عهد التميمي .. اخرجوا من فلسطين
د. أحمد الخميسي
١٩:
٠٨
ص +02:00 EET
الاربعاء ٣ يناير ٢٠١٨
د. أحمد الخميسي
" عهد التميمي " طفلة فلسطينية، 16 سنة، نحيفة، هزيلة، كعود ثقاب، لكن تحديقها الباسل في أعين جنود الاحتلال الاسرائيلي، وقبضتها المرفوعة تهزأ بالبنادق والموت، والنار التي بعينيها، والكبرياء التي يدور بها رأسها في سماء بلادها، وصيحتها وهي مسكونة بوطنها : " اخرجوا من فلسطين"، كل أولئك أشعل الضمائر وحرك الأمل فتردد اسمها يجوب العالم، طيرا لا يستقر. من قبل قال لهم محمود درويش: " اخرجوا من أرضنا.. من برنا .. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كل شيء، واخرجوا، من مفردات الذاكرة، أيها المارون بين الكلمات العابرة". وقد اعتقلت سلطات الاحتلال الطفلة
الصغيرة، وقيدت يديها، وعصبت عينيها وهي تقودها إلي السجن تمهيدا لمحاكمتها أمام محكمة عسكرية، لأنها تصدت لجنود الاحتلال الذين اقتحموا منزلها مع والديها وطردتهم بعنف. وقد أثارت القضية الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المحامين العرب عرضوا أن يدافعوا عن عهد أثناء المحاكمة. وليس ماجرى لعهد مؤخرا إلا محطة من رحلة كفاح الصغيرة التي بدأتها في الرابعة من عمرها حين شاركت مع والديها في المسيرات رفضا لسياسات الاحتلال، ثم برزت على الساحة الاعلامية وعمرها أحد عشر عاما بتحديها جنود الاحتلال حينما اعتدوا على والدتها ناريمان منذ خمس سنوات، وتعرضت خلال ذلك للاصابة بالرصاص المطاطي ثلاث مرات، وكسرت يدها، لكنها لم تتوقف عن صيحتها: " اخرجوا من فلسطين"، ولا كف رأسها عن الالتفات بكبرياء ليملأ بالأمل سماء بلادها. و" عهد" ابنة الغضب الذي راكمته النازية الصهيونية في علاقتها بالأطفال الفلسطينيين، حينما كانت ومازالت
وتقيم لهم الحواجز في الطريق إلي مدارسهم، وتهدم تلك المدارس حتى أن الصحف الأوروبية ذكرت أن الاحتلال هدم في 26 أغسطس 2017 مدرسة وستة مبان تابعة لها شيدت بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان عن قلقه الشديد من ممارسات الاحتلال تجاه المنشآت التعليمية. وتلجأ النازية الاسرائيلية لما هو أشد أي الاعتقال، ومن بين اثني عشر ألف طفل كان معتقلا، مازال في السجون 480 طفلا، تعرض أكثر من تسعين بالمئة منهم للتعذيب وانتزاع الاعترافات بالإكراه، وتهمتهم : القاء الحجارة على قوات الاحتلال. وتمضي النازية من هدم المدارس إلي الاعتقال حتى القتل، وشكلت سياسة قتل وقنص الأطفال وسجنهم سياسة ثابتة، ومازالت صورة الطفل محمد الدرة حاضرة، و صورة الطفل محمد أبو خضير الذي قتلوه وأحرقوه حيا،
علما بأن عدد الأطفال الفلسطينيين يقدر بأكثر من مليوني طفل كلهم عرضة إما لتوقيفهم على الحواجز، أو هدم بيوتهم، أو مدارسهم، او حبسهم، أو قنصهم، أو قتلهم. وبالرغم من ذلك فإن المقاومة لا تتوقف إلي درجة اضطرت الاحتلال لسن قانون لم يسن مثله من قبل يسمح لاسرائيل بسجن الأطفال ممن هم دون سن الرابعة عشرة!أي بسجن من هم في السابعة والثامنة من أعمارهم! وقد صادق الكنيست على ذلك القانون في 31 مارس 2016 من القراءة الأولى! وبموجبه يتم احتجاز الطفل في مركز مغلق إلي أن يبلغ سن 14 عاما! وبالرغم من كل ذلك تدوي صيحة "عهد " : اخرجوا من فلسطين، وترج بها أفئدة الاحتلال، وتنشر الأمل، وتشعل الضمائر بالنار التي في قلبها.
الصغيرة، وقيدت يديها، وعصبت عينيها وهي تقودها إلي السجن تمهيدا لمحاكمتها أمام محكمة عسكرية، لأنها تصدت لجنود الاحتلال الذين اقتحموا منزلها مع والديها وطردتهم بعنف. وقد أثارت القضية الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المحامين العرب عرضوا أن يدافعوا عن عهد أثناء المحاكمة. وليس ماجرى لعهد مؤخرا إلا محطة من رحلة كفاح الصغيرة التي بدأتها في الرابعة من عمرها حين شاركت مع والديها في المسيرات رفضا لسياسات الاحتلال، ثم برزت على الساحة الاعلامية وعمرها أحد عشر عاما بتحديها جنود الاحتلال حينما اعتدوا على والدتها ناريمان منذ خمس سنوات، وتعرضت خلال ذلك للاصابة بالرصاص المطاطي ثلاث مرات، وكسرت يدها، لكنها لم تتوقف عن صيحتها: " اخرجوا من فلسطين"، ولا كف رأسها عن الالتفات بكبرياء ليملأ بالأمل سماء بلادها. و" عهد" ابنة الغضب الذي راكمته النازية الصهيونية في علاقتها بالأطفال الفلسطينيين، حينما كانت ومازالت
وتقيم لهم الحواجز في الطريق إلي مدارسهم، وتهدم تلك المدارس حتى أن الصحف الأوروبية ذكرت أن الاحتلال هدم في 26 أغسطس 2017 مدرسة وستة مبان تابعة لها شيدت بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وأعرب الاتحاد الأوروبي في بيان عن قلقه الشديد من ممارسات الاحتلال تجاه المنشآت التعليمية. وتلجأ النازية الاسرائيلية لما هو أشد أي الاعتقال، ومن بين اثني عشر ألف طفل كان معتقلا، مازال في السجون 480 طفلا، تعرض أكثر من تسعين بالمئة منهم للتعذيب وانتزاع الاعترافات بالإكراه، وتهمتهم : القاء الحجارة على قوات الاحتلال. وتمضي النازية من هدم المدارس إلي الاعتقال حتى القتل، وشكلت سياسة قتل وقنص الأطفال وسجنهم سياسة ثابتة، ومازالت صورة الطفل محمد الدرة حاضرة، و صورة الطفل محمد أبو خضير الذي قتلوه وأحرقوه حيا،
علما بأن عدد الأطفال الفلسطينيين يقدر بأكثر من مليوني طفل كلهم عرضة إما لتوقيفهم على الحواجز، أو هدم بيوتهم، أو مدارسهم، او حبسهم، أو قنصهم، أو قتلهم. وبالرغم من ذلك فإن المقاومة لا تتوقف إلي درجة اضطرت الاحتلال لسن قانون لم يسن مثله من قبل يسمح لاسرائيل بسجن الأطفال ممن هم دون سن الرابعة عشرة!أي بسجن من هم في السابعة والثامنة من أعمارهم! وقد صادق الكنيست على ذلك القانون في 31 مارس 2016 من القراءة الأولى! وبموجبه يتم احتجاز الطفل في مركز مغلق إلي أن يبلغ سن 14 عاما! وبالرغم من كل ذلك تدوي صيحة "عهد " : اخرجوا من فلسطين، وترج بها أفئدة الاحتلال، وتنشر الأمل، وتشعل الضمائر بالنار التي في قلبها.
قالت جولدا مائير ذات يوم:" إن الكبار سيموتون وإن الصغار سيكبرون وينسون وتنتهي القضية ". لكن الصغار لم ينسوا، وهم يبعثون إليك بكلمتهم من قلب طفلة فلسطينية شجاعة وجميلة: "اخرجوا من فلسطين". وسوف تخرج جيوش ودولة الاحتلال التي لا يزيد عمرها عن سبعين عاما، فلقد قامت فرنسا باحتلال الجزائر لأكثر من مئة وثلاثين عاما وأجبرت على الرحيل، واستقلت الهند عن بريطانيا عام 1947 بعد كفاح لأكثر من اربعمائة عام، وأجبرت بريطانيا على الرحيل. لا يعرف تاريخ البشرية استعمارا هزم شعبا، ولن تتمكن القاعدة العسكرية الأمريكية المسماة اسرائيل من هزيمة الشعب الفلسطيني، وسوف تتحطم معداتها ودباباتها وأوهامها، مهما استجلبوا لها المرتزقة من شتى أنحاء العالم، ومهما حشوها بالمال والسلاح والأكاذيب والإجرام. سيبقى وجه عهد يملأ السماء، ويزول ما عداه من سحب عابرة.