الأقباط متحدون - بنى وطنى.. آن الأوان أن نفيق!
  • ١٧:١٨
  • السبت , ١٣ يناير ٢٠١٨
English version

بنى وطنى.. آن الأوان أن نفيق!

مقالات مختارة | بقلم وسيم السيسي

٠٧: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٣ يناير ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

كل قانون سماوى أو وضعى له أنياب ومخالب، الأول جنة أو نار، الثانى حرية أو سجن أو إعدام، بهذا انتقل الإنسان من فوق الأشجار صباحاً، داخل الكهوف ليلاً، إلى إنسان راق كما نراه الآن. من القانون يتولد السلوك القويم، ومن السلوك تأتى الأخلاق والفارق بين الاثنين أن السلوك أمام الناس، أما الأخلاق فهى بينك وبين ضميرك بعيداً عن الناس، من القانون تأتى «أ»: العدالة بين الحاكم والمحكوم. «ب»: العدالة الاجتماعية فالكل أمام القانون سواء بسواء بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو القرب من الحاكم بالدم أو العمل أو القوة المالية غنيا كان أم فقيراً.

وصل جونار ميردال فى كتابه «الدراما الأسيوية» فصل «الدول الرخوة The Sofates» أن العامل المشترك فى هذه الدول الفاشلة هو: غياب سيادة القانون.

يحدثنا بريستد فى كتابه «فجر الضمير» كيف كانت العدالة الاجتماعية وراء الحضارة المصرية القديمة وكيف كان خطاب العرش لكبير الوزراء: «اعلم أن احترام الناس لك لن يأتى إلا بالعدل، إياك أن تقرب إنساناً منك لأنه قريب منى أو تبعد إنساناً عنك لأنه بعيد عنى، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة وليس بسبب أى شىء آخر»! فهل وزراء مصر الآن والعهود السابقة بسبب الكفاءة أم أشياء أخرى؟

الطبيب يعالج أفرادا هم بضعة آلاف مهما كثروا، والوزير كل فى تخصصه زراعياً أو صناعياً أو.. إلخ ماليا يعالج ملايين، لماذا لا نشترط فى الوزير مؤهلات، خبرات، رؤى جمع رؤية Vision، ويتقدم لهذا المنصب من يتقدم، ولجنة علينا من أعضاء عدول «جمع عادل» تختار الأصلح لهذاالمنصب، على أن تكون أول صفة يتمتع بها الوزير القادم أن يكون مصلحاً بل أن يكون سياسياً، فالمصلح Reformer مع مصلحة الشعب قبل الكرسى، بينما السياسى مصلحته هو قبل شعبه.

أين هو وزير التربية والتعليم الذى يقرر رسالة الغفران لأبى البلاء تحقيق بنت الشاطئ أو دراسة الهيروغليقية حتى نقرأ ما تركه هنا الأجداد، أين هو وزير التعليم العالى الذى يأمر بضم كل كليات الأزهر ما عدا الكليات الدينية إلى المجلس الأعلى للجامعات! وتصبح كليات الأزهر معترفا بها عالمياً بدلاً من انتساب خريج الأزهر لجامعة قومية حتى يستطيع أن يكمل تعليمه فى الخارج!

قال الرئيس فى افتتاح الكاتدرائية بالعاصمة الإدارية: الشر مهما كان لا يقوى على الخير، هذا صحيح بدليل أن الأشرار يدعون الخير وهو ليس فيهم، وينكرون الشر وهم غارقون فيه.

كما قال الرئيس: قوتنا فى وحدتنا، لذا وجب الضرب بقبضة حديدية على رأس كل من يعمل على زرع الفتنة فى مصر، أنهم يعملون لحساب الصهيونية العالمية وبالتالى إسرائيل، لأن مصر هى العقدة الأزلية لليهود كما ذكرها سيجموند فرويد فى كتابه: موسى والتوحيد.

فرق كبير بين التكنولوجيا والحضارة، فالتكنولوجيا أو التقنية هى دراسة العلوم التطبيقية وممارستها، أما الحضارة فهى الأدب ورقة التعامل مع الإنسان الآخر، أمريكا قمة التكنولوجيا ولكنها قاع الحضارة الإنسانية، أقرأوا ما كتبته هيلين توماس عميدة مراسلى البيت الأبيض والتى عاصرت أهم رؤساء أمريكا قبل رحيلها منذ سنتين عن خمسة وتسعين عاماً، وهاجمت بوش فى حرب العراق حين قال: إنها حرب الله! قالت: بل حرب الشيطان، وقالت: اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا بل والبيت الأبيض، وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية، كانت آخر مقالة لها: أمريكا وإنجلترا هم صناع الجماعات الإرهابية، يريدون إزالة الدول العربية من الوجود!

بنى وطنى.. آن الأوان أن نفيق من غيبوبتنا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع