المهندس عدلى أبادير والبعد الانسانى والثقافى والوطنى والحقوقى للمال! رسالة إلى أغنياء اليوم!
البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
الاثنين ١ يناير ٢٠١٨
عدلي أبادير16 فبراير 1920 – 31 ديسمبر2009
البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
( المهندس عدلى أبادير والبعد الانسانى والثقافى والوطنى والحقوقى للمال !رسالة الى أغنياء اليوم !الأب الدكتور أثناسيوس حنين البعض قال عنه بأنه (بابا الأقباط العلمانى ! ) ’ والبعض قال عنه أنه المهاجر المشاغب والذى يفتح ملفات حقوق وواجبات فى الوطن الواحد ويسبب صداع لمن لا يهمه العدل بين البشر فى الوطن الواحد ’وقال عنه أخرون بأنه شخصية مثيرة للجدل ! ولكن لا يختلف أحد أنه شخصيةl عظيمة ومحطة كبرى فى تاريخ مصر ’ وهذا شأن العظماء فقد أرسلتهم العناية لقيام وسقوط كثيرين !لقد خلصنى الشاعر العربى من حيرتى عن ماذا أقول ومأذا أكتب عن عظيم من عظماء مصر ووأرضالأنتشار كما يسمى الأخوة اللبنانيون المهجر ’ وان كره بعض الحاقدين ’ولكى ما أشارك أخوة أعزاء وصحبة له عزيزة تواصل حمل مشعل الرسالة ونير الحب والعطاء والشهادة : تغرب عن الأوطان فى طلب العلى ......وسافر ففى الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة ....وعلم ,اداب وصحبة ماجد فلا مجد فى الدنيا لمن قل ماله ...ولا مال فى الدنيا
لمن قل مجده ! وليسمح لى الشاعر العربى بأن أختلف معه قليلا أذا أن عدلى بك قد تغرب عن الوطن طلبا لخير الوطن وعلو شأنه ’ فقد حمل مصر وهمومها وطموحاتها ليس فى حقيبته بل فىكيانه . الأمر الثانى والذى أود أن استميح الشاعر فيه عذرا هو أن المهندس عدلى قد جمع بين المتناقضات ’ فقد زاد مجده اذ هو سليل عائلة الباشوات والقضاة ومنهم من لعب دورا وطنيا كبيرا ’ اذ جده هو "حشمت باشا" أحد رموز العمل الوطنى ضد الاحتلال الانجليزى والذين رضع منهم حب الحق وقيمة العدالة مع المال الوفير والعلم الغزير ’ وكان يمكنه أن يصير عمدة كبيرا على أملاك عائلته الضخمة فى محافظة المنيا ’ ولكنه طلب العلم ولو فى القاهرة والتى كانت مهجر الصعايدة وغربتهم وقتها . على ما سمعت عن من عاشروه فهو قارئ جيد للحدث ’ كيف لا وهو الذى درس الهندسة فى الاربعينيات
من القرن الماضى ’ فيه انضباط العسكرى والتزام العقائدى وبراءة الاطفال ’ لا يتحدث عن نفسه قط بل تتكلم عنه انجازاته وعطائاتهوالتىهى ميراث عائلى .مستقيم استقامة السيف فى الغمد ’ وصادق حتى النخاع ’ ومتواضع حتى نسيان الذات . أن جالسته دون سابق موعد تظن أنه متعال لقلة كلامه . ولكنه أنيس ودود لا يعرف غطرسة الأغنياء ولا غرور العلماء . وأحكامه على الفاسدين والمرتشين والطغاة ’ ومنهم حكام ’ وأكلى لحم الفقراء وحرية الأقليات ’ صارمة قاطعة لا عودة عنها وقد كلفته الكثير ’وهو ينقد الأمور المعوجة ويتجنب مجالسة الطغاة والفاسدين عملا بقول أبى العلاء : ولا تجلس الى أهل الدنايا ...فان خلائق السفهاء تعدى وعدلى بك قارئ جيد للأحداث والاوضاع وسخى حتى لقد بكى عليه فقراء المسلمون فى مصر قبل مسيحييها .وكما فىالبيزينيس كذلك فى السياسة ’ التى لم يكن يحترفها بل يراها وسيلة فى سبيل رفع الغبن ونصرة المهمشين ’رأيه قاطع جارف .همه الأول والأخير وطنه ’ مصر ’ وهو لا يخفى هويته فهو قبطى –
