شخصيات مصرية لاتنسى... سينوت حنا الرجل الذى تلقى طعنة بدلا من مصطفى النحاس
سامح جميل
٠١:
٠٩
ص +02:00 EET
الثلاثاء ٩ يناير ٢٠١٨
سامح جميل
إن نسيج المجتمع المصرى كان واضح التماسك خلال ثورة ١٩١٩ حيث توحدت طوائف الأمة على اختلاف مشاربها حيث الإيمان الصادق بوحدة المصير..
إن نسيج المجتمع المصرى كان واضح التماسك خلال ثورة ١٩١٩ حيث توحدت طوائف الأمة على اختلاف مشاربها حيث الإيمان الصادق بوحدة المصير..
عندما قامت سلطات الاحتلال عام ١٩٢١ بنفى سعد زغلول ورفاقه الخمسة إلى سيشل كان بينهم سينوت حنا، ومكرم عبيد بالإضافة إلى مصطفى النحاس وفتح الله بركات وعاطف بركات..
ولد بمحافظة أسيوط عام 1874م ، وتوفي بالقاهرة متأثرا بجراحه التي أصابته يوم 8 يوليو بمدينة المنصورة ، عندما كان يركب في سيارة مع "مصطفى النحاس باشا" وكان يشعر في قرارة نفسه بأن خطة دنيئة دبرتها حكومة إسماعيل صدقي لإغتيال "النحاس باشا". ولمح سينوت أحد الجنود يسدد الحربة إلى صدر النحاس باشا فتصدى سينوت ليتلقى الطعنة القاتلة ، فإنغرست في كتفه وإنكسر النصل في لحمه وتدفقت دماؤه على ملابس النحاس باشا. وهاجت الجماهير العزلاء ، فإلتحمت بالجيش والبوليس.. وسقط أربعة من الأهالي وثلاثة من الجنود ، وجرح حوالي 150 من الجانبين. وتوفي سينوت حنا في منزله بالجيزة.
كان في البداية صديقا شخصيا لمصطفى كامل زعيم الحزب الوطني ، ووثيق الصلة بعضو اللجنة الإدارية للحزب الوطني "ويصا واصف". وفي الشهر الأخير من حياة "مصطفى كامل" عام 1908، كان ناظر المعارف "سعد زغلول" في جولته الشهيرة بالوجه القبلي لتفقد المعاهد العلمية ، وفي 18 يناير عام تناول سعد باشا طعام العشاء في منزل مدير أسيوط ، وحضر هذا العشاء "سينوت حنا" ووقف "سينوت حنا" ضد محاولة "أخنوخ فانوس" تشكيل حزب طائفي بإسم "الحزب المصري". وفي المؤتمر القبطي الذي عقد باسيوط في 6 مارس 1911 نسق سينوت حنا جهوده مع أخيه بشري حنا الذي إختير رئيسا للمؤتمر للحيلولة دون العناصر الجامحة ، وساعدهم في ذلك مطران أسيوط فرفعوا العلم المصري على المؤتمر ، وتصاعدت الدعوة للوحدة الوطنية ، وكان سينوت حنا أمين صندوق المؤتمر. وعام 1914 وقف سينوت حنا إلى جانب سعد زغلول في مواجهة عدلي يكن في الجمعية التشريعية. وفي 8 إبريل عام 1919م سافر سينوت حنا مع أعضاء الوفد إلى باريس وبقى إلى آخر يوم قرر فيه "الرئيس سعد" أن يبقى.
أما سينوت حنا (1874-1930) فهو أحد الشخصيات العظيمة الفريدة فى الحركة الوطنية المصرية . تردد المصريون على داره من جميع المدن المصرية للاطمئنان عليه..قبل وفاته وكان متجلداً يبتسم ويردد «الحمد لله إذ لم يصب الرئيس «النحاس» بسوء أن استشهاد سينوت حنا هو رمز للتضحية والتلاحم بين أبناء الشعب المصرى الواحد! نحن بحاجة الآن أن يعلم شبابنا الكثير عن الشخصيات المصرية التى كان لها دور بارز فى بعث الحس الوطنى، وتميزوا بالشهامة والتضحية والمروءة والنزاهة دون أن يكون لهم مطمع فى منصب أو نفوذ.. ما أكثرهم وما أعظمهم......!!