حوار مع الكاتبة نانسي سامي
سامح سليمان
الاربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧
قام باجراء الحوار و إعداد الأسئلة سامح سليمان
ما هو تقييمك لظاهرة الروايات الأكثر مبيعاً ؟
ج : لم يكن مقياس نجاح الروايات "بالأكثر مبيعا" ،الأكثر مبيعاً كلمة مستحدثة مناسبة جدا للزمن الأستهلاكي الذي نعيشه فحتي الكتابة أصبحت " أكل عيش" وما يقدم في الروايات ليس إلا "ما يطلبه المستمعون" ولن أقول عليهم حتي قراء فإجابة سؤالك الأول عن تقييمى لظاهرة الروايات الأكثر مبيعا هو كلما زاد الأبتذال والسخف والسطحية "والأباحية" زادت نسبة المبيعات ،، فنادراً ما تجد كاتب حقيقي معروف ، بالطبع دي مسألة طردية متوازية مع نوعية القرّاء الذين لا يعوا أبسط قواعد الرواية الأدبية ،، "فأي مشهد فيه ( هري ) أو تشويق مصطنع تجد كم من الأنبهار بالمشهد وهو حتي لا يرقي لمستوي وصف طفل بدأ يعي فكرة الوصف،،، فكما أصبح كل شئ سريع وجاف في زماننا ، أصبحنا أيضاً في زمن الأدب التيك أواي أو الروايات سهلة الهضم علي العقول الضحلة. كل شئ أصبح سطحي وجاف .
لماذا فى رأيك أزداد عدد أشباه القرّاء من الشباب ؟
ج : الأجابة ببساطة هو أزدياد عدد أشباه الكتاب والشعراء ، حتى لقد أصبح لكل شاب كاتب وشاعر .
ما هى أهم قضايا المرأة العربية و كيف يمكن حلها ؟
ج : أهم قضايا المرأة العربية من وجهة نظري هي المساواة الحقيقة الكاملة ، المساواة في المجتمعات العربية هى مجرد كلمة مستهلكة مزيفة.
أسمح لى أن أجيب السؤال بأجابة سؤال أخر وهو متي تكون المرأة مساوية للرجل؟
المرأة تكون مساوية للرجل عندما يُتاح أن تخرج هي للعمل ويراعي الرجل الأولاد بالبيت فتكون هي مصدر الدخل القائم عليه البيت.. عندما تكون المهام المنزلية ليست من أختصاصها بشكل حتمى ، عندما تترشح لمنصب مع رجل ويتم الأختيار بناء علي الكفائة وليس الجنس، عندما تقود المرأة عربات نقل وأتوبيسات مدرسية وحكومية كالغرب وتعمل في كافة كافة المجالات،عندما لا تكون فكرة الزواج بند أساسي في حياتي ويسقط لقب العانس الملتصق بالمرأة التي لم تتزوج لسن معين كما الرجل الذي ليس له لقب إن لم يتزوج ، عندما يحق للمرأة أن تعبر عن مشاعرها وتبادر بها وتطلب الرجل للزواج وتدفع المهر وتشتري شبكة أيضاً أو تشارك في هذه التكاليف من دخلها الخاص وليس من "جيب أبوها ، عندما تبطل عادة تسليم العروسة لعريسها عن طريق أبوها أو أخوها كالنعجة. عندما يحق للمرأة أن تدخن في أي مكان كالرجل دون التجريح في سلوكها ، عندما يحق لها السهر مع أصدقائها والرجوع في وقت متأخر دون التعدي عليها بأي شكل من الأشكال، والقائمة طويلة
س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية ؟
ج : أنا لست ضد الكتابة بالعامية في المطلق لكن لا أرجحها هي بالنهاية محدودة وركيكة ولَم تكن تستخدم حتي في ترجمة الروايات الأجنبية بالرغم من صعوبة أن تجد كلمات مرادفة أو معبرة بقوة عن اللفظ المراد ترجمته إلا بالعامية ومع ذلك لم تكن تُستخدم وأستخدامها بكثرة يدل على ركاكة الثقافة ... ربما أكون مع فكرة إدخال بعض الجمل او الكلمات التي يمكن أن تساعد علي التعبير أو تعطي الأحساس للقارئ بشكل أكبر أو انها تجسد الشخصية بدرجة أعمق لكن أنا ضد ان تكون رواية بالكامل بالعامية .
هل أنت مع أم ضد مناقشة الأدب للتابوهات ؟
ج : هذا السؤال أدى إلى أن أتذكر فيلم قنديل أم هاشم المأخوذ عن رواية بنفس الأسم ليحي حقي لأنه في هذه الرواية تعرض يحي حقي لتابوه من أقوي التابوهات وهو الفكر الدينى الشعبى ، الأدب وسيلة رائعة للتعبير والوصف والطرح والمعالجة والأصلاح والتطوير ،، الأدب فن قوي في تأثيره ، يمكن بل يجب أن يتناول الأدب كل التابوهات ومعالجتها بطريقته الخاصة،،، كما أرى أن الأديب الناجح هو من يتناول القضية بكل جوانبها وأفكارها المعارضة والمؤيدة دون الحث علي تبني فكر معين بشكل فج و مباشر
ما هى السمات الواجب توافرها لدى الكاتب ؟
ج : الكاتب يجب أن يكون غير مصطنع في وصفه وأحداثه وشخصياته غير مبالغ وتكون كلماته مترابطة بشكل متسلسل بسيط لكنه عميق، لا يحتاج مجهود لاختيار التعبيرات التي تعبر عن احداث روايته او التي تجئ علي لسان شخوصه وبالطبع ده يتطلب الكاتب يجب أن يكون قارئ ملم بأكثر من علم ( علم النفس، الفلسفة، علم الأجتماع، التاريخ ) على سبيل المثال رواية لا أحد ينام فى الأسكندرية للكاتب إبراهيم عبد المجيد رواية مليئة بالمعلومات التاريخية والأحادية المؤرخة وهذا إن دل علي شئ يدل علي أن عبد المجيد كاتب من العيار الثقيل ، أثقل روايته بالكثير من المعرفة، و أيضاً رواية مثل رواية عالم صوفي لچوستيان غاردر رواية تعتبر مدخل لعلم الفلسفة كفيلة وحدها أن تعرفك علي الكثير في هذا العلم. علي الكاتب أن يكون حر لا تقيده قيود الباقين فهو الواحد الذي يعبر عن الكل ، فلابد أن يكون متفرد في قوة قدرته علي التعبير ، جرى علي طرح الموضوعات، نظرته الثاقبة التي تري ما لا يراه الباقون ، فعين الكاتب المبدع كعدسات كاميرا متخصصة قادرة علي تسجيل أدق التفاصيل بأعلي جودة.. لابد للكاتب أن يكون كالباحث الميداني يعيش بين شخصوه في الحياة الحقيقة فيتشبع بهم وينقلهم نقلاً علي أوراقه ويجسدهم تجسيد حقيقي ، علي الكاتب أن يكون بسيط عير متكلف فيُصدق ، فالمصداقية في الكتابة تجعل كلماته تنساب داخل أرواح قراءة كإنسياب المياه في الجداول.. علي الكاتب أن يكون مثقف حقيقي فهذا الشئ يظهر جداااً في الكتابة... وأخيراً الكاتب الحقيقي هو أبدع من أى وصف