رغم الجو البارد، حرص المئات من السياح والمصريين على حضور تعامد الشمس، صباح الخميس، على قدس أقداس الإله «آمون رع» بمعبد الكرنك، بشرق مدينة الأقصر، وذلك وسط احتفالات كبيرة، من فرقة الفنون الشعبية، ولاعبي التحطيب المشاركين في المهرجان الثامن للعبة، وتقدم الحضور محافظ الأقصر، محمد بدر، والعميد اسامة المندوه، رئيس مدينة الاقصر، وممثلون للقطاع السياحي بالمحافظة.
وبدأ الاحتفال بالتواجد في ساحة الكرنك لرصد الظاهرة في تمام الساعة الخامسة والنصف، انتظاراً لشروق الشمس في ارجاء المعبد وعقب ذلك، توجه الحضور داخل المعبد، وتتبع أشعة الشمس على الأعمدة والحوائط والدخول إلى قدس الأقداس في تمام السادسة لرصد الظاهرة، ومنها إلى البوابة الشرقية في نهاية المعبد لمشاهدة عبور الشمس عبر بوابات المعبد، متجهة غرباً إلى معبد حتشبسوت الذي يقع على امتداد معبد الكرنك في البر الغربي.
وتعامدت الشمس في تمام الساعة السادسة و42 دقيقة صباحا واستمر تعامدها لمدة 20 دقيقة، متجهة غرباً إلى معبد حتشبسوت الذي يقع على امتداد الكرنك في البر الغربى.
ويأتى الاحتفال برصد الظاهرة ضمن جهود
محافظة الأقصر وغرفة شركات السياحة ونقابة وجمعية
المرشدين السياحيين في جذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية.
وبحسب قول الدكتور أحمد عوض، رئيس الفريق البحثى المصرى المتخصص في رصد وتوثيق الظواهر الفلكية بمعابد مصر القديمة، فإن تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك، يأتى في ذات اليوم من كل عام، إيذانا ببدء فصل الشتاء في مصر القديمة، وأن مثل تلك الحداث تؤكد على عظمة التاريخ المصرى، وقدرة المصريين على الإبداع منذ آلاف السنين.
فيما طالب أيمن أبوزيد،
رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، بوضع مثل تلك الأحداث على الأجندة السياحية المصرية، مؤكدا أن الكرنك يعد من أعظم المعابد التي شيدها ملوك مصر، تقف شاهدا على إبداعات الحضارة المصرية؛ معتبراً أن معبد الكرنك بمثابة سجل تاريخي حافل لتاريخ وحضارة مصر ابتداء من الدولة الوسطى، من الأسرة الـ12 حتى حكم البطالمة لمصر، فقد قام ملوكهم بتشييد المقاصير والبوابات في حرم الكرنك، وذلك تمشياً مع سياستهم المعهودة لإرضاء آلهة وكهنة مصر.