كانت الرؤية واضحة فى ذهنى .. ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم .. وكان اختيارى واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات .. وأواجه التحديات .. فى مسارات متوازية .. من أجل إيجاد حلول حقيقية .. لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدى إلى مزيد من التفاقم بعد حين.
وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطنى فى هذه الرؤية .. قائمة على أهداف أربعة، هـى:
أولا: توفير فرص عمل لملايين الشباب المصرى .. لتقليل نسب البطالة .. واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل .. ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات فى البلدان العربية .. وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومى .. وكان فى مقدمة ما حرصنا عليه فى هذه المشروعات .. هو الاعتماد على الخامات والأيادى المصرية .. والشركات الوطنية.
ثانيـا: تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم .. كساحة عمل وبناء فى كافة المجالات .. وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار .. حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التى تليق بها ..وهو الأمر الذى تحقق بالفعل.
ثالثـا: إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعى .. من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعى دولى متقدم .. من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز .. عبر إقامة شبكة طرق هائلة .. وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس .. وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية .. ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى .. ومطارات حديثة .. وموانئ متطورة .. ومناطق صناعية متخصصة .. مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية .. وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
رابعـا: تحصين الدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر .. وتعزيز عناصر القوى الشاملة للدولة .. ولاسيما القدرات العسكرية .. من أجل الحفاظ على الأمن القومى .. وحدود الدولة .. وتأمين السلام .. والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته.
وعلى مدار فترة مسئوليتى حققنا طفرة غير مسبوقة فى مؤشرات التنمية الاقتصادية ... أوجزهـا فيمـا يلـى:
أولا: إرتفاع الإحتياطى النقدى إلى حوالى 37 مليار دولار .. بعد أن كان 16 مليار دولار فى 2014.
ثانيـا: انخفاض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين .. بمقدار 20 مليار دولار .. منهم 4 مليار دولار زيادة في الصادرات المصرية للخارج .. بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثـا: كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4% إلى 11.9% ويأتي ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل.
رابعـا: انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالى .. ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%
خامسـا: تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلى الإجمالى .. من 16.7% عام 2013 .. إلى 10.9% عام 2017.
سادسـا: ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالى 2016/2017.
وقد بلغ إجمالى حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو تقريباً 400 مليار جنيه .. في مشروعات الإسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحى والتنمية العمرانية.
وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين .. شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الإجتماعى .. تستهدف فئات الشباب .. وكذلك القضاء على العشوائيات .. حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية.. لتوفير مسكن ملائم لقاطنى المناطق العشوائية والخطرة .. كما تم تنفيذ 245 ألف وحدة إسكان اجتماعي للمواطنين .. بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه .. وجارى تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
ولتعظيم أحوال الدولة ... وتحسين البنية التحتية والاستثمارية ... وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع .. تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكة الطرق القومية .. حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق .. حوالى 7000 كم بتكلفة إجمالية تخطت الـ85 مليار جنيه.
وعلى مسار موازى ... كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014 .. وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربية .. في مقدمة أولويات الدولة .. حيث تم إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018 .. تكافئ حوالى 12 ضعف قدرة السد العالى.
ولتوفير إحتياجات الدولة من الوقود .. سواء لإستخدام المواطنين أو للإستخدامات الصناعية والإستثمارية .. فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول .. من خلال توقيع 62 إتفاقية بحث وإستكشاف .. حيث تضاعفت الاحتياطيات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعى 8 أضعاف عن مثيلاتها .. خلال الفترة من 2010 إلى 2014 .. لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع .. وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعى .. بإجمالى استثمارات بلغ 12.6 مليار دولار .. ليصل إنتاجها إلى 5 مليون قدم مربع في اليوم .. بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.
الإخوة والأخوات،
لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل فى إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته .. بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد.
لقد استشرفنا متطلبات الغد بالموائمة مع ضرورات اليوم .. وكانت رؤية مصر 2030 هى الرؤية الوطنية .. التى تشمل كل مجالات العمل الوطنى .. وانطلقنا فى تنفيذها بعزم وإصرار .. ليأتى الجيل التالى الذى سيحمل مسئولية البلاد .. ويستكمل خطواتها ومراحلها .. ويرفع بناء مصرنا الجديدة.
وقد ارتكزت هذا الرؤية .. على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر .. لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية .. والتى تمثل تحديا كبيرا .. فقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق مائة مليون نسمة .. ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليون نسمة فى عام 2030 .. ولذلك فقد كان من الحتمى أن نبدأ على الفور فى بناء عدد من المدن الجديدة المتطورة .. تواكب متطلبات الحياة والتقدم فى عصر جديد.
وانطلقنا وفق خطة مدروسة ومرسومة .. نقيم العاصمة الجديدة و13 مدينة أخرى .. فى شمال الدلتا .. وشرق القناة بسيناء .. والساحل الشمالى .. وفى صعيد مصر ..توفر المسكن اللائق .. وفرص العمل الواسعة .. والمرافق والخدمات المتطورة .. لعشرات الملايين من المصريين ..خلال السنوات المقبلة.
وجنبا إلى جنب .. مع بناء المدن الجديدة .. شرعنا فى إقامة مشروع عملاق ..
هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان .. فى إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان .. وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التى امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ .. إضافة إلى مشروع آخر لإنشاء مائة ألف صوبة زراعية تعادل فى إنتاجها مليون فدان.
ومع كل ذلك .. شرعنا فى إقامة مشروعات كبرى للاستزراع السمكى .. بشمال الدلتا .. وشرق القناة .. بجانب مشروعات ضخمة لمزارع الإنتاج الحيوانى والداجنى.
وغايتنا من كل ذلك .. هى توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين والقادمين الجدد من المواليد .. فى بلد يعتمد على الاستيراد فى جانب كبير من غذائه .. كذلك زيادة المعروض من المحاصيل والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك ..للحد من أسعارها بل وتخفيضها .. بجانب توفير الملايين من فرص العمل فى التجمعات الزراعية الصناعية .. التى نقيمها حول مشروعات الاستصلاح والاستزراع السمكى والثروة الحيوانية.
فى ذات الوقت .. أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة .. وقطعنا خطوات واسعة فى إنشاء مدن صناعية متخصصة .. كمدينة الجلود بالروبيكى .. ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما.
كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة
لا تتجاوز 5% .. لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة ..
تفتح لهم مصادر الرزق .. وتوفر لغيرهم فرص عمـل واسعـة.
الإخـوة والأخـوات،
لقد أنجزنا خلال أقل من 4 سنوات .. ونكاد ننتهى .. من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على أرض مصر .. بمعدل 3 مشروعات فى اليوم الواحد .. وهو رقم قياسى غير مسبوق لأى دولة ناهضة .. وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .. وكان لهذه المشروعات الأثر الأكبر فى اختفاء ظاهرة قوارب الموت .. التى كانت تحصد حياة المئات من زهرة شبابنا غرقا .. فى رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
ولقد كانت باكورة هذه المشروعات القومية .. وفى القلب منها .. مشروع ازدواج قناة السويس وأنفاقها الأربعة الجديدة .. الذى أبهر العالم مرتين:
الأولى: حين احتشد المصريون فى 8 أيام .. يكتتبون بمبلغ 64 مليار جنيه .. لهذا المشروع العملاق.
والثانية: حين استطاع أبناء الشعب .. بسواعدهم الفتية .. الانتهاء من شق القناة الجديدة .. وافتتاحها لخدمة الملاحة الدولية .. خلال 12 شهرا فقط .. وهو زمن قياسى غير مسبوق يستعصى على غير المصريين.
وكان هذا الإنجاز .. هو الأساس لمشروع آخر عملاق .. بتدشين محور تنمية إقليم القناة .. الذى يعد الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط .. للصناعات المتطورة والخدمات اللوجيستية .. ويشكل استثمارا هائلا لعبقرية الموقع والمكان .. وقدرات البشر .. فى ارتياد آفاق التقدم المنشود لهذا الوطن.
ولقد كان إيمانى وثقتى في الشباب المصرى ... بلا حدود ... حيث أعطيتهم الرقم الأهم فى قائمة أولويات الدولة .. وراعيت إحتياجاتهم على كافة المستويات .. وكان إنطلاق المؤتمرات الوطنية للشباب في نهاية عام الشباب 2016 .. بمثابة نقطة تحول في شكل علاقة الدولة بشبابها .. حيث أصبح التواصل مباشرا ... والحوار بناء ... والنتائج عظيمة .. فقد حققت هذه المؤتمرات عدة مخرجات وتوصيات .. تم تنفيذها بكل إصرار وإرادة .. ولعل من أبرزها هو الإفراج عن مجموعات من الشباب المحبوسين .. والصادر بحقهم أحكام نهائية .. وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب .. وإنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد.
كما عملت الدولة على توفير متنفس للشباب لممارسة الأنشطة الرياضية والفنية .. من خلال تنفيذ خطة شاملة .. لتطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية .. وكذا إنشاء عدد من المدن الرياضية الشاملة .
وليقينى بضرورة تدريب وتأهيل الشباب ... فقد تم إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة .. وبرنامج تدريب وتأهيل القيادات المتوسطة بالجهاز الإدارى للدولة .. وهما البرنامجان اللذان أصبحا نواة لإطلاق الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب .. ذلك المشروع الطموح الذى نستهدف به إنشاء قاعدة شبابية وطنية مؤهلة .. بالتوأمة مع كبرى الأكاديميات المماثلة حول العالـم .. في كافة المجالات والقطاعات طبقا لأحدث الأنظمة العالمية.
وكذلك، فقد كانت المرأة المصرية ... ضمير الأمة النابض ... محل الاهتمام والرعاية .. وذلك حقها الأصيل دون شك .. بعد أن تصدرت عظيمات مصر مقدمة صفوف المواجهة .. وتحملن المسئولية الوطنية بجسارة وإقدام .. سيظل محل إعتزاز وتقدير الوطن كله.
رى الآن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان تصل إلى 15% لأول مرة في تاريخ مصر .. ووصل عدد تمثيلها في الحكومة إلـى 20%.
وتقدمت الحكومة بعدد من مشروعات القوانين إلى مجلس النواب .. والتي تحمى حقوق المرأة .. وتصون كرامتها .. وتم بالفعل إقرارها .. وتم إطلاق مشروع تنمية المرأة الريفية ومحدودة الدخل .. ومشروعات الأسر المنتجة .. وتنمية كوادر الرائدات المجتمعيات والقيادات النسائية.
السيدات والسادة،
شعب مصر العظيم،
إن العقول هي قاطرة الأمم .. والإستثمار في العنصر البشرى هو الإستثمار الحقيقى .. فقد إحتلت مجالات التعليم والبحث العلمى والثقافة .. ترتيبا متقدما فى أجندة العمل الوطنى .. حيث زادت عدد الفصول والمعامل بأكثر من 41 ألف فصل و 5 آلاف معمل .. في مراحل التعليم الأساسى المختلفة.
ولأن المعلم هو الركن الأساسى والعنصر الأهم في تطوير منظومة التعليم .. فقد حرصنا على إطلاق برنامج "المعلمون أولا" .. الذى يهدف إلى تأهيل المعلمين على أحدث الطرق والوسائل .. وقد تخرج بالفعل 10 آلاف معلم كدفعة أولى من هذا البرنامج .. كما قامت الحكومة بتوفير الشريحة الثالثة من كادر المعلم .. والتي تقدر بـ 125% من الراتب الأساسى.
وأنطلق كذلك "بنك المعرفة المصرى" والذى يعد أكبر مكتبة رقمية .. تضم أهم وأبرز الدوريات العلمية والكتب والبحوث والمقالات على مستوى العالم .. وتتاح خدماته لكافة المواطنين مجاناً .. ولاسيما الشباب والباحثين.
كما تم إنشاء 9 جامعات حكومية وخاصة جديدة خلال الفترة من 2014 وحتى الآن .. وإرتفع عدد الكليات من 392 إلى 450 كلية .. وإرتفع عدد المستشفيات الجامعية من 88 إلى 109 مستشفى بنسبة بلغـت 23% .
ولأن البحث العلمى هو أحد أهم ركائز عملية التنمية .. فقد كان لزاما علينا أن نسعى لتطويره ودعمه .. حيث إرتفعت أعداد المشروعات البحثية بنسبة بلغت 232% .. وشهدت أعداد الأبحاث العلمية المنشورة دوليا إرتفاعا بنسبة زيادة بلغت 29% ..
وازداد عدد المبعوثين في الخارج بنسبة 72% .. وبتكلفـة قدرهـا 700 مليون جنيه.
شعب مصر العظيم،
أقسمت أمامكم منذ نحو 42 شهرا مضت .. على أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة .. والتزمت معكم بصراحة القول وصدق الحديث.
لم أخف عليكم صعوبة الأوضاع الاقتصادية .. التى كانت تهدد حاضر البلاد .. ومستقبل الأجيال القادمة.
كاشفتكم بأن الإصلاح الاقتصادى خطوة تأخرت 40 عاما .. وظلت تتأجل وترجأ حتى كادت البلاد تسقط فى هاوية انهيار اقتصادى.
وقلت لكم: إن الإصلاح ضرورة حتمية من أجل الإنقاذ .. وأن إجراءاته الاضطرارية .. هى علاج لا غنى عنه .. لتجنب مصير لا يمكن الفكاك منه .. يتهدد البلاد والشعب .. بأكثر مما تتهددها أى مخاطر أخرى.
فبدون الإصلاح .. لن يكون بمقدور الدولة فى المستقبل القريب .. الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات .. ولن تستطيع الإنفاق على الخدمات العامة .. كالصحة والتعليم .. أو المرافق كالإسكان ومياه الشرب والصرف الصحى .. فى ظل عجز متزايد فى الموازنة العامة .. يؤدى إلى تفاقم الدين العام .. وعدم القدرة على سداد أقساط الديون .. ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإفلاس.
لم أتردد فى اتخاذ قرار الإصلاح .. برغم كل التقديرات التى كانت تنصح بإرجاء القرار إلى مرحلة مقبلة .. أو إلى عهد رئيس جديد .. حفاظا على شعبية اكتسبتها فى الشارع المصرى.
اتخذت القرار .. لأننى لست ممن يقايضون مستقبل شعب بمصلحة شخص.
ولست ممن يرضون على أنفسهم .. ولا على وطنيتهم ولا على دينهم ..
خداع الجماهير من أجل نيل صيحات هتاف لفرد على حساب غد أفضل لأمة.
أقدمت على القرار .. من أجل هذا الشعب العظيم .. ومن أجل أبنائنا وأحفادنا.
واخترت له التوقيت الأنسب .. بعد أن تهيأت الأوضاع الملائمة والظروف المواتية.
وكنت أراهن فى تقبل القرار على وعى الجماهير المصرية .. وعلى إدراكها لمصلحة بلدها .. وعلى ثقتها فى صدق وإخلاص قيادتها.
ولقد حرصت على أن تصاحب خطوات الإصلاح وترافقها .. حزمة من الإجراءات الحمائية غير المسبوقة .. للتخفيف عن الأسرة المصرية بأقصى ما يمكن أن تتحمله الموازنة العامة للبلاد.
قمنا بزيادة الأجور فى يوليو الماضى بعلاوة خاصة وعلاوة غلاء بجانب العلاوة الدورية .. تكلفت 14 مليار جنيه .. لتزيد مخصصات الأجور فى الموازنة العامة .. من 80 مليار جنيه عام 2011 إلى 230 مليار جنيه هذا العام .. بنسبة تقترب من 300%.
قمنا بزيادة المعاشات بنسبة 15% .. ليصل الحد الأدنى إلى 630 جنيها ابتداء من يوليو الماضى .. وكنا قد زدنا الحد الأدنى فى العام الماضى من 375 جنيها إلى 500 جنيه.
أما عن معاش تكافل وكرامة .. فقد تمت زيادة الحد الأدنى للمعاش فى بداية
العام المالى الحالى بنسبة 30% .. ليصل إلى 450 جنيها للمسن أو المعاق .. وليتراوح بين 350 جنيها و 600 جنيه للمرأة التى تعول أطفالا منتظمين فى الدراسة ..
حسب عدد الأطفال والمراحل الدراسية .. وتم ضم الأطفال الأيتام إلى هذا المعاش .. وارتفع عدد المستفيدين منه أبناء أكثر من 2.5 مليون أسرة مصرية بسيطة .. بجانب مليون و 750 ألفا من المستفيدين بمعاش الضمان الاجتماعى.
وارتفع إجمالى مخصصات المعاشات الضمانية من 6 مليارات جنيه منذ 3 سنوات .. إلى 17 مليارا و 250 مليون جنيه .. لتغطى 10% من أبناء مصر فى الأسر
الأكثر احتياجا.
فى نفس الوقت .. زدنا مخصصات التموين للفرد فى الأسرة المستفيدة .. ابتداء من يوليو الماضى .. ليرتفع نصيب الفرد من 21 جنيها إلى 50 جنيها .. وكان المخصص للفرد منذ 4 سنوات لا يتجاوز 15 جنيها.
ومنذ بداية العام المالى الحالى .. تم رفع حد الإعفاء الضريبى إلى 7200 جنيه سنويا .. وهو ما يعنى زيادة أخرى فى دخل الفرد.
كما قمنا بتدشين مشروع وطنى طموح .. لتحسين حياة المصريين .. نجح فى الوصول بمياه الشرب النقية إلى 96% من الأسر المصرية فى كل أرجاء البلاد.
وتم مد خدمة الصرف الصحى .. لتغطى 16% من القرى المصرية .. بعد أن كانت النسبة لا تتعدى 10% منذ 42 شهرا .. وذلك فى إطار خطة تستهدف الوصول بهذه الخدمة إلى 40% من قرى مصر.
وكان فى صدارة ما حرصت عليه منذ توليت منصبى .. القضاء على آفة .. تهدد حياة أبناء الشعب .. وتدمر صحة الملايين من زهرة شبابه .. هى وبـاء (فـيروس سـى).
وبفضل الله نجحنا .. بعد ملحمة جهد وعطاء رائعة .. فى حصار هذا الوباء .. وتم تقديم العلاج إلى 1.4 مليون مريض .. بتكلفة 3.7 مليار جنيه .. والوصول بنسبة الشفاء إلى 97% .. مع القضاء على قوائم انتظار المرضى لتلقى العلاج ابتداء من منتصف 2016.
واستكمالا لهذه الملحمة ... تم إجراء مسح طبى لنحو خمسة ملايين مواطن .. وتقديم العلاج الطبي اللازم للمرضى منهم .. ضمن خطة تستهدف الوصول إلى 50 مليون مصرى بحلول العام 2020 .. والذى نأمل أن تصبح مصر في نهايته خالية تماما من هذا الوباء.
الإخـوة والأخـوات،
برغم كل تلك الجهود وغيرها .. فإننى ألمس ما تعانية الطبقات البسيطة والمتوسطة من أعباء معيشية .. وأؤكد أننى لن أدخر جهدا فى بذل كل ما هو مستطاع .. للتخفيف عنهم ورفع مستوى معيشتهم.
إن عملية الإصلاح .. التى قطعنا فيها شوطا كبيرا .. بدأت تتفتح بشائرها وتلوح نتائجها .. من خلال مؤشرات اقتصادية طيبة وتقارير إيجابية للمؤسسات الدولية .. تظهر انخفاض نسبة البطالة ومعدلات التضخم .. ويؤكد ارتفاع معدل النمو إلى حدود 5% بحلول نهاية العام المالى الحالي.
الإخـوة والأخـوات،
أبناء شعب مصر العظيم،
منذ قرابة 4 سنوات .. كانت مصر منشغلة بهمومها .. وأوضاعها الداخلية عن أمتها العربية .. كانت منعزلة عن قارتها الأفريقية .. وكانت عضويتها مجمدة فى الاتحاد الأفريقى الذى شاركت فى تأسيسه .. كانت مكانتها قد تراجعت فى عالمها .. وكانت تعانى من عزلة دولية .. فرضت عليها فى أعقاب ثورة يونيو.
والآن .. استردت مصر مكانتها وتأثيرها فى محيطها العربى والأفريقى.
عادت مصر من جديد .. قلبا نابضا لأمتها العربية .. ومدافعا صلبا عن حقوقها .. التى لا تنازل عنها ولا مساومة ولا تفريط.
عادت مصر تجاهد بدأب .. وتكافح بإخلاص فى سبيل الحفاظ على وحدة أراضى الدول العربية الشقيقة .. ومعاونتها فى الخروج من أزماتها .. التى عصفت بأمنها واستقرارها .. وتحقيق المصالحة الوطنية بين مكوناتها .. لكى تستعيد هذه الدول الشقيقة دورها المنشود.
استعادت مصر مكانتها فى عالمها .. ومدت جسور التعاون مع القوى الفاعلة والكبرى .. من أقصى العالم إلى أقصاه فى علاقات متوازنة .. تقوم على الحوار والتشاور .. وتتأسس على الاحترام المتبادل .. والمصلحة المشتركة.
والآن .. أقول بكل اعتزاز: إن كلمة مصر صارت مسموعة فى كل المحافل .. وصارت مواقفها المبدئية .. الشجاعة والصادقة .. محل احترام وتقدير الجميع.
أقول بكل فخر: إن هامة مصر عالية .. ورايتها خفاقة .. وكرامتها مصانة.
أقول: إن قرارانا الوطنى ظل فى كل الظروف مستقلا .. ينبع من إرادة هذا الشعب .. ويتوخى صالح هذا الوطن .. ويرعى مصالح هذه الأمة.
الإخـوة والأخـوات،
إننى لا أسعى من وراء جلسات المكاشفة والمصارحة .. التى سنعقدها على مدار اليومين القادمين .. مجرد تقديم كشف حساب لرئيس تنتهى مدة رئاسته .. إنما هدفى هو عرض صورة لما تحقق على أرض هذا الوطن .. بجهد وعرق وتضحيات هذا الشعب العظيم .. على مدى قرابة 4 سنوات.
ولقد حرصت على إعلان كل الحقائق والبيانات والأرقام للشعب .. برغم أن الإفصاح عن بعضها قد لا يكون مناسبا .. من منظور اعتبارات الأمن القومى .. غير أن إيمانى راسخ .. لا يتزعزع .. بأن وعى الشعب بما جرى ويجرى على أرض بلاده .. وإدراكه لكل الجوانب والأبعاد .. هو أقوى ركائز الأمن القومى وأهم دعائمه.
إننى أدعوكم لأن نستمع معا .. فى جلسات صدق ومصارحة مصرية ..
إلى قصة وطن يتحدث عن نفسه .. وإلى حكاية شعب .. أراد الحياة .. فاستجاب له القدر.
تحـيا مصـر .. تحـيا مصـر .. تحـيا مصـر