هكذا تتعامل دار إيواء مصرية مع المشردين
أخبار مصرية | الحرة
السبت ١٣ يناير ٢٠١٨
في بنايتين بمدينة الزقازيق المصرية، يحاول محمود درج، الطالب بكلية الهندسة ومتطوعون آخرون منح الأمل لحوالي 130 مشردا ومشردة ضمن فريق "بسمة للإيواء".
مركز "بسمة للإيواء" في محافظة الشرقية الذي تأسس بمبادرة شبابية وبتمويل من الأهالي استطاع إعادة 40 مشردا إلى ذويهم، فيما يأوي 130 شخصا يتمتعون بإقامة دائمة، بانتظار تعرف أهلهم عليهم، حسبما قال درج لموقع قناة "الحرة".
وأضاف درج أن الدار التي قام بتأسيسها توفر رعاية دائمة لضيوفها وتنظم لهم رحلات أسبوعية إلى أماكن مختلفة بهدف الترفيه عنهم.
تقيم السيدات في مبنى مكون من ثلاثة طوابق، الأول والثاني مخصصان لمعيشتهن ومبيتهن ويوجد بهما شاشات تلفزيون. وفي الطابق الأرضي يوجد مكان شاسع يستطعن فيه القيام بالطبخ.
تستطيع النساء المشردات خلال إقامتهن هناك تعلم حرف بسيطة مثل الحياكة، ويمكنهن التريض من حين إلى آخر ومشاهدة زملائهن الرجال أثناء مشاركتهم في مباريات كرة القدم التي تنظمها الدار.
أما الرجال فيقيمون في دور كامل مكون من 14 غرفة، في كل واحدة منها خمسة أسرة، ويوجد في المكان حمام مشترك ومطبخ كبير.
وتحدث درج عن الظروف التي دفعت إلى إقامة هذه الدار، وقال إنه كان يؤمن بضرورة إعادة تأهيل المشردين ليصبحوا فاعلين في المجتمع وقادرين على الإنتاج.
وبمحض الصدفة، وبينما كان يقود سيارته في أحد شوارع الزقازيق، رأى مشردا يجلس على أحد الأرصفة. قام محمود، بمساعدة الجيران، بتوفير حمام ساخن له وبتغيير ملابسه وحلق شعره وإعادته إلى مكانه مرة أخرى، ثم نشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرف عليه أهله بعد غياب سبع سنوات.
بعد ذلك، قرر درج مساعدة المشردين بإنشاء دار إيواء لهم حتى يتعرف عليهم ذووهم.
يقول درج إن الدار تستجيب لأي بلاغ عن وجود مشرد، وترسل متطوعيها للتعامل المناسب مع الحالات.
إحدى نزيلات دار "بسمة" خلال رحلة ترفيهية - الصورة من صفحة الدار على فيسبوك
ويرى درج أن فكرة الإقامة الدائمة للمشردين تهدف إلى حمايتهم "فهم قد يخرجون من الدار ولا يعودون أبدا".
من بين الحالات التي تمكن فريق عمل الدار من مساعدتها، شخص ألماني من أصول مصرية، يدعى عبد الفتاح، اضطر للعودة إلى مصر بعد 30 عاما قضاها في الخارج، عقب خسارته ثروته وشركاته هناك، حسب روايته التي ينقلها عنه درج.
وبعد العودة إلى موطنه الأصلي، اكتشف عبد الفتاح سرقة ممتلكاته من قبل أفراد من عائلته، وبعد أن ضاقت الحياة به، أصبح الشارع مقر إقامته لمدة سبع سنوات كان يتجول خلالها بين المحافظات، ويقوم بتعليم اللغة الألمانية على الأرصفة.
حالة أخرى تمكنت الدار من مساعدتها هي لشخص يدعى جعفر زيدان مهنى، الذي جاء من أسيوط بجنوب مصر إلى القاهرة بهدف الحصول على مكافأة وعدته الحكومة بها، لكنه تعرض للنصب، فأصيب بصدمة عصبية، حسب رواية درج، ثم انتقل ليقيم في شوارع محافظة الشرقية لمدة 20 عاما، حتى تعرف عليه أحد أفراد عائلته وقام بتسلمه بعد هذا الغياب الطويل.
يقول درج إن البنايتين الحاليتين مستأجرتان، ويأمل في الحصول على قطعة أرض لتوفير مكان أكبر لإيواء الباحثين عن مأوى.
الرصيد البنكي للدار، المسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي، لا يتجاوز 150 ألف جنيه (حوالي تسعة آلاف دولار)، جمعت من تبرعات الأهالي.
أما الحكومة، فالدعم الذي تقدمه للدار، حسب درج، هو دعم فني وإداري فقط، مثل ضمان توفير وسائل السلامة والأمان في المكان.
يأمل درج السفر إلى الخارج للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في التعامل مع المشردين وتطبيقها في مصر.
ويأمل القضاء على التشرد في مصر لكي تصبح بلدا "بلا مشردين".