الأقباط متحدون - حوار مع الكاتب المصرى أمير مصطفى
  • ٠٤:٤٦
  • السبت , ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧
English version

حوار مع الكاتب المصرى أمير مصطفى

سامح سليمان

حوارات وتحقيقات

٥٥: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧

الكاتب المصرى أمير مصطفى
الكاتب المصرى أمير مصطفى
 قام باجراء الحوار و إعداد الأسئلة سامح سليمان 
نرحب بك أستاذ أمير و نرجو تعريف القارئ بشخصكم الكريم.
 
أمير مصطفى من مواليد مدينة الإسكندرية، يعمل فى مجال تصميم الأغلفة والإخراج الفنى للمطبوعات منذ العام 2008.
 
تصدر له رواية الوصيف خلال فترة معرض القاهرة 2018 والفائزة بجائزة أخبار الأدب فرع الرواية عام 2017.
 
صدر له من قبل  رواية (كلاحين الجبل) عام 2015 والتي فازت بالمركز الأول فى مسابقة ربيع مفتاح فرع الرواية على مستوى جمهورية مصر العربية عام 2016 كأفضل عمل روائى منشور.
 
كما فازت  بالمركز الأول للمسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة على مستوى جمهورية مصر العربية عام 2014 كأفضل عمل روائى غير منشور.
 
صدر له مسرحية الحاناتي عام 2016 عن حياة جلال الدين الرومى ونشأة المولوية،وتحولت لعرض مسرحي عرض لأول مرة بمسرح مكتبة الإسكندرية فى مارس 2016 .
 
كما صدر له ديوان شعر بالعامية المصرية بعنوان (4 وشوش غيرى) عن مطبوعات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
 
س : ما رأيك في الحالة الثقافية لمصر فى الفترة الحالية : إعلام _ سينما _ الأدب بأنواعه ؟ 
الثقافة جزء من المجتمع مثل الدين وأخلاق البشر والفكر والفن والترفيه بكل اشكاله وبناء عليه فإنه استنادا إلى نظرية الأواني المستطرقة ستجد إن القوة إن مست مجتمع ما أصابت كافة مظاهرها ومكوناتها وإذا ما الوهن أصابه فإن العدوى تستشرى فى كافة الجسد.
 
وهكذا فى مجتمع ضعيف معطوب مثل مجتمعنا المصرى طبيعى أن تجد التخلف يسود على هذا الأنسان المتأخر فهو من يقدم فنا ويتذوق هذا الردئ إلا الندرة التى تغرد خارج سرب المجتمع.
 
فمن الطبيعى جدا أن تجد أن الردئ هو السائد وإن الجيد هو المتنحى.
 
فى كل مجال مجتمعى ستجد المسيطر هو الردئ والجيد يجاهد للظهور بدأ من الدراسات الفكرية التنويرية وحتى أتفه فنون الترفيه ولتكن الرقص الشرقي ستجد إن المسيطر هو الردئ والجيد هو المتنحى هذا طبعا حسب مفهوم كل شخص للجيد والردئ فى كل مجال.
 
القصد إن حالة الثقافة فى مجتمعنا مزرية شديدة التقزز بصنفيها، صانع الثقافة ومتلقيها كلاهما ضحل الفكر ردئ الذوق غوغائى النزعة إلا النوادر.
 
ولهذا لا أحمل أى كاتب جهول المسئولية ولا أحملها للقارئ الذى انحاز للسئ وتخلى عن الجيد لأنهما ابناء مجتمع مشوش الرؤية، كلاهما ضحية تردى الذوق الاجتماعى وليس منهم أى مجرم.
 
ولهذا أنا متعاطف معهم وأحاول أن أكون من أصحاب الوعى وأسعى لترك بصيص وحيد من الضوء يبقى بعد رحيلى عسى أن يصادفه قارئ من الندرة فيرشده إلى الجزء الذى رصدته من الحقيقة حسب وجهة نظرى.
 
س : ما هى أهم الأعمال التي قد ساهمت فى تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية؟
هذا سؤال واسع فضفاض عسير الجواب عنه بشكل شاف ولكنى سأحاول.
 
إن الفكر الشخصى هو ناتج مزيج خبرات هذا الشخص المتكسبة خلال رحلته فى الدنيا سواء بصفة مباشرة أو بصفة منقولة عبر القراءة ولهذا فإن وجهة نظري تجاه الحياة والإنسان تشكلت عبر سلسة طويلة من القراءات المختلفة المتناقضة كذلك لمحاولتى رصد كل الجوانب لذات الموضوع الواحد قدر المستطاع.
 
فقط اذكر أننى مدين لبدر شاكر السياب كونه من أحببنى فى الشعر.
 
ومنذ المرحلة الثانوية بعدما بدأت أقتنع إن العالم يحوى جمالا لا أعرفه فقط لأن العالم من حولى قاصر الطرف لا يري سوى خيارات معدودة ترسخ لقيم القبح والكراهية.
 
منذ تكوين هذه القناعة بدأت اسعى بحثا عن الحقيقة والجمال فى هذا الكون خارج كل ما هو مألوف ومحفوظ ومكرر.
 
س : هل تكونت لديك رؤية واضحة لمشروعك الفكرى و الأدبى؟
قد كنت بدأت كتابة الأدب من مدرسة الشعر مرورا بالمسرح وهذا ما ساعدني فى التجريب واعادة اكتشاف ذاتي وقناعاتي وهكذا فقد تشكلت لدى رؤية ما تشكل ما يسمى بالمشروع الأدبي وهذه الرؤيا كانت من حيث الشكل لا تصلح للعرض سوى من خلال الرواية وبناء عليه.
 
إن مشروعي الأدبي واضح الملامح من حيث الشكل يكون فى إطار الرواية الاجتماعية تحديدا، التى ترصد كتابة جادة تحوى داخل طياتها فكرا ورؤية وفى ذات الوقت لا تصير تجريبية جافة بما يتعالى على عقلية القارئ التائهة صنيعة (الفن التجاري).
 
هذا من حيث الشكل الخارجى أما المضمون/ الهم الفكري المعنى به فهو الإنسان المصري المعاصر.
 
محاولة فك شفرته النفسية ودوافعه الخفية، البحث عن ما هية هذا الإنسان، رصد هويته الضائعة بين كل ثقافة مستوردة سواء من الشرق أو الغرب، محاولة رصد الظواهر الأجتماعية التى شكلت فى تشويه الهوية المصرية، تناقضات التكوين الفكرى الذى افرز إنسان متناقض لا يمكن التنبؤ بردود افعاله مطلقا.
 
معنى بسبر أغوار الإنسان المصري المعاصر في محاولة لإعادة اكتشاف ذواتنا واختبار حقيقة قناعتنا.
 
أنا أكتب لأحاول فهم نفسي أكثر وفى ذات الوقت أحاول اثارة الأسئلة داخل عقل قارئي ليحاول هو الآخر فهم نفسه اكثر وذلك من خلال إطار (حدوتة) اجتماعية ممتعة للقارئ تستر داخلها هذا الهدف.
 
س : ما هى أوجة التشابة و الأختلاف بين أحدث أعمالك رواية الوصيف و روايتك السابقة كلاحين الجبل ؟ 
ومن مظاهر التشابهة الشكلي فى كلا المشروعين هو محاولة التأريخ لمدينة الاسكندرية التى لا يعرفها أحد، المدينة وسكانها الحقيقين بعيدا عن الأكلاشيهات النمطية المستقرة فى وجدان المتلقي.
 
كذلك التأريخ لمصر عموما فى فترة التسعينيات من القرن الماضي، مرحلة ما قبل الصدام بالعولمة، هى المرحلة التى أظنها البيئة الخصبة لضلالنا فى التيه.
 
فى الوصيف الحالة أعمق وأكثرا رصدا لتحولات الإنسان ومن ثم المدينة ومن ثم المجتمع المصري بأكمله.
 
الأختلاف هو محاولة للغوص أعمق فى داخل الإنسان ودوافعه، محاولة رصد التغيرات الفكرية التى ينشأ عنها تغيرات ردود الفعل فتعيد تشكيل المجتمع.
 
س : هل أنت مع أم ضد مصطلح الأدب النسوى ؟ وما رأيك فى المنتج الصادر عن الأقلام النسائية فى الوطن العربى ؟ 
بالواقع أنا ضد هذا المصطلح إذا كان المقصود به ما تقدمه أحلام مستغانمى ومن على شاكلتها. وما أقصده هو رصد علاقة قمع الذكر للأنثى فى مجتمعاتنا الشرقية. أنا ضد التمييز لأنى مع الإنسانية المجردة.
 
أنا مع الأدب الذى يساعد الإنسان فى إعادة تشكيل ذاته وقناعاته حول العالم المحيط به. أنا مع المرأة الإنسان التي تبحث عن حقيقتها، التى تحمل أحلام مجهضة مثلها كمثل الرجل والطفل والشيخ. الأنسان فى كل شكل ومكان هو ضحية آخرين ويتحول بالتدريج إلى جاني هو الآخر.
 
لهذا أنا أحترم جدا من يكتب للإنسانية بغض النظر عن نوع الكاتب سواء رجل أو امرأة.
 
أنا أعشق كتابات رضوى عاشور وفتحية العسال وغيرهن. الكاتبات اللواتى اهتممن بجنس الإنسان وليس بنوعه.
 
س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟ هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
أنا ضد كتابة السرد بالعامية ، ضد الكتابة بها وضد قراءتها كذلك، هذا فى السرد أما فى الحوار فأنا ضد كتابة الحوار بالفصحى. أرى إن السرد لغة الكاتب وأسلوبه بينما الحوار لغة الأبطال وابن بيئتهم.
 
أنا أكتب الرواية الأجتماعية وهى  تعتمد فى المقام الأول على المكان وعلاقة الإنسان بالمكان الذى ينعكس على علاقة الناس بعضهم بالبعض.
 
أنا انتمى لمدرسة نجيب محفوظ وخيري شلبي وهذا رأي شخصى بحت وكل شخص حر فيما يكتب وفيما يقرأ.
 
 س : ما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟
أهم المعوقات طبعا قلة الأمكانات المادية، إن الفكر هو منتج مثل أى منتج وفى الواقع ليس المهم جودة المنتج ولكن المهم الدعاية له.
 
الكاتب الشاب لا يملك مالا يكفيه ليصنع لنفسه الدعاية المطلوبة وكذلك لا تدعمه دار نشر ثرية تملك الدعاية له كما تفعل مع الكتاب المشهورين.
 
س: لماذا تدور أغلب الأعمال الأدبية العربية فى فلك العلاقة بين الرجل والمرأة ؟
من وجهة نظري الخاصة إن الفن الأنسانى يدور دوما فى فلك علاقة الرجل بالمرأة وما حولهما.
 
الإنسانية هى آدم وحواء والله وشيطان وما تلبث الأنسانية تحكى ذات القصة بتنويعات جديدة منذ بدأ الخلق حتى قيام الساعة.
 
الرجل والمرأة هما قطبي الحياة بغياب أحدهما لا يوجد شئ على الإطلاق.
 
باختلاف القوالب الأدبية سواء كانت فانتازيا أو خيال علمى أوملاحم تاريخية أو ميثولوجيا أو.. أو أى يكن الرجل خلق ليدور فى فلك المرأة والمرأة خلقت لتدور فى فلك الرجل. 
 
 ما هى نقاط التميز التى يمتلكها الأدب العربى ؟ 
فى الواقع أكبر ميزة للأدب العربي هو اللغة العربية برحابتها وتنوع مفرداتها وروعة تراكيبها. اللغة العربية وحدها تستطيع أن تحول جملة فكرية سطحية إلى حكمة مأثورة فقط من خلال زخرف القول.
 
بعيد عن ذلك الأدب العربي أكثر إنسانية لأنه ابن مجتمعات أكثر اختلاطا وتعقيدا.
 
الإنسان العربي على علاقات متداخلة ومتناقضة مع النوع الآخر والأسرة والأهل والعشيرة.
 
الحياة فى العالم العربي درامية فى واقعها أكثر من خيال الغرب ولهذا أرى الأدب العربي أكثر كشفا عن داخل الإنسان وأكثر توضيحا لتقلبات الفكر والمعتقدات. هذا فقط إذا أجاد الكاتب العربي صناعة الحبكة الأدبية التى تطرح هذه الأفكار.
 
ما هو المشروع الفكرى و الأدبى لدار حسناء ؟ و ماهى أفضل الأعمال الصادرة عن الدار ؟
إن مهمة الناشر هى بإختصار، تتلخص فى قدرته على تحقيق التناغم بينه وبين المؤلف والقارئ ومحاولة تحقيق رؤية الكاتب في إخراج عمله الإبداعي بشكل راق وإعتبار مشروعه الإبداعي مشروعاً تجارياً يضمن له ربحا ماديا يوازى مكاسبه الأدبية
 
إن الناشر بإختصار هو وكيل أعمال للكاتب يقوم بتصميم وتنفيذ كتابه بأفضل صورة يتمناها الكاتب كما إن الناشر بعد التنفيذ يأخذ على عاتقه مهمة توزيع الكتاب بأفضل خطة ترويجية ممكنة وبعدها يأتى دوره فى تنظيم جميع الفاعليات الثقافية المتعلقة بالكتاب
ولذا فإن حسناء للنشر والتوزيع والتي يقوم على إدارتها كتاب شباب أخذت على عاتقها السعى لإنجاح هذة المهمة ودعم الأقلام الشابة الواعدة والتي لا تجد لها منبراً لطرح رؤاها وإبداعها الخالص.
 
فمبدئياً تهتم الدار جدا بدعم إبداعات الشباب الحاصلة على جوائز ادبية ولم يسبق لها النشر على سبيل المثال رواية الوصيف للكاتب أمير مصطفى وهى من أحدث إصدارات الدار وقد فازت بمسابقة أخبار الادب عام 2017.
 
كذلك رواية أيام الكرمة للكاتبة مارينا سوريـال وهي الرواية الثانية التي تصدر للكاتبة ، بعد رواية دروب الالهة والتي فازت بجائزة "حورس للسرد العربي" في دورتها الاولى كذلك لم يقتصر الامر على الكتابات الشابة فقط ولكن أيضا فى سبيل مد جسور التواصل بين الأجيال الأدبية المختلفة وتبنى التجارب الجديدة حتى لأصحاب الخبرة فى مناحى أدبية أخرى قامت دار حسناء بإصدار رواية (رئيس التحرير) للكاتب أحمد فضل شبلول وهو صحفى وشاعر مخضرم وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب عام 2007 وكذلك جائزة المجلس الأعلى للثقافة عام 1999 وله 18 كتاب فى الدراسات الأدبية والنقدية إلا إن هذه هى روايته الأولى.
 
كذلك كان على عاتق الدار الاهتمام بالإنتاج الفكرى وليس الادبى فقط فمن أهم إصدارات الدار فى هذا المجال كتاب (ظل الإله وهرواة الرب – الحاكمون بأمر الله) وهو بحث تاريخى مدقق للباحث الشاب كريم محمد الجمال وهى دراسة تاريخية محايدة تتعرض لسلطة الدولة الدينة فى المجتمعات واثرها على التغيرات السياسة والاجتماعية منذ عهد الجبتانا المصرية القديمة وحتى العصر الحديث.
 
وعلى صعيد آخر فى محاولة لدعم الكتاب الجدد الذين ينشرون لأول مرة وبعد رصد حالة من الفوضى فى سوق النشر تتمثل فى اخراج العديد من الكتب تحت تصنيف الرواية حتى وإن لم تكن رواية بالمعنى الادبى .. وكذلك الأجتراء غير المسبوق على فن الشعر بشقيه الفصيح والعامي.
 
جاءت محاولة جادة من دار حسناء للنشر لدعم فن القصة القصيرة من التراجع وكانت مبادرة دعم الكتاب الأول.
 
بإختصار هى مبادرة لإصدار مجموعة قصصية لكاتب يطرح اسمه لأول مرة .. كنا نبحث عن الموهبة التائهة بين زخم إصدارات الروايات والخواطر التى يطلق عليها أصحابها أشعارا بالزيف .. ووسط استغلال بعض دور النشر لتحمس الكتاب الجدد وقلة خبراتهم فى النشر جاءت المبادرة والتى كان مخطط لها دعم خمسة أقلام جديدة تكتب فن القصة القصيرة وتستحق تسليط الضوء عليها.
 
وجاءت المفاجأة الكبرى لنا حينما طرحنا إعلان المبادرة لنجد أن هناك اكثر من خمسون عمل مقدم.
 
حاولنا الأنتقاء قدر المستطاع ولكن كان دوماً ما يكون هناك ظلم لبعض الاعمال التى تستحق. ومن ثم فقد قررت إدارة دار حسناء دعم أكبر عدد ممكن من المواهب حتى وصل عددالمجموعات إلى  15 عمل من أرجاء الوطن العربى المختلفة وليس من مصر فقط.
 
ومن اهما تاتى مجموعة (أجوب الدنيا حافيا) للكاتب ملاك رزق ، ومجموعة جزيرة البط للكاتب (محمد على برباش) ونموذج هام من إبداعات الأخوة فى اليمن الشقيق مجموعة (حب فى العراء) للكاتبة اليمنية أمل منصور البان.
 
 هل أنت مع أم ضد المعالجة الفكرية والأدبية للتابوهات ؟ 
بالواقع لا يوجد تابوه من وجهة نظري، كل شئ قابل للنقاش والطرح والأختبار.
 
إن الله (الذات العليا) حاور الإنسان وناقشه حول حقيقة وجوده ووجوب عبادته، إذا كان الله ناقشنا أفلا نناقش بعضنا البعض ولكن هناك ضرورات لفهم ماهية النقاش والمحاورة والانتقاد.
 
إن الهدف الأول للنقد هو البحث عن الحقيقة بعقل مجرد غير مكبل بقناعات مسبقة، النقاش بحثا عن الحق أينما وجدوليس الجدال الأحمق لمجرد فرض وجهة النظر.
 
كذلك اسلوب النقاش يختلف، إلتزام الأدب خلال الطرح الفكري لن يفسد القضية ولكن إساءة الأدب تفسدها
على سبيل المثال قد ناقش العرب الجنس والعلاقات الجنسية فى الدين باستفاضة كذلك فى الأدب والشعر العربي ملئ بالمواضيع الجنسية لأنها جزء من الطبيعة الإنسانية ولكن كيف قدم هذا.
 
الأسلوب فى الحوار هو ما يجعل الحديث عن الجنس إما نقاش علمى أو كلام عاهرات يمتهن الدعارة.
 
و ما هى أهم الأعمال التى نجحت فى ذلك ؟ 
كل ما كتب احسان عبد القدوس تقريبا، ويوسف إدريس هذا بخصوص تابوه الجنس تحديدا
كل ما كتب نجيب محفوظ فى تابوه الدين وعلاقة الإنسان بالله وبالقدر.
 
رواية قلب الليل، الطريق، حديث الصباح والمساء، اللص والكلاب، الحرافيش كلها أعمال أجتماعية ممتعة تحمل فى طياتها فلسفة الكاتب فى علاقة الإنسان بالخالق ومصيره المحدد سلفا من قبل هذا الخالق.
 
هؤلاء كتبوا كى نفكر حينما نقرأ لم يكتبوا كى يدعوا التقدم الفكري ولم يكتبوا كى يفرضوا وجهة نظرهم بصياح قبيح.
 
وهذا ما أراه أدب النقاش والجدل حتى فى الأعمال الفكرية البحتة بعيد عن الأدب ستجد زكى نجيب محمود وستجد فرج فودة وستجد سلامة موسى وغيرهم 
 
هؤلاء كانوا يناقشون بعقول مفتوحة بحثا عن الحق، يناقشون ويقتنعون بالحجج ويغيرون مفاهيمهم، يطورون فكرهم سعيا للوصول إلى مفهوم أوضح للحقائق.
 
تلك عقول تطرح فكرا ولا تبشر بهذا الفكر والفارق شاسع.