«أبلة فاهيتا» لم تتعد على كنيسة
مقالات مختارة | بقلم : بولا وجيه
١٥:
٠٥
م +02:00 EET
السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧
بالأمس تم هجوم جديد على إحدى الكنائس في مصر المحروسة، ولكن كان السبب مدهشا وجديدا على أذني. ففي الغالب يكون الهجوم نتيجة أما شك المتشددين في أحد المنازل أنه تقام فيه الصلوات، أو أن منظر -لامؤاخذة- الصليب الموجود أعلى منارة الكنيسة، أثار حفيظة وغضب المسلمين -المتشددين- أيضًا.
ولكن الجديد في الموضوع، أن الهجوم تم، نتيجة شكهم أن الكنيسة ستضع جرسًا فوق قبابها. مجرد جرس فوق قباب الكنيسة، أثار غضب وحفيظة المتشددين، وجعلهم يهجمون على الكنيسة ويدمرون كل ما بداخلها، ولم يراعوا احترامًا حتى لرب البيت. ولكن المدهش في الأمر، أن أجراس الكنيسة تلك التي تثير حفيظتهم وغضبهم، هي التي دقت منذ أيام حدادًا على أرواح شهداء مسجد الروضة، والتي وقع نتيجة غدر وغباء ديني أيضًا.
ولكن من أين أتت تلك الأفكار؟، من التلفاز وشيوخ الفتن الذين لهم منابر، ولهم أماكن يطلون على المشاهدين من خلالها بأفكارهم المتطرفة المليئة برائحة الغدر والدم. والمدهش، أنه من يومين صدر قرار بوقوف بث إعلان لإحدى شركات الاتصالات بتهمة ما يحمل في طياته من إيحاءات جنسية، يُخشى على الأطفال منها!
والمدهش، هل تخاف على الطفل من إيحاءات جنسية، ولا تخشى أن يموت ضحية لحادث إرهابي كما حدث في أحداث البطرسية منذ عام؟!.
مات نتيجة أفكار دست في عقول البعض وصار يرى موت المسيحي أو حتى المختلف عقائديًا معه حلال لا شك فيه مطلقًا؟!. قبل أن تخاف على أخلاق الطفل من دمية، خاف على روحه أولًا من أعداء الحياة، أجعله يعيش أولًا ثم علمه ما تريد من أخلاق.
نقلا عن فيتو