- وشوش
- طوبى يا رب لمن اخترته ليسكن في ديارك إلى الأبد
- مقتل بن لادن الإرهابي الأخطر أم شهيد الإسلام؟
- المفكِّر الإسلامي الأردني "حمدي مراد": الإسلام يكفل حق المسيحي والمرأة في الترشُّح للرئاسة
- "البخاري": التيار السلفي نظَّم 17 مظاهرة للمطالبة بكاميليا، و"إدريس" يرد: وكم واحدة نُظمت لمواجهة الفقر والفساد!!
وليس الإله
ماجدة سيدهم
ملخص الليل، موجز الارتباك ، المزيد من الأرق وصراط الإيغال في سلفيات العوالم الموحشة بعتمة المكافآت الوهمية ،بينما الأسى المباح يتوسد مرقد الحماقة المتاهة تمد ساقيها دونما حياء وباسم الملكوت ضل الضالين ،عبر كل المرايا تتهشم الحكمة وبات السؤال مشنوقا فوق أضرحة الحالمين ،مصلوبا أعلى دروج المنابر واحتشاد التربص في نبض ضحايا قطيع المتألمين خمير الغيب يفترش أرصفة الشبق الملتفت صوب انحدار الفطنة - وشعائر الخرافة الساحقة تتقلد أفواه مرصعة بالانفتاح الكاذب ،تبث تعاويذها لأعلى أقراط من صدي صمغ وخوااااء ،يتفشى سرطان الدين فجعا لفرط مرح الحماقة- يلهث بسوط مدفوع الأجر: \"مزيدا من الانسياق يتلاشى وجودكم بينما يتراكم في النعيم الموعود نصيبكم المؤجل\" ، يذهب ليغتصب أكثر الأمكنة زحفا ، يجور على مساحات التنفس بارتفاعات النداء وصلف الاحتماء وراء كهوف التردي ومسوح السواد المترهل، يتكئ الشيوخ والكهنة عكازا لا يري وعلي شفا حفرة من الاحتقان ينزلق تباعا القطيع كله متعثرا بين أروقة من برد وتشرد وانغماس لا يفهم. وبينما تتصاعد الأزمة المحتقنة أو كما يريدها الإعلام الحاذق وملاحقتنا كل طلة صبح بفحوى إثارة الأخبار واللعب العابث بوجدان شعب منهك القوى ومشتت طاقته بين طائلة (الغلاء والفقر ومآسي الصحة والتعليم والبطالة وغياب الفهم والحلم و...) يجد الولع بالدين والاتجار به مرتعا خصيبا لامتداده دون عناء يذكر-تتناثر في زواياه مختلف الآراء ،تتشابك التباسات الدعاة والأدعياء- لذا تشب كنبت شرس أوهام وواخزات من صبارات وبسملات وأقانيم ويصبح الهلع والتنافس العنيد والشره لمن لديه المقدرة على امتلاك مكعبات فحلة ( ما عادت مساحات ) من طرز الأبنية المتقنة والكتل الصخرية المرصعة بأثمن الأخشاب والرخام والنقوش والرسوم والزوايا الهندسية والثريات و التحف والمنابر والمفارش والسجاجيد والألوان والكتب والشرائط والتفاسير والاجتهادات والتبرعات والمسابقات وإغراءات الجوائز ونتقن تباعا تحنيط جثث الوهم مالي فيما سبق من دهشة - لكن مع ارتطام أحداث العمرانية وما تلاها بقاهرتي مؤخرا مع اختناق ملايين من الجوعى والإصرار على استثارة المجتمع بما لا قوة له لينوء بعبء فوق احتماله، وبعيدا عن تكرار سرد أحداث وتفصيلاتها واختلاف رؤاها وتراكمات مبالغ في كثيرها وتعمد ساذج لخلط الأوراق وتشابك أهدافها العاجزة لشق هوة متقدة بين أفراد شعب يحمل بالفطرة مقومات احتواء اختلاف العقائد وتعدد الأديان ،يصبح هنا قليل من الصمت والسكون هو حاجة ملحة لإعادة التفكير، أتساءل هل حقا نحن في حاجة للمزيد من المعابد التي باتت تشكل هاجسا مؤرقا ..! (عجيب أمر شعب ، فرد فيه لا يصلى..!!)هل الله متسول يبحث عن مأوي حجري يقيه تيه الاغتراب وفزع الوحدة .. أو تلاشت صلاحيته وبات في حاجة لتتبارى الهتافات وتخترع من اجله المصطلحات ليتأكد أو لنتأكد من حقيقة وجوده ..! هل ضاقت به السماء والأرض معا و فجأة تقلص الكون فآثر أن يعتقل في قمقم من جدر وقضبان ومنابر ومناضد وتعاليم وأبخرة ومكبرات ومعجزات طلسمية.