الأقباط متحدون - رسالة لشركاء الوطن
  • ٠٥:٠٤
  • الاربعاء , ٣ يناير ٢٠١٨
English version

رسالة لشركاء الوطن

أماني موسى

مساحة رأي

٢٠: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣ يناير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
بقلم – أماني موسى
عزيزي شريك الوطن.. هل تعلم كيف يحتفل المسيحي بالعيد في وطنه؟ هل تعلم ما هي إجراءات إتمام صلاته وسط جمع غفير من قوات الأمن والأسلحة
والتأمينات؟ 
 
بداية المواطن المسيحي هو إنسان مثله مثلك تمامًا، عنده نفس الأجهزة اللي في جسمك وبتعمل بنفس الطريقة والكيفية، بيعاني من ارتفاع الأسعار وبيتأزم في وسائل المواصلات الخانقة، وبيتصدم من فواتير الكهرباء والغاز والمياه، وابنه بيعاني من انحدار التعليم زيه زيك تمام، ولو تعب هيتبهدل في المستشفيات وهتترموا انتوا الاتنين على سريرين متجاورين بنفس المستشفى المتهالك بتعانوا سوا من غياب الآدمية أو العلاج!
 
وكمان هو زيه زيك بيكره ويحب وينفسن ويأسفن عالآخرين، ويغل ويحقد ويتلاءم وبيعمل كل حاجة زيك بالظبط.. هو فقط مجرد إنسان شريكك في الوطن والإنسانية، وليس كائن فضائي مختلف، عايش معاك وبيشاركك نفس المعاناة ونفس الأفراح كمان.
 
بس لما بيجي يصلي بيتبع شوية إجراءات هقولك حبة منهم كدة على سبيل المثال وليس الحصر:
أولاً: قوات الأمن من الجيش والشرطة بتنتشر بمحيط الكنيسة للتأمين.
 
ثانيًا: قوات ملثمة بتحمل سلاح واقفة في وضع الاستعداد للهجوم، ودة طبعًا تحسبًا لأي إرهابي طق في دماغه ينش شوية كفرة ويموتهم.
ثالثًا: عربات الجيش أو مدرعات للشرطة في محيط الكنيسة للتأمين.
رابعًا: بوابات إلكترونية للعبور.
 
خامسًا: بتظهر بطاقتك أو صليبك عشان يتأكد أنك مش داخل تفجر المكان باللي فيه.
 
سادسًا: بتكتب اسمك بالكامل ودة تحسبًا لوقوع انفجار فيبقى معروف عدد وأسماء اللي كانوا بالداخل وبالتالي يتم حصر الشهداء والمصابين أسهل.
 
سابعًا: بتمشي في ممر طويل إلى أن تصل لبوابة الكنيسة ودة كمان تحسبًا لأي هجوم محتمل.
 
ثامنًا: ممكن لو رايح كنيسة كبيرة هتلاقي كلاب حراسة.
 
تاسعًا: هتلاقي المكان مليان بالظباط والرتب بجوار الأسلحة والقوات فتحس كأنك بمنطقة حرب أو ثكنة عسكرية.
 
عاشرًا: لو حظك إنك ساكن في محيط كنيسة، فدة معناه أنك هتلاقي طرق حواليك اتقفلت وناس اتكدرت وعربيات بتغير اتجاهاتها ودة عشان تأمين الكنيسة، وطبيعي جدًا كل شوية تسمع صوت مدرعات الشرطة وهي بتتجول لتأمين المكان.
 
الحادي عشر: هتخاف على أولادك لو أنت مسلم أو مسيحي أنهم يعدوا جنب الكنيسة وهتحذرهم لأنها احتمال تتفجر وأكيد مش عايز تخسر ضناك.
 
ثاني عشر: هتلاقي الكنيسة وممراتها دخول وخروج متقفلة بصوان كبير عشان تضمن أكتر أن اللي هيعدي في كل الاختبارات السابقة هو مجرد واحد مسيحي داخل يصلي مش واحد هيفجر المكان.
 
ثالث عشر: بعد ما عديت الاختبارات دي كلها بسلام هتدخل تصلي وأنت عارف احتمالية أنك ممكن متلحقش تروح لبيتك وعيالك وتترحل عالأخرة مباشرة.
رابع عشر: بالمناسبة المسيحيين مش بيعبدوا تلات ألهة وبيصلوا جوة الكنيسة لمصر وسلامها وشعبها ورئيسها وسلام العالم.
 
خامس عشر: ممكن تتعرض لسؤال بريء من ابنك اللي هيعدي وسط كل الحراسات والتأمينات دي، هو كل دة ليه ومين عايز يقنلنا؟ ويقتلنا ليه طالما إحنا
بنحبهم؟ 
 
سادس عشر: ممكن جدًا بعد كل دة وبعد ما تنتهي من صلاتك، تنتهي كمان حياتك على إيد واحد بيسمع من قادته الدينيين أو بالإعلام أو غيره أنك مجرد كافر وجب قتلك وقتالك!
 
أخيرًا: لك أن تتخيل حجم المعاناة اليومية المشتركة بالإضافة إلى معاناة الصلاة واحتمالية الوفاة نتيجة إقدامه على مثل هذه الفعلة "العادية جدًا".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع