"شرف" لك أن تستقيل
أقول "شرف لك أن تستقيل" للسيد اللواء "عماد ميخائيل" محافظ "قنا" المجمَّد بقرار من رئيس الوزراء، والذي لم يتسنى له دخول مبنى المحافظة لممارسة عمله كمحافظ لـ"قنا" ولو لخمس دقائق!!
ولسنا نعلم ما معنى قرار رئيس الوزراء بتجميد نشاط محافظ "قنا"، وذلك قبل أن يبدأ نشاطه ولمدة ثلاثة شهور، ولماذا ثلاثة شهور؟!! وماذا سيحدث بعد ثلاثة شهور؟ هل سيغيِّر السيد رئيس الوزراء شعب محافظة "قنا" بالكامل حتى يظل "عماد ميخائيل" محافظًا لـ"قنا"؟!!
فأقول للسيد "عماد ميخائيل"- المحافظ المجمَّد نشاطه- أفضل لك وأشرف أن تتقدَّم باستقالتك الآن وليس بعد ثلاثة شهور حتى لا يتم إقالتك..
وأقول للسيد رئيس الوزراء شرف لك أن تستقيل.. لقد سقطت في الاختبار الصعب الذي وضعت نفسك فيه، وسقطت معك هيبة الدولة.
كان من الممكن أن تختار أكثر من أربعة محافظين أو خمسة أقباط بدلًا من واحد.
كان من الممكن أن تعيِّن السيد "عماد ميخائيل" محافظًا لـ"القاهرة"، وإنه كان من المتوقَّع عدم التظاهر ضده ولا المطالبة بتجميده..
لقد سقط رئيس الوزراء وأطاح بالمواطنة!!!
نقول نحن الآن لم نسمع ولن نسمح لأي أحد يتشدق بمبدأ المواطنة والمساواة والعدالة.. لقد سقطت كل الشعارات الرنانة بأننا "نسيج واحد".
إن قرار رئيس الوزراء بتجميد نشاط محافظ "قنا" القبطي إنما هو مؤشر خطير جدًا جدًا لأنه يعني غياب هيبة الدولة وسقوط القانون.. ويسمح ويشجِّع كل مواطن "مسلم" كان رئيسه في العمل مسيحيًا، عليه فقط أن يتظاهر ويطالب بتغييره!!
أقول وأؤكِّد إنه لا يوجد أي قبطي في "مصر" إلا وكان يتوقَّع عزل وإقالة المحافظ الجديد قبل توليه مهامه، وذلك لاهتزاز ثقة الأقباط في تحقيق هيبة الدولة.
من المؤسف جدًا أن بعد ثورة 25 يناير المجيدة، ثورة الشباب الأحرار، أن نرى إنه مازال يُلوى ذراع "مصر" من قِبل الصوت العالي والمتشددين، بل يصل الأمر إلى كسر ذراع "مصر"!
ألا ترى معي عزيزي القارىء أن ثمة روابط بين هذه الأحداث:
أولًا- عقد مؤتمر جماهيري حاشد للإخوان المسلمين (في إمبابة)، ويعلنوها صراحةً إذا وصلوا إلى الحكم سيطبقون الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود وعدم إجازة القبطي أو المرأة رئاسة الدولة.
ثانيًا- تصريحات السادة قادة الجماعة السلفية بأنه سوف يتم التنسيق والتحالف مع الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة.
ثالثًا- ظهور قادة الجماعة الإسلامية وتصريحاتهم بأنهم يتمنون بل وسوف يسعون إلى إقامة الجماهيرية العربية الإسلامية في "مصر"، وتطبيق الحدود وعزل الأقباط.
رابعًا- مظاهرات واعتراضات بشدة على تعيين محافظ قبطي في "قنا"، كانت في البداية مظاهرات مطالبة بأن يكون محافظ "قنا" مدنيًا وليس من جهاز الشرطة أو الجيش، وبعد يومين من المظاهرات ظهرت أصوات المتشددين من الإخوان والسلفيين مطالبين بعزل المحافظ الكافر، حتى استجاب رئيس الوزراء وأصدر قراره بتجميد نشاط السيد المحافظ!!
ضع هذه الأحداث أمامك عزيزي ستجد أن جميعها مرتبط ببعضه، وأن الدولة "مصر" ذاهبة إلى الهاوية!!
ماذا تريدون؟ هل تريدون "فلسطين" جديدة؟ هل تريدون "صومال" آخر؟ هل تريدون "أفغانستان" أخرى؟
ماذا بعد التجميد؟؟ وماذا بعد مرور الثلاثة شهور؟ هل سيتم الإقالة، أم سيُطلب من المحافظ تقديم استقالته؟!!
من الأفضل الآن وقبل مرور الثلاثة شهور أن يرحل المحافظ ويرحل معه رئيس الوزراء، إما سيرحل المحافظ بعد ثلاثة شهور، ويبقى رئيس الوزراء، وتسقط المواطنة وهيبة الدولة والمساواة والعدل!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :