الأقباط متحدون - «اغتصاب الأطفال»: الفتوى ثم الكفن!
  • ١٨:١٩
  • الاربعاء , ١٧ يناير ٢٠١٨
English version

«اغتصاب الأطفال»: الفتوى ثم الكفن!

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٠٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٧ يناير ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

كيف تمتد اليد الآثمة بوحشية إلى جسد طفلة، تفترسه بحثا عن «لذة ما»، تنهش اللحم الرقيق لتطفئ شهوة محرمة، أحدثكم عن الطفلة «زينب أنصاري»، ذات السبع سنوات، والتى ذهبت لتتلقى دروسا في القرآن في منزل مجاور لبيتها، (في إقليم البنجاب الباكستاني)، بينما كان والداها يؤديان العمرة في السعودية.. ثم اختفت!.

وبعد عدة أيام تم العثورعلى جثة «زينب»، في صندوق قمامة، بعدما تعرضت للاغتصاب من وحش بشرى، لم يرحم طفولتها ولم ينصت لصرخاتها، وانتهك البراءة كلها ممثلة في جسدها الذي لم تتفتح أنوثته بعد!.

بل ربما حرضته «الطفولة» على تكرار جريمته البشعة لحوالى ثمانى مرات، فقد قال المفتش العام لشرطة ولاية البنجاب، «عارف نواز خان»، لقناة «جيو نيوز» الباكستانية: (من الواضح للغاية بعد اختبارات الحمض النووي، أن القاتل في الجرائم السبع الماضية، والجريمة الثامنة «قتل زينب»، هو شخص واحد نفذ تلك الجرائم البشعة)، والذى ربما تصل إليه الشرطة في خلال نشر هذا المقال، إنه مرض (بيدوفيليا أو الاشتهاء والوَلَعُ بالأطفال ( باللاتينية: ‏Pedophilia) ‏)، وهو مصطلح علمى يصف شذوذا مرضيا يؤدى إلى الاعتداء الجنسى الإجرامى من قبل بعض البالغين على الأطفال الأبرياء لكنه لا يبرره!.

قد لا تتخيل ـ مثلى- أن هناك ما يثير في غلام أو طفلة بريئة، أو تتصور أن «البيدوفليا» تعنى البراءة من الدم المراق باسم الشهوة، والشرف المقتول بخنجر الاغتصاب، والفقد الممزوج بوحشية القتل الممنهج.. لكن هناك «ثقافة سلفية» تبرر تلك الهمجية الجنسية وتشرعنها.. كما حدث في مصر للطفلة «جانا» حين كان عمرها عشرين شهرا، ولم تعرف خلالها إلا رائحة أمها وصوت دقات قلبها.. حين جاء «الذئب» يتخفى في ثياب الجدة العجوز، وقت صلاة الجمعة، ومد إصبعه بكل سادية ليسرق من لحمها النيء (عرض والدها).. لأن لدينا رجل مثل «أبوإسحق الحوينى» اجتزأ من القرآن الكريم آية تبرر الزواج بطفلة في الثالثة من عمرها!.. ورجل آخر هو «ياسر برهامى» يستفز الشباب ويحرضهم ليل نهار بالحديث عن «مفاخذة الطفلة» أو وطئها حتى تبلغ.. ولا أحد يهتم بمحاسبتهم أو إخراسهم ومحاكمتهم!!.

في باكستان، وهى دولة إسلامية، خرجت المظاهرات في كل مكان تطالب بالقصاص للطفلة «زينب»، وذكرت الشرطة أن المتظاهرين الغاضبين هاجموا مركزا للشرطة ومبنى حكومى قريب في مقاطعة البنجاب الشرقية، مما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد غير محدود.. واستطاعت أجهزة الشرطة تحديد ملامح المغتصب والقاتل وأصدرت منشور بالرسم التقريبي لملامح الرجل المجهول.

أما رجل الدين «طاهر القادرى»، الذي شارك في جنازة «الأنصارى»، فطالب بحل الحكومة المحلية قائلا إنه: «لم يعد لديهم الحق في البقاء في السلطة بعد مقتل زينب الأنصارى».. وفى خطاب ألقاه أمام الآلاف من المشيعين لجثمان الطفلة، اتهم رئيس وزراء البنجاب، «شهباز شريف»، بالفشل في «حماية أرواح وشرف الفتيات الأبرياء» في المقاطعة.. وأنذره بالتنازل عن منصبه!.

كانت مواقع التواصل الاجتماعى تلتهب بمقاطع الفيديو التي تصور استدراج «زينب» قبل اغتصابها، والغريب أنها كانت تسير مع الخاطف بدون أي عنف أو صراخ، ما دعا البعض إلى تفسير أن القاتل أحد معارفها أو من المقربين لوالديها!.

وكانت وسائل الإعلام محتقنة أيضا، فظهرت المذيعة «كيران ناز» على شاشة تلفزيون «سماء»، وهى فضائية باكستانية إخبارية، وكانت تضع طفلتها الصغيرة على حجرها أمام المشاهدين.

وقالت المذيعة: «نمر بوقت عصيب، تسقط شهيدة، ولا يهتم أحد، من الذي مات، ولماذا مات؟ لا نجد أي إجابة!».. وتابعت: «كلما كان الكفن صغيرا، كان ثقيلا».

وواصلت المذيعة بحزن: «نريد أن نوقن أن هذا لن يتكرر ثانية.. ما حدث ليس جريمة قتل طفلة صغيرة، هي جريمة قتل لمجتمع بأسره.. نحن لا نشاهد جنازة زينب، بل جنازة الإنسانية».

حاول رئيس وزراء البنجاب، «شهباز شريف»، احتواء الموقف بزيارة سريعة إلى أسرة الفتاة - الضحية فور وقوع الجريمة، ليمنع المعارضة من الاستغلال السياسي للجريمة.. وتعهَّد شهباز «بمبلغ 10 ملايين روبية (157 ألف دولار أمريكي) لمَن يُدلي بأي معلوماتٍ حول المُختطِف».. لكن أمام غضب الأب وثورة نساء الإقليم، لم تفلح السياسة في محو آثار الدم!.

في باكستان، تخرج المظاهرات ويطالب رجل الدين بإقالة الحكومة، وتنتفض مواقع التواصل الاجتماعى ويثور الإعلام.. من أجل «شرف طفلة».. يقف المجتمع على أطراف أصابعه ترقبا للوصول للجانى ومطالبا بالثأر والعدالة.. أما عندنا (فى مصر المحروسة): فالتحريض على التحرش بالنساء واغتصابهن واجب وطنى، وفتاوى تبرير الشذوذ الجنسى تنشر «السعار» عبر وسائل الإعلام.. والجناة يفترسون المجتمع بالفتاوى المضللة حول استحلال «لحم الأطفال» وكذلك الزوجة المتوفاه والبهيمة.. ولا أحد منا يفكر في الصلاة أو الوقوف دقيقة حدادا في «جنازة الإنسانية»!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع