2018 شهداء وجرحي ومشاريع شهداء
سليمان شفيق
٢٤:
٠٨
ص +02:00 EET
الاثنين ١٥ يناير ٢٠١٨
سليمان شيفيق
لازلنا في يناير 2018 ، ومن منا لا يذكر ليلة رأس السنة ، الهواء قارص ، ولكن عادل أشرف بولس وشقيقه عادل، أمام محل الخمور الكائن بشارع "الدكتور" في العمرانية، وقتلا
اشرف وعادل خلصوا سهرة الكنيسة وجابوا ملابس لأطفالهم وهم بيمروا بالصدفة أمام محل الخمور الملاصق لمحلهما قطع غيار بيسلموا ع الناس ومعهم أطفالهم ..توقف توك توك وصرخ احدهم:
# هم دول المسيحيين الكفرة #
فالقى الشقيقين بانفسهم ع اطفالهم لحمايتهم فسكن الرصاص أجسادهم لتغرق ملابس أطفالهم الاربعة بدماء ابائهم واصغرهم طفله ٥ سنوات ..ليكون مشهد أخر لفداء الأب لأطفاله بعد مشهد ترمين ف خلوان التى وضعت جسدها كصد لرصاص للارهابى وحماية طفلتيهما.. مشاهد لن ينساها الأطفال بذكريات الدم.
مزاود وكنائس :
كان عيد الميلاد هذا العام بالنسبة لي مختلف ، نلت بركة حضور قداس العيد في كنيسة لمنزل صغير بدون أي تجهيزات أو كراسي وشعب سعيد وكأن المسيح ولد في مزود بعزبة الطوبجي مركز المنيا مع نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وابو قرقاص ،وابونا ثاوفيلس راعي الكنيسة ،عزبة منسية ،في كنيسة تسمي سمعان الخراز ،وكأننا في الكنيسة الأولي ، المصلين واقفين لا توجد تجهيزات ولا كراسي ووكأننا بالفعل في مكان أشبه بالمزود الذي المسيح ، ما ابعد المسافة بين المنيا وبيت لحم ، وما اقرب بركة الميلاد ، ولد في مكان فقير مثل ذلك المنزل البسيط ، وكان شهود ميلادة في بيت لحم الرعاة الفقراء ، وفي قرية الطوبجي المزارعين والرعاة الفقراء ايضا ، القرية تضم حوالي 400 مواطن مسيحي ، حضر منهم حوالي ثلثمائة ،في مساحة لاتزيد عن مائة وخمسين مترا ، الاطفال والنساء بالداخل ، والرجال والشباب واقفين خارج الكنيسة ، وحدهم حب الوطن ـ الكنيسة ، بدون ميكرفون كان المصلين داخل المنزل وخارجة يرددون في تناغم وانسجام ، هكذا وحدت الطقوس النفوس في تألف ومحبة واتضاع ، الأطفال يرددون خلف أمهاتهم ، تذكرت امهات الايمان اللاتي حفظن الايمان في ايام الاضطهاد الروماني والبيزنطي ، ثلاثة ساعات شعرت إنني منقاد بالروح من عالم قديم يسيطر علية شيطان الفخامة الي عالم جديد تظلل فية الروح علي الأنفس وتطل عيون الشهداء من خلف حلقات بخور تحمل عبيق وطنية كنيسة عتيدة تعمدت علي مر القرون بدماء الشهداء ، اتسعت عيون قلوب الاطفال وهم يسمعون لوعظة الانبا مكاريوس ، في بساطة انسابت كلماتة غذبة الي الجميع حمل اليهم تجسد الكلمة ومعني البشارة ، بحيث تماهت قلوب المصلين مع الوطن والكرازة ، الطقوس حملت صلاة من أجل الرئيس والنيل والزرع والجند والي قداسة البابا تواضروس الثاني ، انتهي القداس ورغم البرد الشديد والصقيع وقف الانبا مكاريوس في الشارع يوزع العيدية والهدايا علي الاطفال ويفتقد الارامل والمرضي، ودفء المحبة التي لا تسقدط ابدا وحدت قلوب أبناء القرية مسلمين ومسيحيين في تألف لايعلمه من يريدون شق وحدة الوطن .
علي بعد كيلومترات ،ووفق ما صرح مصدر من ايبارشية المنيا وابو قرقاص ،:( تم افتتاح كنيسة العذراء بقرية الشيخ علاء بمركز المنيا، في ليلة عيد الميلاد بعد جهد كبير مشكور من أجهزة الدولة، وحضر جميع افراد الشعب وكانت فرحة غامرة ليلة العيد، وتتم الان جميع اعمال التشطيبات المطلوبة في الكتيسة، كما أظهر اخوتنا المسلمون محبة وتعاوناً كبيراً وقدموا التهنئة لاقباط القرية، وقد تقدمت المطرانية بالشكر لاجهزة الدولة لما بذلوه من جهد لتهيئة الاجواء هناك.. )
تلك الكنيسة التي كانت مغلقة واحتمي بها ابونا موسي راعي الكنيسة ،شهرين تقريبا ولكن المسئولين ارادوا ان يبثوا دفء فرحة ليلة العيد للكنيسة من جديد.
وعلي بعد كيلومترات افتتحت كنيسة اخري كانت مغلقة وهي كنيسة الانبا كاراس بقرية منتوت بابوقرقاص ـ منتوت هي " ما ان تحوت مركز عبادة الاله تحوت في مصر في العصر الفرعوني ، ومن جاء اسم توت الشهر القبطي ـ ومن عمق التاريخ وفي ليلة عيد الميلاد ايضا فرح شعب تلك الكنيسة وراعيها القس بافلي مندي ، بأستقبال ميلاد المسيح في كنيستهم المتواضعة وتجمع مئات من المصلين فرحين مهللين شاكرين الله والوطن من أجل افتتاح كنيستهم .
ولم يمضي وقتا طويلا نحن بالامس 13 يناير ، ودعنا وداعا باسم حرز (٢٧ عاما) الشهيد رقم ١٧ من شهداء العريش منذ عام ٢٠١٣ وكانت عام ٢٠١٧ شهدت مقتل ٨ اقباط خلال شهر وهو ما تسبب فى ترك جنيع الاقباط لمنازلهم ف فبراير ٢٠١٧ لمخافظات مختلفه اكبرهم الاسماعيلية.
الشاب ده اسمه"باسم حرز" من اقباط العريش اللي تم تهجيرهم الي الاسماعيلية ، مثبوت انه من المهجرين في سجلات محافظة الاسماعيلية ومديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة .. بعد انتهاء الازمة "اعلاميا وتليفزيونيا" بإلقاء الآسر في غياهب النسيان "بمدينة المستقبل" وبعد "نقض ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية لكل وعوده لهم" اصبحوا بلا مصدر رزق سوي بعض المساعدات المادية والعينية من الكنيسة والتي لا تكفي احتياجاتهم أو جزء منها اضطر بعضهم للسفر للقاهرة ومنها للعودة للعريش لكسب لقمة عيشه والنتيجة استهدافه بشكل مباشر اليوم ليصبح شهيد جديد من شهداء الاقباط بالعريش.
ولازال السنكسار مفتوحا ..