سليمان المنياوي
طوال الاسبةع الماضي ارتبطت الاحداث الداخلية بتيجة معادلات دولية واقليمية ، بدأت المعادلات ، بقرار ترامب بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي القدس ، وما استتبع القرار من صدمة فلسطينية وعربية واقليمية ودولية ، وكأن الادارة الامريكية التي روجت لما يسمي "صفقة القرن" ، والتقارب السعودي الخليجي الامريكي، قد جعلت ادارة ترامب تعتقد ان الوقت اكثر من مناسب لتطبيق قرار امريكي تأجل من 1995 وحتي 2017 ، ولما لا والسعودية والخليج منهكين ومنهزمين ما بين اليمن وسوريا ، وليبيا تتفكك والعراق يقترب من الفيدرالية ، والغرب العربي مرفوع من الخدمة ، ولبنان تحت الانتداب من حزب الله ، والنخب المصرية منشغلة في جمع الاستمارات الخاصة بالولاية الثانية للرئيس السيسي رغم ان الرجل صرح ان حملتة لم تبدأ بعد !!
فجأة أعلن ترامب عن قرارة للخروج من مأزقة وما اكثرها ، ويكفي ان الروس عادوا الي المنطقة والمياة الدافئة بشكل اكبر من ستينيات القرن الماضي ، واصبح لهم قواعد عسكرية حزمت بها المنطقة ، وشاهدنا الاسد يهرول خلف بوتين ، وبوتين يمر في زهو علي القاهرة لساعات ليرتب اوراق اللعب مع ادارة السيسي ويرسلون سويا رسائل لترامب .
والاخطر هو الهجوم المضاد من الادارة المصرية وقبول عرض بوتين بالمفاعل النووي بالضبعة ، والتوقيع علي برتوكول عودة الطيران الروسي ـ المصري ،وصولا الي تقديم مشروع قرار لمجلس الامن برفض قرار ترامب رغم ان الخارجية المصرية كانت تعلم ان الولايات المتحدة سوف تستخدم الفيتو ولكنها سوف تنجح في انكشاف ادراة ترامب دوليا واقتناع عواصم العالم الغربي بعد نقل سفاراتهم من تل ابيب الي القدس ونجحت في ذلك ، ولذلك اعتبرت "نيكي هالي" رئيسة الوفد الامريكي بالامم المتحدة بأن التصويت علي القرار المصري بالصورة التي تمت بمجلس الامن الدولي "أهانة لواشنطن" واضافت :" لما له من أثار علي صعيد الدعاية السلبية التي تكبدتها الولايات المتحدة " واضافت "أن مشروع القرار المصري كان يستهدف التغطية علي المشاكل الداخلية " ؟!!
لم يمضي سوي يوم علي تصريح السيدة نيكي حتي فوجئنا بالمتحدث العسكري باسم القوات المصرية تامر الرفاعي،يعلن بعد التصويت بيوم واحد ، الثلاثاء الماضي: إن مسلحين استهدفوا مطار العريش بقذيفة خلال تواجد وزيري الداخلية مجدي عبد الغفار والدفاع صدقي صبحي هناك.. وبعدها نشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة أن الهجوم اسفر عن استشهاد ضابط واصابة أثنين اخرين بجروح وان القذيفة اتلفت احدي طائرات الهليكوبتر جزئيا ، وأوضح أن عناصر القوات المسلحة وافراد الشرطة المدنية قاموا بالتعامل مع مصدر النيران وتمشيط المنطقة المحيطة .. ونشرت الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو للحظة وصول الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، عقب جولة تفقدية لعناصر القوات المسلحة والشرطة المتمركزة بقطاعات التأمين شمال سيناء.
وتستمر التداعيات وفي الاربعاء الماضي وصفت صحيفة وول ستريت جورنال ، الامريكية ، مشروع القرار المصري في مجلس الامن ، الداعي لرفض الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل ، بلاجراء الحرج لسياسة ادارة الرئيس ترامب نحو القدس ،واشارت الصحيفة في تقرير لها علي موقعها الالكتروني ، ان تصويت الاثنين الماضي ، يمثل المرة الاولي التي تمارس فيها الولايات المتحدة حق الفيتو داخل مجلس الامن منذ ست سنوات .. ويظهر احباطا دوليا من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الي القدس.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارا، في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، يؤكد أنه "لن يعترف بأي تغييرات على خطوط 4 يونيو 1967 بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، عدا تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات".. وتمت الموافقة على هذا القرار بأغلبية 14 صوتا وامتنعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن التصويت.
وفي اول رد فعل اسرائيلي علي مشروع القرار المصري أشاد نتنياهو، في اجتماعه بمجلس الوزراء الأسبوعي، بالرئيس الأمريكي "لقيادته وتصميمه في الدفاع عن إسرائيل".
كما أشاد نتانياهو، في كلمته أمام مجلس الوزارء، أيضا بنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذى من المقرر أن يزور إسرائيل في وقت لاحق من هذا الاسبوع. ووصفه بأنه "صديق عظيم لإسرائيل والقدس".
وقال داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، في بيان له "لن يغير تصويت أو نقاش الحقيقة الواضحة بأن القدس عاصمة إسرائيل".
بالطبع الانتفاضة المشتعلة في القدس والضفة وغزة ، واعتذار بنس عن زيارة المنطقة ، واشادة ايران وتركيا وقطر والحوثيين وكافة الفرقاء بمشروع القرار المصري ، كل ذلك يطرح السؤال اذا كان هناك شبة تجميد للخلاف مع مصر الان ولو مؤقتا تري من وراء اطلاق الصاروخ علي مطار العريش في ظل تواجد وزيري الدفاع والداخلية ؟ ومن وراء تسريب خبر ذهابهما الي العريش؟
المعادلة تؤكد ان العالم والاقليم وداعمي الارهاب في طرف والولايات المتحدة واسرائيل في طرف اخر ، تري كيف نفكر في الاجابة عن نتيجة المعادلة ؟