فى إحتفاليات الميلاد يجول يصنع شراً
مرقس كمال زاخر
السبت ٦ يناير ٢٠١٨
مرقس كمال
بالتجسد رسخ المسيح له المجد مفهوماً جديداً للإنسان كما يجب أن يكون فقد كان يجول يصنع خيراً حنوناً مترفقاً بالجميع تغلبه دموع وآهات المتألمين فيسرع لتلبيه كل أحتياجاتهم لا للقريبين منه فقط بل للكل حتى لمن كانوا يتربصون ويكمنون له راجين أن يصطادونه بكلمه فيسقطوه
بالتجسد أراد الله أن يمتعنا بالابوة التى منحها لنا مرة عند خلقته لنا وفقدناها عند السقوط وجُزنا فى بحر التية حتى ردنا مرة أخرى الى رتبتنا الاولى فإبن الله صار إنساناً ليصير الإنسان إبناً لله .
ربما تذكرت كل ذلك ليس فقط لأننا نحتفل هذه الأيام بذكرى تجسده وإنما لفت إنتباهى أن أحد هؤلاء الذين تجسد لأجلهم وتحنن عليهم كان يتمشى بأريحية شاهراً سِلاحه فى وجه كُلَ مَن يُقابل فى شوارع حلوان وتحديداً عند الكنيسة التى قصدها حيث إستطاع قَتل العشرات وإحزان الملايين ظناً منه أنه يرضى الله والذى بالكاد قُبِض عليه بسعىٍ من الأهالى العُزل فى مشهد مُحير يُسلط الضوء على إخفاق المعنيين بهذه المهمة .
نعم قارنت تِجواله فى الشوارع شراً بتجوال المسيح حباً وخيراً وإلتمست له الأعذار إذ هو فريسة لأفكار مشوهه وتصورات مغلوطة عن الله تربى عليها فبينما يُرسخ الخالق بخلقته للإنسان وتجسده لأجله مفاهيم الحياة يُرسخ أخرون اليوم مفاهيم الموت ويؤصِلونها بمزاعم دينية ملطخة بالدماء فيقدمون قرابين تُرضى إلهاً قابعاً فى أذهانهم المظلمة تم إستحضاره من عصور ما قبل معرفة الله والتواصل مع أنبيائه
وبينما يزعم البعض فى تبسيط مُخِل وربما تواطؤاً مع الأحداث وربما أيضاً رِضاً مختفياً لما يحدث أن تلك هى مجرد أحداث فردية نجد مؤسسات تدعم هذا الفكر تربوياً وتعليمياً وإعلامياً وتثقيفياً وأخرى تساهم فى نموه تراخياً وتهاوناً وربما تحالفاً سواء عمداً أم جهلاً فتبتعد بالإنسان عما هو مرجو من خلقته
وفى النهاية نرجو ممن تجسد لأجلنا أن ينير عقول وأفهام وقلوب الجميع ليستنيروا ويتجسد فيهم الحق فيجولون كخالقهم يصنعون خيراً