وطني تخطو إلي عامها الستين
يوسف سيدهم
٤٢:
١٠
ص +02:00 EET
الأحد ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧
بقلم: يوسف سيدهم
أول أمس الجمعة 22 ديسمبر وافق ذكري تأسيس وطني عام 1958 وبذا انقضي 59 عاما من عمرها وخطت إلي عامها الستين محققة رصيدا غزيرا في خدمة رسالتها الصحفية والوطنية. ومثلما احتفلت أسرة وطني عام 2008 بمرور خمسين عاما علي تأسيسها- عام اليوبيل الذهبي- تعود عام 2018 للاحتفال بمرور ستين عاما تغمرها مشاعر الفخر والاعتزاز بمسيرة حافلة بالعمل والتحديات امتدت لتحقق رقما قياسيا بين الصحف الخاصة في استمرار الصدور.
أجيال متعاقبة حملت شعلة وطني لتقدم رسالتها إلي القارئ… رسالة لم تقتصر علي الجوانب الصحفية والإعلامية, إنما امتدت للجوانب الوطنية والخدمية والتنويرية, كما أنها رسالة تجاوزت الصحيفة الورقية المطبوعة لتدخل عالم الصحافة الإلكترونية بكل تقنياته الحديثة التي تلبي احتياجات متطورة لجيل الشباب وتواكب وتيرة متسارعة للأحداث.
ولعل المحطات الزمنية في عمر أي مؤسسة لها من المعاني والمدلولات المهمة التي تدفع العاملين فيها والمتعاملين معها إلي تأمل الفترات المنقضية قبلها وما تم إنجازه خلالها لتقييم الأداء واستخلاص النتائج وإنعاش الذاكرة… فمن لا يرجع إلي ماضيه لا يتدبر حاضره ولا يحسن التخطيط لمستقبله, وهذا عينه ما فعلته وطني عام 2008 إبان احتفالها باليوبيل الذهبي, فقد أبحر فريق من محرريها عبر أرشيف يتضمن إصدارات خمسين عاما, وكانت رحلة شيقة للغاية تم فيها رصد وتوثيق الموضوعات والأبواب والأحداث والأقلام التي قدمتها الصحيفة للقارئ وخصصت صفحة أسبوعية لكل عام من الأعوام الخمسين طوال عام اليوبيل حيث تم إعادة طباعة المواد المنتخبة من الأرشيف دون تدخل أو تعديل أو تجميل… تم تقديم المواد بنفس المضمون وبذات أسلوب الطباعة وكتابة العناوين ووضع الصور حتي لا تضيع عبق ونكهة الماضي وتنقل القارئ معنا في رحلة لم تقتصر علي تسلسل الأحداث فقط, إنما تضمنت تطورات الصحافة تحريرا وإخراجا وطباعة وتقنيات أيضا.
كانت تجربة عام 2008 مهمة ومثمرة للغاية لكل من قارئ وطني والجيل الجديد من محرريها آنذاك لإنعاش الذاكرة وتوثيق الرسالة وبلورة رؤي المستقبل… هذا علاوة علي أنها كانت تجربة ثرية جدا لعدد من الدارسين الذين قصدوا وطني منذ عام 2008 وحتي تاريخه طالبين الاطلاع علي أرشيفها… وكم كانوا سعداء بالحصول علي ضالتهم من خلال الجرعة المكثفة التي تم إنجازها في ذلك العام عن نصف القرن الذي سبقه.
الآن تكرر وطني تلك المهمة بالإبحار عبر أرشيف إصداراتها خلال السنوات العشر التي انقضت بين عامها الخمسين وعامها الستين (2017/2008) وكما تولي هذه المهمة عام 2008 فريق من الجيل الأحدث من محرريها آنذاك ليتعرف علي ما فاته من رسالتها وذاكرتها الصحفية, نعود في عام 2018 ليتولي المهمة ذاتها فريق آخر من آخر جيل انضم إلي محرريها لتتواصل المسيرة بكل معاييرها وثمراتها. هذا الجهد ستخصص له وطني صفحة خاصة عبر إصداراتها خلال عام 2018 لتلقي الضوء علي حصيلة أحداث السنوات العشر المنصرمة- وهي أحداث غزيرة متشعبة سواء محليا أو عالميا- بالإضافة إلي رصد كل ما قدمته وطني أو موقعها الإلكتروني من أبواب أو أنشطة خدمية أو إنجازات وطنية عبر أقسامها وأبوابها المختلفة.
هكذا تخطط وطني لسياستها خلال العام المقبل… والأمل أن تثري قراءها بحصيلة عشر سنوات مضت لتنير الطريق نحو سنوات أخري قادمة تتواصل عبرها رسالتها وتتعاقب خلالها أجيال محرريها.
نقلا عن جريدة الوطن