بقلم: مايكل فارس
"يا جماعة يا إرهابيين، وإنتوا يا سلفيين، وياخوانا ياللي مابتحبوش المسيحيين وبتقولوا عليهم كافرين... والنبي والنبي عشاااااااااان خاطر النبي عايزين نعيد بقى العيد ده مش عايزين نعزي بعض ذي كل عيد.. إيه رأيكم نعمل هدنة نعيِّد العيد وبعدها فجروا واضربوا براحتكم.. أنا حلفتكم بالنبي أهو نشوف بتحبوه ولا لا"..

تلك هي العبارة التي كتبتها على صفحة الفيس بوك الخاصة بي حتى أُفاجأ بعشرات التعليقات من العديد من التيارات أكثرها من السلفيين، وطلب العديد منهم إضافتي كصديق على قائمتهم ورحبت بشدة؛ ليدخل بعدها أحد أصدقائي السلفيين معي بحوار كان مثيرًا حقًا، أغرب شئ هو عدم إلقاء السلام المعتاد لهم وهو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بل آخر بدأ سلامه لي على الشات بـ"مساء الخير".. كنت مزبهلًا ازبهلالًا!!

استأذنت صديقي السلفي "محمد الشملي"، البالغ من العمر 25 عامًا، أن أنشر نص حوارنا في مقال، ورحَّب بذلك:
الشملي: عايز أسألك سؤال ولكن بشرط الصدق والصراحة في الحديث
أنا: وعد مني لو سألتني مش هكذب، وأتمنى تكون كده.
الشملي: إن شاء الله اتفضل.
أنا: بس عندي سؤال كل الهجوم اللي حصل من مسلمين في "مصر" على مسيحيين سواء في دور العبادة أو اعتداءات على أسر قبطية، أنا مش هقول إن دول سلفيين، بس إنت تسمي ده إيه؟
الشملي: روح كده على سورة الممتحنة واقرأ
أنا: سوره الممتحنة إيه؟
الشملي: سورة في القرأن.
"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".. اقراها وقل لي فهمت إيه؟
أنا: أمال بتوع "قنا" مقروش الآية دي لما قعدوا يصرخوا "لا الله الا الله ميخائيل عدو الله""، و"الكافر ده إزاي يبقى رئيس علينا؟"!
الشملي: فهمتها
أنا: فهمتها.. بس إنت شفت فيديو مظاهرات المسلمين في "قنا"؟
الشملي: قرأتها ولا لسه الأول؟
أنا: قرأتها وفهمتها
الشملي: فهمت إيه يا طيب؟
أنا: فهمت إن المفروض المسلمين طالما مفيش حد هاجمهم أو طردهم من بيوتهم أو عاداهم يعاملوه بالحُسنى ويبروه ويقسطوا إليه..
الشملي: جميل.. كدة أنا جوابت ولا لسه؟.. وخذ الحديث ده
"مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا... "أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
أنا: لسه مجاوبتنيش لإنك مقلتليش بتوع "قنا" اللى بيعملوه والهتافات ضد المسيحية دي تفسرها إيه؟
الشملي: هقولك لكن هل تعرف إن فيه مسيحيين أصلًا خارجين معترضين على المحافظ الجديد؟
أنا: ليه بقى؟
الشملي: بيقولوا إنه كان تابع للنظام السابق و"حبيب العادلي".
أنا: إنت شفت الفيديوهات بتاعة المظاهرات أولًا؟ ثم إزاي مسيحيين هينضموا لمظاهرات بيتشتموا فيها، ويتقال عليهم "كفرة" وإن "ميخائيل عدو الله"؟ للأمانة هل ده منطق؟!
الشملي: لا طبعًا مش منطق.. لكن أنا للأسف مشفتش الفيديوهات
أنا: هبعتلك فيديو
الشملي: أي هتاف فيه جرح للآخر هذا ليس من الإسلام
الله نهى عن ذلك في القرآن
شكلك بتاكل.. هو الأكل دايمًا اللي بيبعد الناس عن الفيس
أنا: لا هجيبلك اللينك.
الشملي: هههههههههههههههههههههه
أنا: هههههههههههه