هل هو من الضعف ليكون في حاجة ماسة لمن يدافع عنه والموت من اجله ..!! أي اله نظن ، ليهجر سحر الجبال ودلال المروج وغموض البحر وموسيقى الغابات وقصائد العشب والكثبان ، لا يبالي قوة النسور وفطرة الوحوش والى ثرثرة ضفاف النهر لا ينصت، أي اله يكون- لينكر الغناء ورقص النحل والضفادع ولا يتقاسم معنا الضحك والعناق ،أي اله أصم لا ينصت لمعزوفة بارعة ولا يندهش لأحدث التكنولوجيات ولا يشيد بعالم أو مفكر أو شاعر ينير الطريق، ولايصفق لمرح الصغار حين يغدقهم بزخات من لهو ، أي اله نعتقد ليهجر طقوس الفطرة وشعائر الجمال في تفاصيل الاشياء، يغفل عن المزدرى بهم، من يتضورون جوعا للاحترام ، ينفر دموع اليتامى وعوز المساكين والكادحين ومن صمت المرضي والعجائز وسائر المهمشين يأنف ،يسخر من أحلام وطموح الشباب ويزمجر متى حس باختراق صمت العقل بطعنة من التفكير - بينما يروق له سكنى الخرائب المرمرية متأرجحا ثريات مدلاة عن موائد الرياء المحكم ،متشبعا بعطر الفخامة والثراء ،يعتلي التشدق بالمنابر موصيا بالخطاب الغاش،مستمتعا بهول التكالب ومطاردة كثرة الفرائض وتقديم همهمات القرابين .! أي اله نظن مصاب بالعمى محدود الفهم ، يصدق كل ما نقول ونتلو إليه -ولا يري أي ما نضمر ، أي اله نفكر محشوا من الخبث والتعصب ليمزق شارع قاهرتي إلي نسيج متهرئ ، أي اله مولع بإراقة الأعصاب واختزال الغد وتصاعد احتقان الحلم ، ممسكا بصفارات نهمة لبدء إعلان المنافسة لمن يصعد بأعلى ارتفاع يفور وأقصى اتساع يمتد ،لا يهم قتل العصافير جفلة قدر التباري لإرضاء شهوة الكبرياء وامتلاك العديد من القباب والمآذن ،وبينما تكثر همهمات وتوجسات مع اقتراب أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد تصبح أعيادنا كفن البهجة بين أكوام من المآسي التي نعيشها ،أليس من العيب جدا أن يصبح القلق الديني في شارعي له مساحة من الوجود ألا يكفي ما نعاني ..؟! مهلا و قليلا من الصمت والسكون - لسنا في حاجة إلى المزيد من دور العبادة بينما في حاجة مؤكدة لبناء مدارس وفصول تليق بآدمية الطفل ، لبناء مستشفيات علاجية مجهزة لمرضي قبل أن يحتضنهم الموت بكرامة لعدم كفاية الأسرة المتواضعة جدا ، في حاجة لرصف طريق وبناء سور، لتشجير وتجميل حي، لردم بركة آسنة وتحسين وسائل نقل المناطق الرئيسية و النائية وبنا ء السكن لآلاف من شباب يحلمون بالاستقرار ،لتوفير فرص عمل وسكن صحي، مياه صحية ، طعام لا غش ، نحن في حاجة ماسة أن نثق بحكوماتنا وتحترمنا بدورها ولا تتعامل مع مواطنيها كأطفال بلهاء ، في حاجة لنتعلم كيف نحترم كل آخر.. ،في حاجة ضرورية لإبداعات مختلفة ،لموسيقى جديدة ،لأغنيات شافية ،ونص صائب ،واختراع جديد، لاحتواء مشاريع الإبداع والجمال في أطفال يتوقعون الدعم والتوجيه،نحتاج أن نصدق الجمال ،نؤمن بشريعة الطبيعة المقدسة دونما قيد أو حاجز ، بتنا في حاجة لأن نبتسم ،أن نتقارب ونتعاضد ،أن نلتحم جدا ، حاجتنا ألان تتلخص في إعادة بناء الإنسان من جديد، هنا يسكن الله بحرية دونما تردي وتزدهر الفصول بمواسمها ..!فقط ليس الأمر أكثر فرصة من الإصغاء وإعادة التفكير ..! كتب قبل 25 يناير
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :