الأقباط متحدون | الثورات الغير مكتملة مقبرة للشعوب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠٧ | الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ | ٢٤ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثورات الغير مكتملة مقبرة للشعوب

الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

جرجس وهيب

قامت ثورة 25 يناير فى مصر لتحقيق هدفين رئيسين بالاضافة إلى اهداف فرعية الاول هو هدم النظام القديم والاطاحة به وبرموزة ومحاكمة الفسادين منهم والهدف الثانى والذى لا يقل اهمية عن الهدف الاول بل يزيد عليه وهو اعادة بناء مصر من جديد ولكن ما حدث ويحدث بمصر الان هو هدم للنظام القديم فقط ومحاكمة رموز الفساد وهو هدف كان لابد منه ولا يستطيع احد ان يقلل من اهميتة وكان من اهم اهداف الثورة بعد استفحل الفساد بشكل كبير فى كافة قطاعات مؤسسات وهيئات الدولة واعتقد المسئولين والقائمين على مقاليد الامور فى البلاد فى ذلك الوقت ان الشعب المصرى اصبح جثة هامدة لا حياة فيها وبعد اعتقدوا ان مصر ابعدية ملك لهم يفعلون بها كما يشأون فيهبون من ليس لهم حقوق حقوق ويمنعون الحق عن اصحابة الفعلين ويفسدون كيفما يشأون ويتحدثون فى وسائل الاعلام عن مصر غير التى نعيش فيها وكاننا نعيش فى مصر اخرى وان دل يدل ذلك عن هولاء لم يكن يعيشون معنا وانما يعيشون فى ابراج عاجية ومفصولين تماما عن قضايا ومشاكل المواطنين العاديين التى كانت فى غاية البساطة وترتكز فى توفير رغيف خبز جيد وكوب ماء نظيف ووسيلة مواصلات ادمية ومدرسة تعلمية ووظيفة وشقة للمقبلين على الزواج ومع بساطة هذه المطالب والتى اصبحت من البديهات ليس فى الدول الاوربية المتقدمة فقط وانما فى افقر الدول العربية والافريقية بل كان الحال يزداد من سىء إلى اسوأ فما ان نخرج من ازمة السكر حتى ندخل فى ازمة رغيف الخبز ومن ان نخرج من ازمة اسطوانات البوتاجاز حتى ندخل فى ازمة حديد التسليح حتى الطماطم طالتها تلك الازمات والارتفاعات .

ولكن الان انشغلت مصر كلها بمحاكمة رموز الفساد واصبح اكثر من 90% من المساحات الاعلامية سواء بالصحف او الفضائيات مخصصة للحديث عن المحاكمات وسير القضايا وما يدور بكواليس المحاكمات والاتهامات الموجة إليهم وتوقع الاحكام مما اثر على الشارع المصرى الذى انشغل هو الاخر بهذه القضايا التى لا يستطيع احد ان يقلل من اهميتها وترك المواطنين اعمالهم ومصانعهم التى كان لابد ان تشعل روح الثورة الاعمال بها ويتضاعف الانتاج واصبح الشغل الشاغل لهم متابعة المحاكمات فى وسائل الاعلام او التظاهر امام المحاكم التى يحاكم بها رموز النظام السابق مما يؤدى تعطل هولاء عن اعمالهم وتفرغهم للتظاهر وتعطيل حركة المرور بالشوارع مما يؤدى بالتالى إلى تعطيل اعمال الالاف وخاصة ان مناطق المحاكم حيوية مما يؤدى إلى خسائر يومية بالاضافة إلى اضطرار الاجهزة الامنية وقوات الجيش إلى مضاعفة اعداد رجال الامن لتامين محاكمة رموز الفساد ومنع الاعتداء عليهم من جانب المتظاهرين وتعطل عمل هذه الاجهزة الامنية والجيش عن مطاردة البطلجية واللصوص والذين انتشروا فى الشوارع بشكل علنى .

فمن المفترض والضرورى والهام حتى ينجح الجزء الثانى من الثورة والهام جدا قالثورات غير المكتملة مقبرة للشعوب ان يركز العامل فى مصنعة ويضاعف الانتاج ويتفانى المدرس فى رفع المستوى العلمى لطلابة حتى تتقدم الثورة بهم وان ينتظم الاطباء فى الوحدات الصحية المستشفيات الحكومية ونترك محاكمة رموز الفساد ومن يثبت اشتراكة فى سرقة اموال الشعب للمسئولين عن ذلك من الجهات القضائية والتى نثق فيهم جميعا وكنا فى الماضى نتوسل للنظام المخلوع ان يتولوا الاشراف على الانتخابات نظرا لما هو معروف عنهم من النزاهة والحيادية وكثيرا ما اصدرواحكام ليست على رغبة النظام القديم

فلنترك المحاكمات للقضاء ورجالة ونتفرغ جميعا لاعمالنا ونجتهد فيها فلن تبنى مصر بالمظاهرات والاحتجاجات والامانى بل بالعرق والجهد ولن تكون مصر دولة حرة ديمقراطية متقدمة الا بالعمل واكرر ان الثورات الغير مكتملة مقبرة للشعوب




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :