ماذا تعرف عن أكبر مكتبة في العالم؟
أخبار عالمية | radiosawa
الاربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧
نشأت المكتبات إثر محاولات لترتيب الوثائق التي تحتوي على موضوعات متنوعة، وبمرور الزمن تطور دور تلك المنشآت لتصبح معالم تعكس تراث الدول الثقافي عبر المواد المعروضة والأنشطة المتاحة، وحتى التصميم المعماري.
تعد مكتبة الكونغرس مثالا واضحا على هذا، إذ إن سبب إنشائها وتطويرها المستمر يوضح أهميتها كصرح ثقافي يعكس إحدى الأفكار التي تأسست عليها أميركا: أهمية تواجد مصدر للمعرفة يستلهم منه المشرعون ما يحتاجون إليه في إقرار سياسات الدولة.
تاريخ المكتبة
واجهة رئيسية لمكتبة الكونغرس
تأسست مكتبة الكونغرس عام 1800 إثر توقيع الرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدمز مشروع قانون وجه بنقل عاصمة البلاد من مدينة فيلادلفيا إلى واشنطن. وتضمن القانون إشارة إلى إنشاء مكتبة للكونغرس تحتوي على كتب "قد تصبح ضرورية" للمجلس التشريعي.
تأسست المكتبة وقتها بميزانية 5000 دولار، وشغلت مساحة داخل مبنى الكونغرس ذاته حتى 1814، عندما أشعلت القوات البريطانية النار بالمبنى ومعه احترقت محتويات المكتبة الصغيرة آنذاك.
لم يمض شهر واحد حتى تبرع الرئيس توماس جيفرسون، الذي كان متقاعدا وقتها، بمحتويات مكتبته الخاصة التي قضى 50 عاما في جمع كتبها.واحتوت مكتبته الفريدة على "أي شيء يتعلق بأميركا، إضافة إلى النادر والقيم من مختلف العلوم"، حسب كلمات جيفرسون نفسه.
ورغم قيمة مكتبة جيفرسون المعرفية، لاقى هذا العرض اعتراضا ممن رأوا أن طبيعة المواضيع التي تناقشها هذه الكتب، كالفلسفة والعلوم والآداب، لا تتناسب مع كونها مكتبة تشريعية. حينها كتب جيفرسون أن أيا من الموضوعات المعرفية، من دون استثناء، قد يحتاج أعضاء الكونغرس الإشارة إليها أثناء أعمالهم التشريعية.
استلهم تصميم المكتبة طابع عصر النهضة الإيطالية
قبل الكونغرس أخيرا عرض جيفرسون عام 1815، وضم المكتبة التي احتوت على 6487 كتابا لتصبح أقرب ما يكون إلى الصرح الحالي الذي يشتهر بكونه أكبر مكتبة في العالم.
واعتمدت فلسفة توسع وتطوير هذه المكتبة فيما بعد على إيمان جيفرسون بشمولية العلوم، وهو ما يعني أن كل المواضيع، مهما اختلف تصنيفها، مهمة للمشرعين ولمكتبة الكونغرس.
زاد عدد الكتب والخرائط والمطبوعات في المكتبة بمرور الوقت، ما دعا الكونغرس في 1873 إلى اعلان مسابقة لتصميم بناية منفصلة عن مبنى الكونغرس.
وبحلول 1886، سمح الكونغرس بإنشاء المبنى الجديد، واتخذ تصميمه طابع عصر النهضة الإيطالية. وفتحت المكتبة التي وصفت حينها بـ"أكبر وأغلى المكتبات في العالم"، أبوابها للعامة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1897.
غرفة القراءة الرئيسية بالمكتبة
حقائق عن مكتبة الكونغرس:
تضيف المكتبة 12 ألف قطعة يوميا، ولها فروع في نيودلهي والقاهرة وريو دي جانيرو وجاكرتا ونيروبي.
وأما عن لغات كتبها، فلا تمثل الإنكليزية إلا حوالي النصف، والباقي يتضمن موادا كتبت بأكثر من 470 لغة.
وتحتوي المنشأة الفدرالية على أكبر مكتبة للقانون في العالم، إذ تتضمن ما يقرب من ثلاثة ملايين مجلد.
وطورت المكتبة نظاما لتصنيف الكتب يسمي تصنيف مكتبة الكونغرس، تستخدمه معظم الجامعات الأميركية في أبحاثها.
تضم المكتبة حوالي 38 مليون كتاب
وتعمل المكتبة كـ"مستودع قانوني" لتسجيل وحماية حقوق الملكية الفكرية، إذ تطلب من جميع الناشرين إرسال نسختين من أعمالهم إلى المكتبة.
ويحتوي قسم الصور والمطبوعات في المكتبة على حوالي 70 ألف معروض مرئي من منطقة الشرق الأوسط، وتشمل هذه المجموعة صورا فوتوغرافية وألبومات وكتبا توضيحية، ورسومات معمارية أنتج معظمها بين عامي 1840 و1970.
كما تعرض المجموعة صورا لأناس عاديين من تلك المناطق ومواقع أثرية ومناظر طبيعية، إضافة إلى الأنشطة اليومية التي كانت تمارس في دول المنطقة كمصر والأردن ولبنان والكويت والبحرين، وغيرها من دول الشرق الأوسط.
واجهة أحد مباني مكتبة الكونغرس
وهذه أرقام نشرتها مكتبة الكونغرس عام 2016:
أجابت المكتبة عن أكثر من مليون طلب مرجعي من الكونغرس ومؤسسات فدرالية وعامة.
قامت بإيصال ما يقرب من 18 ألف مرجع إلى مكاتب تشريعية.
احتوت المكتبة بنهاية 2016 على أكثر من 164 مليون "قطعة"، تتضمن حوالي 38 مليون كتاب، و3.6 ملايين تسجيل صوتي، و14 مليون صورة، و5.5 ملايين خريطة، و70 مليون مخطوطة.
زار المكتبة حوالي 1.8 مليون زائر.