مصرى ’ ولقد أثبت العلماء اليوم بأن الكلمتان من أصل واحد (ايجيبتوس باليونانية ) ’ ولقد ذهب بعض علماء التاريخ من أنه وحينما جاء العرب الى مصر (البعض يسميه فتحا والبعض يسميه غزوا ! ) ’ ونحن مع عدلى بك نراه واقعا يجب أن نعيشه ونعايشه ونطوره ونغيره ونثقفه ونحضره وننقيه من الشوائب ’ نقول بأن لفظة (قبطى ) أطلقها العرب على المصريين من سكان مصر ’ وهو دليل على أن العربى لم يقدر على نطق كل الكلمة اليونانية وقتها (أيجبيتوس) وانه نطق تصغيرها ’ ويرى البعض بأن التصغير لم يكن عشوائيا ولا ذلة لسان ’ لأن العرب لم يكونوا ’ بهذه السذاجة ’ كما لم يكونوا يجهلون الثقافة السائدة وقد كرموا العلماء ’ فى عالم اللغات والمال ’ من أهل البلد لأغراض فى نفوس اليعاقبة وليس يعقوب واحد !’ بل ’ نقول اطلقوا اللفظة كيبتيس – قبطى’ قصدا لتصغير وتحقير المصرىالمسيحى ’ يومها ’ وفصله عن الثقافة الكونية والتىهىالهيليللينيةوقتها !لهذا كان المهندس عدلى دائما يستعمل الكلمتين على أنهم ذو معنى لغوى وفحوى
ثقافى وقيمة حضارية وهوية وطنية واحدة وقد بح صوتنا ونحن ننادى بأن يبدأ القبط فى التركيز على اللفظ الأصلى قبل الغزو الثقافى لعقولهم ويصرخون مع عدلى بك (أنا مصرى وأفتخر). الدليل هو وأنه دعى الى عقد مؤتمر فى واشنطن عام 2005 حمل شعار (مسلمون ومسيحيون من أجل الديمقراطية وحقوق المواطاةفى مصر). لم يكن عدللى بك ’ كمسيحىمصرى ’ مهووسا ببناء وتشييد الحوائط ’ ولكن وهذه شهادة شخصية وخبرة ’ كان همه بناء العقول وكم من علماء وباحثين فى العلوم الوضعية والفلسفية والسيكولوجية و اللاهوتية ’ لم يكن يمكنهم اتمام دراساتهم والعودة لخدمة الوطن ’ بدون الرؤية الثاقبة للمهندس عدلىأبادير . كنت أراه فى عيون أحبائه وأصدقائه فىالمحروسة . وكما قالوا قل لى من هو صديقك أقول لك من أنت ! كان لى الشرف فى العمل مع أحد أقطاب الكنيسة المصرية وهو نيافة المطران الانبا أثناسيوس مطران بنى سويف السابق ’ والذى قدم نموذجا حيا على كيف تكون علاقة رجل الدين والايمان برجل المال والاعمال ’ علاقة وحدة وحب وتفاهم بدون اختلاط أو امتزاج أو تزييف ! عرف اثناسيوس الفقير عدلى الغنى ولم يتغير حاله بل ساهم مع عدلىفى تغيير حال الكثيرين !أختم بكلمة لسيادة المطران جورج خضر وهو يودع عزيز ’ كريم ’ سخى ’ عطاء ’ ومؤمن ’ وعادل فيقول : (بالزخم الذى أعطتك كنيستك والهدى الذى تنزل عليك من عائلتك اتخذت أمتك وألامهافى مشرقها ومغربها وانتفضت واشتقتها وطنا للجميع ومدى حضاريا وشهادة وفعل تعزز انسانها وتبدعه من محبة ’ وان طلبت ’ كنت تطلب السلام لتلقاه فى عدلك وتشيعه من قوة فيكرم بها المرء جميعا وهى متجلى من أخلص له الديان وللانسان صورته ’ وأنت أخلصت ’ فان اهفس لطيف بالصادقين لأنهم وجهه فى الخليقة كلها ).