وبعد إرسال الفيديو أثناء مظاهرة مسلمي "قنا" ضد المحافظ..
أنا: شوفها
الشملي: شفته
أنا: هل تعتقد إن مسيحين ينضموا لهذه المظاهرات؟
الشملي: لا طبعًا.
أنا: وهل أي حديث عن إن سبب الرفض إنه إنسان أمني ده شئ منطقي؟ أنا زي ما وعدتك هتكلم معاك بكل صدق.. لو إن الصهيونية تركت كل نشاطها وكثفت كل جهدها بكل قوتها لتشوية صورة الإسلام، مش هتعرف تعمل زي اللي بيعملوه الناس دي.
الشملي: أنا معاك.. لكن لكل فعل رد فعل.. هل يليق يكون المحافظ مسيحي؟
أنا: ولماذا لا يليق؟
الشملي: عندنا في الإسلام لا يجوز
أنا: ليه؟
الشملي: شرعا لا يجوز.. هذا شرع الله
أنا: إيه السبب طيب؟ هل أفهم من كلامك إن شرع الله ضد المواطنة؟
الشملي: لأنه غير مسلم.. وهناك شروط خاصة للإمارة والولاية
أنا: كلام جميل.. هل شرع الله ضد المواطنة، وإن الناس كلها سواسية؟
الشملي: ما معنى المواطنة على حد تعبيرك؟
أنا: إن كل المواطنين في البلد لهم كل الحقوق والواجبات بلا استنثاء، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين؛ طالما هو مصري.
الشملي: طبعًا الدين ضد كده؛ لأن مش كل الناس سواسية.
لكن للغير حق لا يمكن أن نغفله، ويجب علينا فعله؛ مثلًا حماية المسيحين في بلادنا واجبة علينا. الدين ضد المواطنة والبر والعدل والقسط، وعندكم كده بردو خلي بالك.. يعني مثلًا يسوع عندكم بيقول آية "وأما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي".. صح ولا غلط؟
أنا: هههه غلط. بس ياريت تطلعي الشاهد بتاعها لأن في لبس في الآية دي تحديدًا.. وعايز أسالك سؤال.. لو كان المسيح قال كده هل المسيح كان ملك؟ وكان ليه جنود بحيث لو محدش قبل إنه يملك عليه يتم ذبحه؟ دي فين مملكتة دي محكمش على مدينة واحده حتى.! ولا كان ليه غير الحواريين اللي هما التلاميذ.. ماهو هنا أملك عليه، هل معناها إنه صاحب مملكة؟ لا طبعًا..
الشملي: يعني ما أفهمه إنه يؤمن بي يعني؟
أنا: جميل، وناس كتير مأمنيتش بيه. هاتلي حادث واحد ذكر في الإنجيل أو القرآن أو أي حدث اتقال فيه إن تم دبح اللي مأمنش بيه.
من خلال القرآن الكريم إنت عارف كويس إنه ملهوش غير الحواريين بس، وإحنا كده برضو.
الشملي: لكن ما معنى وجود النص في الكتاب المقدس؟
أنا: ده كان مثال لأن الميسح كان بيشرح كلام ربنا عن طريق الأمثال، وفي مرة سأله التلاميذ، قالوله إنت ليه بتشرح دايمًا للناس بالأمثال، ولما تقعد معانا بتقلنا الحقائق من غير أمثال؟ قالهم لإنكم اُعطيتم أن تفهموا أكثر علشان هتبشروا فيما بعد.. للعلم ده مش النص الحرفي ده مضمون الكلام... هات الآية أو اقراها تاني، وخلي بالك من الفواصل، وهل ده كان مثل ولا طلب من المسيح؟
كان الحديث طويلًا سنكمله الجزء الثاني..